في جمهورية ( قمعستان ) الإستبدادية الكبرى ...العبرة بإحتفاظ أهل السلطة بالسلطة ..مهما كان الثمن ...دم ..مفيش مانع ...( سحل ) مايضرش ...إغتصاب المتظاهرات والتحرش بهن مش مشكلة المهم كرسي الحكم ...لا ينتقل ... من سلطان دولة ( قمعستان ) ..إلى فصيل سياسي آخر ...وإذا سألتني ليه ..ما ينتقلشي الحكم ..من السلطان إلى غيره ..؟ هأقولك ...هذا سؤال معقد ..وأسباب عدم الانتقال كثيرة .....وهذا الحوار يفصح ...عن هذه الأسباب .. • والحوار دار بين ( سلطان دولة قمعستان ) ...ورئيس وزراءه ... • السلطان : أيه ... يا كبير الوزراء.. أيه اللي أنا سمعته ده . • رئيس الوزراء : سمعت أيه يامولانا • السلطان : سامع أن المعارضة بتطالب باسقاطي ..هو أنا عملت حاجة أصلاً عشان يطالبوا باسقاطي ... • رئيس الوزراء : أبدا ..جلالتك .. معملتش حاجة فعلا .. شوية فسح ورحلات للخارج ..واجتماعات ....وقرارات معظمها فشنك ...خليهم يتسلوا .. جلالتك ...وألا أحسن ..خليهم يتشلوا ..أزاي هتسقط يامولانا ... • السلطان : أنت عارف أنا أتصرف عليه كام عشان ...يستهبلوا ويقولوا يسقط النظام .. • رئيس الوزراء : كام يا مولانا .. • السلطان : أكثر من نصف مليار جنيه ( قمعستاني ) ...يعني حوالي 600 مليون أو 700 مليون .. • رئيس الوزراء : ده غير السكر والزيت ... يامولانا .. • السلطان : طبعاً ...عايز أعرف أيه خطة الوزارة في ...تصفية المعارضة.. • رئيس الوزراء : أخنا يامولانا عملنا خطة ..ما تخرش المية .... • السلطان :متأكد ..أنها ما تخرش المية .. • رئيس الوزراء ... ( أنا معرفش بس أنا متأكد ) ..أنها متخرش المية .. • السلطان : طيب أيه الخطة ديه .. • رئيس الوزراء : الخطة بتشترك فيها الوزارة كلها تقريبا ....يعني وزير ( القمع والسحل ) عامل اللى عليه في الموضوع ده ....ومش مخلي ..تعذيب ..وتفريق للمظاهرات ... • السلطان :...أه بمناسبة وزير القمع والسحل ....ده لازم يثبت ولائه ...ده ما كنشي ....هيبقى وزير أيام السلطان السابق أنا عملته وزير ....يبقى ....لازم يثبت ولائه .. • رئيس الوزراء ...طبعا جلالتك ....مش هو بس أفندم ..ده معظم الوزراء ..والمحافظين ...كلهم يا مولانا ماكنوش يحلموا يبقوا سكرتير أو مدير مكتب لمحافظ أو وزير ... • السلطان : وأنت نفسك ..ما أنت عارف امكانايتك ...ماكنتشي توصلك أكثر من مدير مكتب وزير أو مدير مكتب رئيس وزراء ..المهم وزير القمع والسحل عمل أيه . • رئيس الوزراء : ده عامل شغل جامد ..مع كل النوعيات اللى بتنزل المظاهرات ..من أول العيال الصغيرة ...10 سنين وأنت طالع .....لغاية ....(البلاك بلوك) ...لغاية رموز المعارضة ..لغاية الجماعة الغلابة اللى بينزلوا للمظاهرات ....تنفيساً عن معاناتهم ..... • السلطان : أنا اللى نفسي فيه ..( الستات اللى عاملين زي القشطة دول ) ..اللى بينزلوا ..ويتكلموا ....أحسن من الستات بتاعونا ..اللى عاملين زي الغفر ..