يتوجه الرئيس عبدالفتاح السيسي، غدا الأحد، إلى مسقط، فى أول زيارة رسمية للرئيس إلى سلطنة عُمان، وتشهد الزيارة لقاء الرئيس مع السلطان قابوس بن سعيد وكبار المسئولين فى السلطنة، حيث ستعقد جلسة مباحثات بين الجانبين لتناول سبل تعزيز التعاون الثنائى بين البلدين الشقيقين فى مختلف المجالات. وتتناول المباحثات أيضا، التشاور بشأن آخر مستجدات الأوضاع على صعيد القضايا العربية والإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. تأتى الزيارة فى ظل حرص الرئيس على دفع وتدعيم العلاقات الأخوية والتاريخية التى تجمع بين الشعبين المصرى والعماني، وتعزيز التشاور والتنسيق المستمرين بين البلدين بشأن مختلف القضايا الثنائية والإقليمية، بما يصب فى صالح الشعبين الشقيقين والأمة العربية بأسرها. والعلاقات العُمانية المصرية ليست بالعلاقات الحديثة، لكنها ضاربة فى التاريخ القديم إلى ما قبل 3500 سنة، الأمر الذى أدى إلى إنتاج تشابكات تجارية واقتصادية واسعة، تطورت مع الوقت وبعد قيام سلطنة عُمان الحديثة، لأهداف سياسية واستراتيجية وروابط اجتماعية وثقافية واسعة، ومن ثم فإن تلاقى الأفكار والمواقف بين الدولتين تجاه قضايا المنطقة لم يأت من فراغ، بل كان للتاريخ والجغرافيا الأثر الكبير فى بلورة مواقف مشتركة بين الدولتين. وتمثل العلاقات المصرية العُمانية محور ارتكاز مهم على الساحة السياسية العربية، فيسعى البلدان دائما إلى سياسة حل كل الخلافات بالحوار والتفاوض كما تدعو إلى إحلال السلام والاستقرار إقليميا ودوليا لكن مع تحفظ مهم أساسه عدم التخلى عن أى من الحقوق العربية عامة والفلسطينية خاصة، لذلك فإن للدولتين رؤية واحدة تستهدف تقديم أقصى دعم ممكن لنضال الشعب الفلسطينى لنيل حقوقه المشروعة. وتعكس العلاقات المصرية - العمانية قدرا غير مسبوق من التفاهم والتنسيق السياسى المشترك والتعاون إزاء مختلف القضايا الثنائية والإقليمية والدولية، وتستمد هذه العلاقات قوتها من تعدد جوانب التعاون بين البلدين الشقيقين وتشعبها وعدم اقتصارها على جانب واحد. وعلى المستوى السياسي، ترتبط مصر وعمان بعلاقات سياسية قوية فهناك تشاور وتنسيق مستمران بين البلدين فى القضايا الثنائية والإقليمية والدولية ويقدر المسئولون العمانيون على جميع المستويات الدور الذى تلعبه مصر فى حل الصراعات والنزاعات فى المنطقة من أجل شعوب المنطقة. كما يتم التنسيق بين البلدين فى جميع القضايا السياسية المطروحة على المحافل الدولية، وقامت مصر بالمبادرة فى هذا الشأن فى موضوعات مثل مكافحة القرصنة البحرية ورئاسة الناتو، كما تدعم سلطنة عمان الترشح المصرى لعضوية أى مناصب فى المنظمات الدولية. كما أن عمق العلاقات فى جميع المجالات بين البلدين، كانت دافعا إلى التنسيق بينهما فى المجالات السياسية والاستراتيجية والأمنية، وأن التشاور والتفاهم قائمان بين البلدين فى القضايا الإقليمية والدولية. وبعث الرئيس السيسى برقية شكر للسلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان ردا على برقية التهنئة التى بعث بها إليه بمناسبة انتخابه رئيسا للجمهورية. وعلى سبيل العلاقات الاقتصادية، أشادت لجنة الشئون العربية بمجلس النواب، بالعلاقات المصرية العمانية التى تنم عن خالص المحبة بين الزعيمين عبدالفتاح السيسى والسلطان قابوس بن سعيد، والتى ترجمت إلى خطوات عملية من نمو فى العلاقات الاقتصادية والاستثمارية فى مصر. وثمنت اللجنة فى بيان صدر فى يناير 2017 قرار السلطان قابوس بالتوجيه لحكومته بتسهيل العقبات التى تواجه العمالة المصرية فى السلطنة، وأمر السلطان بدراسة المشروعات المعروضة من الجانب المصرى لإنشائها بمصر ورصدت 250 مليون دولار للاستثمارات فى مصر، معربة عن شكرها للسلطان قابوس بن سعيد لمواقفه النبيلة تجاه مصر وشعبها منذ عام 1970 حتى اليوم. وهنأت اللجنة، السلطان قابوس، بحصوله على جائزة «الإنسان العربى» الدولية لعام 2016 تقديرًا لجهوده العظيمة وإسهاماته النبيلة فى مجال حماية ودعم وتعزيز حقوق الإنسان محليًا ودوليًا وعربيًا. وأشارت اللجنة إلى دور عمان فى اتباعها السياسة الهادئة والعقلانية والمحايدة للوساطة فى حل القضايا العربية، مطالبة بضرورة تكثيف التعاون والتبادل التجارى بين البلدين. وبالنسبة للزيارات المتبادلة، زار سامح شكري، وزير الخارجية، فى ديسمبر 2014، سلطنة عمان والتقى خلالها بوزير خارجية عمان يوسف بن علوى، حيث أجرى معه مباحثات تناولت العلاقات الثنائية وسبل تعميقها فى مختلف المجالات والتشاور حول عدد من القضايا الإقليمية المهمة فى منطقة الخليج والمنطقة العربية والأوضاع فى منطقة الشرق الأوسط بشكل عام. وفى 13 مارس 2015، زار يحيى بن محفوظ المنذرى رئيس وزراء عمان، مصر، لحضور مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري. وفى مارس 2015، أجرى أسعد بن طارق آل سعيد المبعوث الشخصى للسلطان قابوس بن سعيد، سلطان عمان، زيارة لمصر لحضور القمة العربية فى دورتها ال26، والتقى به الرئيس السيسي. وفى يوليو 2015، زار وزير خارجية سلطنة عمان يوسف بن علوي، مصر، والتقى به سامح شكرى وزير الخارجية، وبحث الجانبان تطورات العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل المزيد من تفعيلها وتعميقها فى مختلف المجالات بما يتناسب مع مكانة البلدين وقوة العلاقات بينهما ويحقق مصالح الشعبين الشقيقين. وفى 10 يناير 2017، زار سامح شكري، عمان، واستقبله الشيخ أسعد بن طارق بن تيمور آل سعيد الممثل الشخصى للسلطان قابوس سلطان عمان، حيث نقل له رسالة شفهية من الرئيس السيسى إلى السلطان قابوس. وفى فبراير 2017 قام الدكتور الخطاب بن غالب الهنائى نائب رئيس مجلس الدولة العمانى بزيارة لمصر، واستقبله الدكتور على عبدالعال رئيس مجلس النواب. وفى إبريل 2017، زار الشيخ سعد بن محمد سعيد المرضوف السعدي، وزير الشئون الرياضية بعمان، رئيس المكتب التنفيذى لمجلس وزراء الشباب والرياضة العرب، والوفد المرافق له، مصر، لحضور اجتماع الصندوق العربى للأنشطة الشبابية والرياضية بمقر جامعة الدول العربية، واستقبله خالد عبدالعزيز وزير الشباب والرياضة، وبحث الجانبان سبل التعاون المشترك بين البلدين. وفى نوفمبر 2017 قام وزير الخارجية، بزيارة إلى سلطنة عمان استقبله نظيره العمانى يوسف بن علوى بن عبدالله، وعقدت مباحثات بين الطرفين، حيث ناقش الطرفان سبل التعاون بين البلدين والقضايا ذات الاهتمام المشترك، ونقل شكرى رسالة من الرئيس السيسى إلى السلطان قابوس. وجسدت اللقاءات بين المسئولين فى مصر وعمان رغبة الحكومتين فى استثمار علاقاتهما المتميزة فى تنشيط الجانب الاقتصادى منها باعتبار أن السوق المصرية تعد من الأسواق الواعدة، وأن عمان تنظر إلى مصر أنها إحدى المحطات المهمة التى يمكن من خلالها إعادة التصدير للبلدان الأفريقية المجاورة. كما تأتى هذه اللقاءات تفعيلًا للعلاقات التجارية بين البلدين وضمن اتفاقية التجارة العربية الكبرى. وأشارت الإحصائيات إلى أن صادرات مصر إلى عمان تصل إلى 23 مليون جنيه بنهاية عام 2016، أما واردات مصر تبلغ نحو 8 ملايين جنيه. وفى فبراير 2017 وقعت مصر وعمان، 3 اتفاقيات للتعاون الثنائى بين وزارتى القوى العاملة فى البلدين، فى ختام اجتماعات الدورة ال13 من أعمال اللجنة المصرية العمانية المشتركة، التى عقدت بالقاهرة برئاسة سامح شكري، ووزير الدولة للشئون الخارجية العمانى يوسف بن علوي. وشهد الوزيران فى الجلسة الختامية التوقيع على 3 اتفاقيات للتعاون الثنائى فى مجالات الشباب والرياضة والطلائع، والتدريب العمالى بين وزارتى القوى العاملة، كما تم التوقيع على محضر اجتماع أعمال الدورة الحالية للجنة المشتركة. وفى مايو 2017 انعقدت بالقاهرة أعمال اللقاءات الثنائية بين الشركات العمانية والمصرية بهدف تعزيز التبادل التجارى بين البلدين التى تنظمها الهيئة العامة لترويج الاستثمار وتنمية الصادرات العمانية، وإثراء التعاون مع سفارة السلطنة بالقاهرة وشركة «إيبيس» المصرية المتخصصة فى مجال إدارة الأعمال الدولية وخدمات الاستثمار. وتجمع اللقاءات الثنائية بين الشركات العمانية والمصرية بهدف تعزيز التبادل التجارى بين البلدين يضم 25 شركة مصدرة من كبرى الشركات التجارية بالسلطنة و95 شركة مصرية مستوردة من كبرى الشركات الحكومية والخاصة. وتتنوع الشركات العمانية المشاركة فى هذه اللقاءات بين شركات متخصصة فى «أسماك السردين، التونة، البسكويت، شركات الباستا والمكرونة، شركات المنظفات، العصائر، معجون الطماطم، الرخام، الأخشاب والموبيليا، خراطيم البلاستيك، المراتب، الأدوية، ومنتجات الألبان وغيرها». كما أن العلاقات العمانية المصرية، ليست بالعلاقات الحديثة لكنها ضاربة فى التاريخ القديم إلى ما قبل 3500 سنة، الأمر الذى أدى إلى إنتاج أهداف سياسية واستراتيجية وروابط اجتماعية وثقافية واسعة، ومن ثم فإن تلاقى الأفكار والمواقف بين الدولتين تجاه قضايا المنطقة لم يأت من فراغ، بل كان للتاريخ والجغرافيا الأثر الكبير فى بلورة مواقف مشتركة بين الدولتين. المشاركة المصرية فى مهرجان مسقط السينمائى 21-27 مارس 2016 حيث رحب بيان صادر عن سلطنة عمان بالمشاركة المصرية الرفيعة بمهرجان مسقط السينمائى الدولي-2016، وقال إنه كعادته يشهد حفاوة بالغة بالفن والإبداع المصري، حيث تم خلاله تكريم نخبة من نجوم وكواكب مصر فى السلطنة، وهم سمير صبرى وبوسى وكريم عبدالعزيز، بالإضافة إلى تكريم اسم الفنان الراحل نور الشريف من مصر. ووقعت كل من مصر وسلطنة عمان فى 15 مايو 2014 مذكرة تفاهم للتعاون الإعلامى بين حكومة السلطنة وتمثلها وزارة الإعلام العمانية، والحكومة المصرية، وتمثلها الهيئة العامة للاستعلامات. وتعد مذكرة التفاهم تفعيلا للاتفاق الثقافى المبرم فى عام 1974 وبروتوكول التعاون الإعلامى الموقع فى سنة 1983، تتضمن المذكرة توثيق أواصر التعاون الإعلامى وتبادل الخبرات للارتقاء بمهارات الكوادر البشرية والاتفاق على تطوير التعاون عبر عدة قنوات اتصال فى مقدمتها: القيام بتبادل منتظم للأنباء والأخبار المصورة عن الأحداث الجارية فى البلدين وإعطائها الأفضلية فى وسائل النشر والإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية وكذلك المواقع الإلكترونية إضافة إلى تبادل الدراسات والمعلومات. وتنص المذكرة على دعم الإنتاج المشترك للإصدارات المطبوعة والإلكترونية التى تلقى الضوء على العلاقات العمانية - المصرية، فى مختلف جوانبها سواء التاريخية أو المعاصرة. كما اتفق الجانبان على تقديم التسهيلات اللازمة للباحثين والمتخصصين للحصول على الخبرات والمهارات الإعلامية ويجوز للطرفين إضافة مجالات أخرى من خلال القنوات الدبلوماسية. وتمتلك مصر ثقلا ثقافيا وإعلاميا ملموسا فى سلطنة عمان، ويلعب الأزهر دورا رياديا فى القطاع الدينى بسلطنة عُمان فهناك بروتوكول موقع بين الأزهر ووزارة الأوقاف والشئون الدينية العُمانية ويلتقى ممثلوها فى إطار اللجنة المشتركة.