مسقط - خاص الوفد: فى أوج فترة الاستعداد للاحتفالات بالعيد الوطنى تواصل سلطنة عمان إجراء جولات من المشاورات المكثفة لدعم جهود إحلال السلام. كان من الطبيعى والمنطقى أن تشمل التنسيق مع مصر فى إطار خصوصية العلاقات الثنائية المتميزة. فقد استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسى فى شرم الشيخ، يوسف بن علوى بن عبد الله الوزير المسئول عن الشئون الخارجية فى سلطنة عمان، والذى نقل خلال المقابلة تحيات السلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان، وحرصه على التنسيق والتشاور بين البلدين، فيما يتعلق بمختلف قضايا المنطقة والأمور ذات الاهتمام المشترك. وطلب فخامة الرئيس السيسى نقل تقديره إلى السلطان قابوس، مؤكداً حرص مصر على تعزيز التعاون مع السلطنة فى مختلف المجالات التى تهم الشعبين الشقيقين. كما تم خلال بحث العلاقات الثنائية بين البلدين، واستعراض الأوضاع الإقليمية والدولية.. وحضر المقابلة سامح شكرى وزير الخارجية والسفير الدكتور على بن أحمد العيسائى سفير السلطنة لدى مصر ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية. من جانبه صرح السفير بسام راضى المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس السيسى أشاد بمتانة العلاقات الثنائية بين البلدين، مؤكداً فى ذات الوقت التطلع لتعزيز تلك العلاقات مع الجانب العمانى فى مختلف المجالات بما يُحقق المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين، وكذلك لتبادل وجهات النظر بشأن قضايا المنطقة، منوها سيادته فى هذا الصدد بالتوازن والحكمة التى تتسم بها السياسة العمانية بقيادة السلطان قابوس. وأوضح السفير بسام راضى أن اللقاء تطرق إلى عدد من الملفات الإقليمية والدولية، وفى مقدمتها القضية الفلسطينية، حيث توافقت رؤى الجانبين بشأن أهمية تضافر الجهود من أجل حلحلة الجمود الراهن فى عملية السلام وتسوية القضية الفلسطينية على نحو يلبى تطلعات الشعب الفلسطينى ويضمن حقوقه وفق الثوابت والمرجعيات الدولية ذات الصلة، كما تم كذلك تبادل وجهات النظر حول مستجدات مجمل الأوضاع فى منطقة الشرق الأوسط. كما تسلم الملك عبدالله بن الحسين رسالة من السلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان تتعلق بالعلاقات الأخوية بين البلدين، وذلك خلال استقباله يوسف بن علوى بن عبدالله الوزير المسئول عن الشئون الخارجية. وأكد الملك عبدالله خلال اللقاء على اعتزازه بالعلاقات الأخوية والتاريخية بين البلدين، والحرص على توطيدها، وبما يحقق المصالح المشتركة للشعبين الشقيقين، ويخدم قضايا الأمتين العربية والإسلامية. كما أكد ضرورة استمرار التنسيق والتشاور بين البلدين حيال مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك. كما تناول اللقاء القضية الفلسطينية، حيث جرى التأكيد على ضرورة إعادة إطلاق مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين على أساس حل الدولتين ومبادرة السلام العربية. امتدت المشاورات العمانية إلى مدينة رام الله، حيث استقبل رئيس دولة فلسطين محمود عباس فى مقر الرئاسة، يوسف بن علوى بن عبدالله الوزير المسئول عن الشئون الخارجية فى سلطنة عمان. ووفقاً لوكالة الأنباء والمطبوعات الفلسطينية، فقد سلمه، رسالة من السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان تتعلق بالعلاقات الثنائية القائمة بين البلدين الشقيقين والتطورات الأخيرة بإحلال السلام بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى. حضر اللقاء عضو اللجنة المركزية لحركة فتح حسين الشيخ، ورئيس جهاز المخابرات العامة اللواء ماجد فرج. فى اتجاه موازٍ تتواصل فى العواصم العربية والعالمية وحتى اليوم أصداء مهمة لمباحثات السلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان مع الرئيس الفلسطينى محمود عباس ومع بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلى خلال زيارتين متتاليتين قاما بها خلال أسبوع واحد إلى سلطنة عُمان. فى رد فعل خليجى علّق وزير خارجية البحرين خالد بن أحمد آل خليفة، على زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو لسلطنة عمان، واستقبال السلطان قابوس بن سعيد له. قال خالد بن أحمد آل خليفة فى مؤتمر حوار المنامة - قمة الأمن الإقليمية التى عقدت بمملكة البحرين - مع زيارة رئيس وزراء إسرائيل إلى سلطنة عمان لم نشكك أبداً فى حكمة السلطان قابوس ومحاولة تقديم المساعدة لإيجاد حل لهذه المسألة وإحلال السلام ونأمل أن ينجح السلطان قابوس فى جهوده. كما أكدت العديد من التقارير السياسية والإعلامية أن المشاورات الجديدة تصب فى قناة دعم محاولات إحلال السلام. كما تمثل المباحثات العمانية مع الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى امتداداً لمبادرات السلطنة المتجددة والمتتابعة لدعم السلام، واستمرارًا للجهود القائمة التى تبذلها بقيادة السلطان قابوس للإسهام فى حل قضية العرب المركزية، وتأكيداً لاهتمامها برفع المعاناة عن الشعب الفلسطينى والتوصل إلى حل عادل ينصف الجميع، وتعود من خلاله الحقوق المشروعة. فى توقيت سابق أكد يوسف بن علوى الوزير المسئول عن الشئون الخارجية فى سلطنة عمان أن القضية الفلسطينية بالنسبة للسلطنة كما هى بالنسبة للدول العربية تركز على أنه لابد أن يحصل الفلسطينيون على دولتهم المستقلة، وأن يتعايشوا مع الشعب الإسرائيلى، وأن يبدأوا رحلة جديدة من أجل المستقبل وبناء الدولة الفلسطينية ودعمه وينبغى على الجميع من دول ومؤسسات ومنظمات عالمية أن يدفعوا فى هذا الاتجاه. وقال إن مركز التوجهات العُمانية هو التسهيل للذين يريدون أن يلتقوا أو أنهم يتحادثوا أو يريدون أن يُوصلوا أصواتهم ومساعدتهم فى هذا الجانب، موضحاً أن السلطنة فى كثير من القضايا ليست وسيطة لكنها مُيسّرة. قائلاً عن ذلك لسنا وسطاء، فنحن لا نتوسط بين أطراف هم قادرون على أن يحققوا ما يريدون أن يتفقوا عليه، لكننا مُيسرين لكثير من الحالات التى قد تساعد فى إقناع الأطراف المتعارضة فى الوصول لاتفاق. وذكر أن الوسيط الذى ينبغى أن يلعب دوراً كبيراً فى القضية الفلسطينية هو الولاياتالمتحدةالأمريكية وعلى وجه الخصوص الرئيس الأمريكى ترامب خلال المرحلة الحالية، مشيرًا إلى أن هناك قدرًا من الرغبة لدى الطرفين الإسرائيلى والفلسطينى أن يتحركا من جديد ليحققا لشعبيهما الاستقرار. وعن زيارة نتنياهو، أوضح أن رئيس الوزراء الإسرائيلى أبدى رغبة فى أن يزور السلطنة وأن يعرض على جلالة السلطان قابوس ما يعتقد فى أنه يُصلح شأن منطقة الشرق الأوسط وبالأخص الخلاف الإسرائيلى الفلسطينى، مُضيفاً بأنه تم الترحيب بذلك وأتى وأبدى ما يُريد أن يُبديه واستمع كذلك لما تريد السلطنة أن توصله له، مؤكدًا ان الزيارة جاءت فى إطارها الثنائى ليس إلا، ولا يوجد استغراب فى توقيتها. كما سبق وأن أكد الوزير المسئول عن الشئون الخارجية أن دور السلطنة الرئيسى فى السلام الإسرائيلى الفلسطينى يتوقف على ما تقوم