قرارات الرئيس الاخيرة، الحاسمة، والضرورية، بإقالة المشير ورئيس الاركان الفريق عنان، والغاء الاعلان الدستورى المكمل، كانت مفاجأة للبعض، ومتوقعة للآخرين، الا اننى ممن كنت اتوقعها، ولذلك اشير الى نقطة فى غاية الاهمية ان الرئيس بتلك التغييرات فى القيادات الهامة بالدولة والتى كان يشار اليها على انها محسوبة على الدولة القديمة او العميقة او النظام السابق، بل بل وصل البعض فى وصفها بانها ضد الثورة، وانها لا ترغب فى التغيير الجذرى، بالاضافة الى الغاء الاعلان الدستورى المكمل، مما يعطى الرئيس كافة الصلاحيات، بتلك التغييرات والقرارات الرئاسية...يصبح للرئيس كامل الصلاحيات، ومن ثم لا يوجد لديه اى موانع لاحداث تغيير حقيقى فى اوجه النشاط والعمل بالدولة، فقد اكمل فريقه الرئاسى وحكومته وله كامل الصلاحيات، فلا توجد حجة لديه، بان هناك موانع كثيرة تعوقه، ومن ثم سوف يكون من حق منتقديه ان يروا تغييراً حقيقيا فى الخدمات وتحرك الانتاج، وانتقال الدولة تدريجيًا وبطريقة ملموسة الى الامام، وما يعد للرئيس سوى الدعم الشعبى المتوفر حالياً له فى كل قراراته، ومن ثم عليه، اغتنام تلك الفرصة الذهبية، لاحداث اشياء ملموسة، وعلى الرئيس ان يدرك ان الشعب يعطيه صلاحيات بخصوص تطهير الدولة من بواقى المناهضين للتغيير، وان يستخدم قوة صلاحياته، دون تأخير فى السرعة فى ايجاد حلول للمشاكل المتعلقة بالخدمات، خاصة الكهرباء، وتوفير اعانات للعاطلين، وتثبيت العمالة المؤقتة، وتحقيق عدالة الاجور، والافراج عن المعتقلين السياسيين، وغيرها، وكلها كانت ضمن وعوده الانتخابية، وانتظر الشعب كثيراً فى تحقيقها، لما راه من ضغط على الرئيس من الاعلام والفلول والحكومة السابقة ، اما الآن فالانتظار كثيراً عن تحقيق تلك المطالب يعرض شعبيته المتزايدة للخطر ،فعلى الرئيس ان يسرع فى تحقيق تلك المطالب، كما اسرع فى اتخاذ القرارات وتغيير القيادات التى كانت تعطل مسيرته . الرئيس بتلك القرارات وبحديثه بانه لا يريد تهميش احد او تقييد حرية الاخرين، وانما اراد مصلحة الوطن، يرسل رسالة الى كافة المسؤولين بالدولة، ان من سيعطى ويتفاعل مع المرحلة الحالية سيكون متواجداً، ومن سيعوق التقدم ويعمل على تعطيل المسيرة، سيقال، وستتم الاستعانة بغيره، رسائل طمأنينة لكن بداخلها رسائل مباشرة، لكل مسؤول ان يعى ما يحدث، ولا يكابر، او يضع نفسه ومصلحته اولاً، بل يجب العمل من اجل مصر، وبنزاهة واحترام المواطن المصرى، وهيبة الدولة، فالدولة تسير بهذا الشكل فى الطريق السليم، دولة قائمة على اسس ،وقوانين جديدة، وتغيير مفاهيم النظام السابق،فهى مرحلة هامة، تنتقل فيها الدولة تلقائياً الى التقدم تدريجياً . فقد اصبحنا الآن امام رئيس بصلاحيات كاملة، وحكومة قد شكلها، فيتبقى ان نرى نتائج حاسمة ومؤثرة فى حياة المواطنين ،فلا يوجد الآن ما يعوق الحرية للرئيس وللحكومة فيما تراه من قرارات، والشعب ينتظر، فهل نرى نتائج حاسمة؟ -------- الكاتب الصحفى والمحلل السياسى والاقتصادى