ومايعرفوش يتكلموا إلا في الطبيخ والغسيل ....وفلانة أتجوزت ..وفلانة أتطلقت .... • رئيس الوزراء : الستات دول لهم برنامج خاص ...(وزير القمع ...والسحل ) ...دبَّر لهم ...حوالي 500 بلطجى ..مهمتهم فقط التحرش بهم وتعريتهم ...علشان يتعلموا الأدب ..وماينزلوش ..مظاهرات تاني ...لأنها ... لو هى عندها الشجاعة تنزل ..هتلاقي أبوها وألا أخوها...وألا أبنها هيمنعها.. • السلطان : آمال عمل أيه وزير القمع بالنسبة للأولاد والفقراء والمحتجين الآخرين ... • رئيس الوزراء : دول جلالتك ..الشرطة بتصطادهم ...لما بيكونوا ...ماشيين شوية صغيرة ...أتنين وألا ثلاثة ...وتحطهم في البوكس .....وعلى معسكرات التعذيب ... والانتهاكات الجنسية .. وماأدراك ما التعذيب ... وما أدراك ما الانتهاكات الجنسية !. • السلطان : ......أنا عايزهم يتعذبوا ..عذاب أكتر من اللى أحنا أتعذبناه ...أيام العصور السابقة ....عشان ..تبقى فيه مساواة بين الشعب ..مش هم بيطالبوا بالمساواة ..طيب ما يدوقوا التعذيب اللى أحنا أتعذبناه ...عشان يعرفوا أن أحنا ما وصلناش لكراسي الحكم أونطة ...بس ياريت يبقى التعذيب مش أمام شاشات التليفزيونات والفضائيات ...خليها مدارية ...في المعسكرات ... • رئيس الوزراء : طبعا جلالتك ...ده اللى بنعمله ..بس ..العسكر فلتت أعصابهم ....وسحلوا واحد قدام الكاميرات .. قدام قصر جلالتك ....وهم مش عارفين ..بس أحنا طالما بيطالبوا (بالشفافية ) ..خلي هم يشوفوا السحل بشفافية ..عشان .. ( حزب الكنبة ) يخافوا من السحل ..ويخليهم قاعدين على الكنبة ما فكروش يتحركوا ....وكمان يمنعوا ولادهم ...من المظاهرات ..أحسن يتسحلوا .. • السلطان : كم عيل خدتهم في معسكرات التعذيب ... • رئيس الوزراء ...حوالي 500 ...من العاصمة وحدها حوالي 200 ..والمحافظات الباقي ...ديه طبعا ..غير الخطف ...وقتل الرموز الضارة ..اللى عاملين زي السوس ..اللى لازم البلد تنظف منهم .. • السلطان : قصدك مين ؟ • رئيس الوزراء : الجماعة بتوع الإعلام ..اللى مش سايبنا في حالنا ...أحنا موتنا كام واحد منهم ....لأننا عايزين نبنى دولة سلطانية جديدة ...مبنية على السمع والطاعة ...السلطان يقول ...والشعب ينفذ من غير ما يتنفس ..والجماعة دول ....يفضحونا عند الرأي العام ..وعلى الفيسبوك ..وعلى الأنترنت ..والفضائيات ..والكلام الفاضي ديه ... • السلطان : ما أنتم عندكم جرائد وفضائيات ..ولجان إلكترونية ..بياخدوا ...فلوس بالهبل ..مش قايمن بدورهم ليه .. • رئيس الوزراء : أصلا ..بصراحة يامولاي ....الجماعة بتوعنا معندهمش خبرة ...وإبداع ...إعلام المعارضة ... وألا ثقافة الجماعة المعارضين ...دول ...لهم قدرة على الإقناع كبيرة ..وغريبة .. • السلطان : طيب..يا أما تشتروا الفضائيات والصحف ديه ..يا أما تشتروا ....اللى بيكتبوا فيها أو المدئيعين .. • رئيس الوزراء : ماشي يامولاي ...لكن أغلبهم معصلج ...ما بينفعش معاه أية ....وسائل ..لا ترغيب ..ولا تهديد ..و لاوعيد ...دماغهم ناشفة .. • السلطان ..طيب ما تخلي المشايخ بتوع الفضائيات بتوعنا يصدروا كام فتوى ترهبهم ...وتهددهم بالقتل .... • رئيس الوزراء ..فعلا ..بعضهم عمل كده ..وبالذات المشايخ اللى بتحب ..ان تكون مشهورة ..فيروحوا عاملين فتوى ..تلاقي كل وسائل الإعلام تجري وراهم علشان يفسروا الفتوى ..ويلحنوا عليها ... السلطان : كويس .. أتمنى أن تحدث الفتاوى ديه آثرها ...خصوصا وأن البلاد اللى جنبنا ...بدأوا فعلا ..يغتالوا المعارضين ....و .....عشان اللي فاضل على قيد الحياة ..يتعلم الأدب ..ومايعارضشي ...ويقول سمعا وطاعة لأوامر مولانا .... ( وبعد برهة قال ) آمال أيه باقي الخطة لتحجيم المعارضة ..وخصوصا ( مقصدار القوانين ) ...وألا( ترزي القوانين ) ...عمل أيه ؟.. • رئيس الوزراء : مقصدار القوانين ...تم تكليفه بعمل القوانين اللازمة ...وعندنا دلوقتي قانونين جاهزين ..واحد عشان التظاهر ..والتاني عشان التظاهر بشرطة ....بس أحنا سميناه ..اسم تاني ..سميناه قانون البلطجة .. • السلطان : وبتاع التظاهر ديه ...أيه تفاصيله ؟. • رئيس الوزراء : تفاصيله ..أن المظاهرات ....يا أما ما تتعملشي من أساسه مظاهرات ..أو تتعمل ونفضها في يومها أو في ساعتها .. • السلطان : أزاي ؟. • رئيس الوزراء : عملنا شروط معقدة للتظاهر ...لن تتوافر في أية مظاهرة ...يعنى مثلا ....من ضمن الشروط ..على راغبي التظاهر أن يحددوا عدد المتظاهرين ....فلو قالوا 100 متظاهر ... نعدهم ....لو لاقيناهم 99 نلغي المظاهرة ...ولو لاقيناهم 101 نلغي برضه المظاهرة .. • السلطان : طيب ما تعملوا المظاهرات ... بتذاكر زي ( تذاكر السينما ) ...وبالمرة نأخذ تمن التذكرة ..ووزير الجباية يأخذ ضريبة مبيعات كمان . • رئيس الوزراء : سهلة ياجلالة السلطان .... نمشي القانون زي ماهو دلوقتي ....عشان المعارضة ما تخدشي بالها أننا بنحرمها من ( حق التعبير ) ....وعندنا مجلس التشريع .. كلهم تبعك ياجلالة السلطان .....سواء المنتخبين وسواء المعينين .......يوضبوا.. تعديلات ...علي قانون التظاهر ... وفي خلال 24 ساعة تبقى التعديلات قانون ... • السلطان : طيب لو اتعملت المظاهرة ..أيه اللى هيحصل ؟ • رئيس الوزراء : هنتلكك ...للمتظاهرين على أي غلطة ...وأي غلطة غرامتها ...20 ألف جنيه وأنت طالع .... • السلطان : ( قهققه عالية ) يعني ..المتظاهر قبل ما يتظاهر .... يعمل جمعية .. ويقبضها الأول ..وبعدين يتظاهر ..( وبعد تفكير عميق) .. أستطرد قائلاً: بس ده .. المعارضة .. هتقول ده ضد ( حقوق الإنسان) .. وهيقولوا ... عدم مساواة بين المواطنين ..لأن الفقراء مش هيقدروا يتظاهروا. • رئيس الوزراء : ديه سهلة .. ممكن نعملها قرض ...من البنك يدفعوا بيه الغرامة ..وبعدين نبيَّعهم اللى حيلتهم ....ونذلهم ...ونذل اللى جابوهم ...كل شوية بالقرض .... • السلطان : طيب لو خد القرض ... ومات في المظاهرة ... والمتظاهرين قالوا عليه شهيد ..نعمل أيه .. • رئيس الوزراء : نخصمها من المبالغ اللى هتدفعها الدولة لأسرته باعتباره شهيد .. • السلطان : ( قهقهقة عالية جدا ) يعني اللي ياخدوه أهله باليمن ناخده أحنا بالشمال ...والا خليها بالييمن برضوا عشان يبقى فيها بركة ....( وأستطرد بعد برهة )... آمال قانون البلطجة .. أيه تفاصيله ... • رئيس الوزراء : قانون البلطجة ..هيمنع أي واحد .. يكون ارتكب جريمة قبل كده ..دول اللى بنسميه ( مسجل خطر ) .. من الاقتراب من الظاهرة ... نقوم نعتقله على طول .. و...كله بالقانون .. • رئيس الوزراء : بمناسبة القانون ...أحب أسأل جلالتك سؤال .. • السلطان : أنت جاي تسأل ...ماشي ...أيه هو ..السؤال ؟. • رئيس الوزراء ...جلالتك عارف أني ماليش في القوانين ...ولا الدساتير .....وكل شوية الصحفيين يسألوني عن ( سيادة القانون ) ..سيادة القانون فين ..ز... . ...أيه حكاية ( سيادة القانون ) .. اللى كل شوية أسمعها من المعارضة ... • السلطان : اللى يسألك عن سيادة القانون ... .. تقول له : ( سيادته في أجازة ) ...قهقهة عالية ...سيادة القانون ..في أجاااااااااااااااااااااااااااااااازة . • وتبقى كلمة : 1- محمد الجندي ومحمد كريستي وعمرو سعد ....زهور من خيرة شباب مصر ...تم قطفها قبل الآوان ....من أجل أن تحيا مصر ....أكثر... ديمقراطية...ويعيش المصريون ...في حرية ..وبكرامة إنسانية . 2- أحد رموز الأخوان المسلمين .. يقول إن من يطالب بتغيير الدستور ( حمار )....طيب الحمار فهم أنه دستور باطل ....والدور على العقلاء.. الذين لم يفهموا ...أو بيستعطبوا ..ومش راضيين يفهموا ... 3- في دولة قمعستان ...أهم الوزراء هم : وزير الدولة لشئون السحل والتعذيب ...أو ( وزير الدولة لشئون القمع ) ...و ... وزير الدولة لشئون البلطجة السياسية...ووزير الدولة لشئون تستيف الوعي وتوحيده ( الآعلام سابقاً ) ...ووزير الدولة لشئون التواصل الاجتماعي العشائري ...وهو يهتم بالعشيرة التي جاء منها السلطان . 4- االثورة المصرية ماشية على كتالوج الثورة التونسية ...وتونس سبقت مصر في الاغتيالات السياسية ...فهل ستشهد مصر اغتيالات مشابهة... بعد فتاوى شيوخ الفضائيات ..التي أباحت دم المعارضين . 5- بعد إنكار المواطن المسحول ( حمادة صابر ) وإعتراف الشرطة ثم إنكارها.ممكن يقولوا لنا أن فيلم السحل من أيام حرب فيتنام وأحنا عملنا له فوتوشوب.. 6- في مصر الآن 4 أشياء باطلة بالثلاثة : مجلس الشورى والدستور الأخواني ومشروع قانون التظاهر ...وقانون الإنتخابات ..مين يزود 7- ( أهلاً ..وسحلاً ..وتحرشاً ..وتعرياً.. زورنا تجدوا مايسركم) ...شعار الأخوان الجديد ..لمواجهة المظاهرات القادمة . 8- ***** 9- * د. محمود العادلي - أستاذ القانون الجنائي ورئيس قسم القانون العام - كلية الشريعة والقانون بطنطا - والمحامي أمام محكمة النقض والإدارية العليا والدستورية العليا 10-