به الإدارة الامريكية، قائلا إن السلطنة ليست وسيط بين إسرائيل والفلسطينيين لكنها تساعد على تقارب الطرفين. وصرح يوسف بن علوى خلال حوار المنامة - قمة الأمن الإقليمية التى عقدت بمملكة البحرين - بأن مجلس التعاون الخليجى لا يزال قائماً ولن ينتهى، والدول الأعضاء حريصة على ذلك. وهناك ترتيبات لعقد القمة الخليجية كما هى العادة. وأضاف: إذا لم نصل إلى حل جذرى فى فلسطين فلن ينعم الفلسطينيون بالأمن أبدا ولن تستقر المنطقة العربية كلها ولن ينتهى الإرهاب. وأن الزمن الآن أصبح مناسباً للتفكير بجدية فى التخلص من المشكلات التى لا تسمح للدول بالتطور الذى تستحقه، والقضية الفلسطينية هى أساس المشكلات كلها التى حصلت خلال النصف الأخير من القرن الماضي. وإذا سلكنا مسلك السلام فى فلسطين ستدعمنا كل دول العالم، وإلا فسيبقى الشعب الفلسطينى يعانى من العنف، كما أن قيام الدولة الفلسطينية مطلب استراتيجى وبدونها لا يمكن تحقيق الاستقرار مطلقاً. على الصعيد الإعلامى تواصل الصحافة ووسائل الاعلام فى سلطنة عمان الإشادة بالمواقف المصرية تجاه القضية الفلسطينية. من جانبها ثمنت جريدة الوطن العمانية، التى تعد من أهم الصحف اليومية العربية، الجهود التى قادتها القاهرة ولا تزال لتهدئة الأوضاع فى الأراضى الفلسطينيةالمحتلة، وتحديدًا فى قطاع غزة. كما أكدت جريدة الوطن العمانية: إن استشعار الحاجة إلى الاعتراف بالحقوق الفلسطينية قد حان أوانه، وآن للمجتمع الدولى وقواه الدولية وفى مقدمتها الولاياتالمتحدة أن تنظر إلى الاستقرار والسلام فى المنطقة من منظور استراتيجي، وليس من منظور المصالح الخاصة الضيقة وعلى حساب حقوق شعوب المنطقة وفى مقدمتها الشعب الفلسطينى. فى اتجاه مواز أشارت إلى أنه لا يوجد فى الأفق ما يشير إلى أن هناك استعداداً لدى إسرائيل للتقدم خطوة باتجاه تخفيف التوتر والتهدئة، والنظر إلى الوضع الإنسانى بعين موضوعية تقدر الحياة الصعبة التى فرضتها على ما يقارب مليونى مواطن فلسطينى نتيجة الحصار الظالم. وهى تتحدث كثيراً عن ما تسميه «أمنها»، وسلامة الإسرائيليين، ولكنها فى المقابل أيضاً لا تريد أن تعترف بأن من تحاصرهم وتصادر حقوقهم، وتسلبهم حق الحياة، سواء داخل قطاع غزة أو الضفة الغربية هم أيضًا بحاجة إلى الأمن والحرية والاستقرار، والتمتع بحقوقهم التى كفلتها لهم الشرائع السماوية والقوانين الوضعية والدولية، وبالتالى يصبح حقًّا طبيعيًّا وقانونيًّا وشرعيًّا أن يتصدى من تنتهك حقوقه وتسلب بما يمتلك من أدوات لحماية نفسه وحياته أولًا، ولحماية حقوقه ومنع الاستمرار فى اغتصابها وانتهاكها ثانيًا، ولإفهام المجتمع الدولى ومنظماته الدولية والحقوقية أن ما يمارسه من دفاع ليس إرهابًا، وإنما هو حق مكفول له شرعاً وقانوناً، وفى هذه الممارسة لم ينتهك لا القانون الدولى ولا شرعة الأممالمتحدة. أضافت: لابد أن تنظر إسرائيل إلى واقع الشعب الفلسطينى وحاجاته ومطالبه المشروعة والتى كفلتها له الشرعية الدولية، والقرارات الصادرة عن منظمة الأممالمتحدة ذات العلاقة بالقدر ذاته الذى تنظر إليه تجاه ما ترغب فيه وتسعى إلى تحقيقه، لذلك ليس هناك من سبيل لإيقاف حالة المواجهة، سوى اعترافها بالحقوق الفلسطينية، وأن من حق الشعب الفلسطينى أن يقيم دولته المستقلة وذات السيادة على أرضه وعاصمتها القدس تحقيقًا للرؤى المطروحة فى هذا الشأن ويأتى فى مقدمتها رؤية «حل الدولتين» التى طرحها الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما.