سعر الدولار فى البنوك اليوم الاثنين 30 يونيو 2025    اليوم.. مجلس النواب يناقش قانون الإيجار القديم وسط جدل واسع    مستشار سابق في البنتاجون: واشنطن حذرت طهران من الضربات قبل ساعتين من تنفيذها    استشهاد 4 فلسطينيين بقصف الاحتلال الإسرائيلي في جباليا وخان يونس    لا سلام دون الجولان.. جديد المحادثات بين سوريا وإسرائيل    مصفاة حيفا النفطية المتضررة جراء الضربات الإيرانية ستعود للعمل بحلول أكتوبر    ماسكيرانو: باريس سان جيرمان الأفضل عالميًا.. وأتمنى له استمرارية برشلونة    إنزاجي: جوارديولا الأفضل في العقدين الأخيرين.. ولا نخشى مواجهة مانشستر سيتي    اليوم.. طقس شديد الحرارة والعظمي بالقاهرة 37 درجة    بعد ضبطه بالإسكندرية.. حبس سائق دهس مسنا وابنته وحفيدته بمدينة نصر    آسر ياسين يكشف تفاصيل تحضيره لفيلم "الشايب"    أطعمة ومشروبات تحافظ على صحتك في الصيف.. تعرف عليها    أيمن أبو العلا: تقنين وضع اليد في الأراضي متاح بشرط    مجدي الجلاد: أداء الحكومة بعد حادث المنوفية يعكس غياب الوعي السياسي    المخابرات البيلاروسية تحبط هجوما بمسيرات على منشآت استراتيجية    اعتماد نتيجة الإعدادية بقنا بنسبة نجاح 68% وإعلانها بالمدارس الثلاثاء    5 حالات اختناق في حريق شقة بمصر الجديدة    مصرع شاب وإصابة آخر في حادث تصادم مروع بالإسماعيلية    نتنياهو: النصر على إيران يوفر فرصة للإفراج عن المحتجزين في غزة    الصور الأولى من عقد قران حفيد الزعيم عادل إمام    تأجيل عرض مسرحية "الملك لير" للنجم يحيى الفخراني إلى 8 يوليو المقبل    فاروق فلوكس: تركت عزاء والدتي من أجل مسرحية "سنة مع الشغل اللذيذ"    نشرة منتصف الليل| كامل الوزير: مستعد للمحاسبة.. وموسى:حملات تشويه تستهدف المسؤولين    مدارس البترول 2025 بعد الإعدادية.. الشروط والتنسيق وأماكنها    حالة الطقس تهدد مباراة الهلال ومانشستر سيتي في كأس العالم للأندية    بنسبة 12% سنويًا.. تفاصيل الزيادة الجديدة في أسعار السجائر وموعد التطبيق    رسميًا.. تنسيق المدارس الفنية في الجيزة 2025 يبدأ من 140 درجة لجميع التخصصات    6 أعراض تسبق الجلطة الدماغية.. تعرف عليها    من الشواطئ للحدائق.. فرنسا تتوسع في منع التدخين وتثير جدلاً واسعاً    محافظ كفر الشيخ يفتتح ميدان وحديقة المحطة بعد تطويرهما    «سيبوا عبدالمجيد يصدي».. رضا عبدالعال يُحذر الزمالك من التفريط في نجمه المغربي    رسوب 10 حكام و8 مساعدين فى الاختبار البدنى لمعسكر تأهيل حكام الVAR    بالقاهرة والمحافظات| مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 30 يونيو 2025    «الرقابة النووية» تطلق العدد السابع من مجلتها التوعوية بعنوان «الأمن المستدام»    منتخب جواتيمالا يفوز على كندا ويتأهل لنصف نهائي الكأس الذهبية    اتحاد الكرة: ننتظر موقف الشركة الراعية من مكان السوبر ولا نمانع إقامته في مصر    ما فضل صيام يوم عاشوراء؟.. أجرٌ عظيم وتكفيرٌ للسنة الماضية    محمد علي رزق يكشف أسرار دوره المختلف في فيلم "في عز الضهر"    آسر ياسين ل إسعاد يونس: «استحالة كنت أفكر أبقى ممثل» (فيديو)    اعتداء على كنيسة البشارة الأرثوذكسية في الناصرة بفلسطين.. التفاصيل    قد ينتهي بفقدان السمع.. العلامات المبكرة لالتهاب الأذن الوسطى    وزيري: لدينا 124 هرما.. وهذه أهداف مشروع «تكسية منكاورع» | فيديو    أسعار الفراخ البيضاء والبيض بعد آخر تراجع اليوم الاثنين 30 يونيو 2025    مرصد الأزهر يحذر الطلاب من الاستسلام للأفكار السلبية خلال الامتحانات: حياتكم غالية    في ذكرى إصدارها الأول.. "البوابة " 11 عامًا من المواجهة وكشف الحقيقة    إعلام عبري: نتنياهو لن ينهي الحرب في غزة بسهولة    إيران تدين تصريحات ترامب ضد خامنئي    4 أبراج «سابقة عصرها»: مبتكرون يفكرون خارج الصندوق وشغوفون بالمغامرة والاكتشاف    اللحظات الأخيرة لفتيات العنب قبل حادث الإقليمي المروع بالمنوفية (فيديو)    هل النمل في البيت من علامات الحسد؟.. أمين الفتوى يجيب    كيف أصلي الصلوات الفائتة في نهاية اليوم؟.. أمين الفتوى يجيب    ما حكم الاغتسال بمياه الصرف الصحي بعد معالجتها؟ أمينة الفتوى تجيب    مصرع سائق ونجله فى حادث سير ب"صحراوى البحيرة"    القبض على السائق المتسبب في مصرع شخص سقط عليه ونش أثناء تواجده داخل سيارته على الأوتوستراد    محافظ الغربية: لا تهاون في فرض الانضباط أو الحفاظ على حق الدولة    عضو مجلس إدارة الزمالك يُجبر شيكابالا على الاعتزال.. عبدالعال يفجر مفاجأة    مستشفى قنا العام ينظم يومًا تثقيفيًا لمرضى الغسيل الكلوي ويطلق أول دليل استرشادي (صور)    ما هو حق الطريق؟.. أسامة الجندي يجيب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تربية «ديجيتال»!
انتهى دور الأسرة والمدرسة
نشر في الوفد يوم 17 - 01 - 2018

ملف من إعداد: إسلام أبوخطوة - أحمد سراج - اشراف :- نادية صبحى
سلوكيات غير مألوفة على مجتمعنا انساق وراءها بعض الأطفال والشباب، ومؤخراً تصدرت حوادث قتل الأبناء للآباء وزنا المحارم، وغيرهما من الجرائم المخلة، عناوين الصحف.
وليست عناوين الصحف فحسب، وإنما كان للأفلام السينمائية دور كبير فى ذلك من وجهة نظر البعض، عبر تقديم نماذج من الشخصيات التى تعتمد على العنف والخروج على القانون وصبغها بشكل إنسانى ومنها «الألمانى» و«عبده موتة» و«قلب الأسد»، وغيرها من الأفلام.
إنها شخصيات سينمائية تتحلى طبقاً لتلك الأفلام بمميزات الشجاعة والعدل، رغم إجرامها، وقد باتت منتشرة بين شرائح كبيرة من الشباب الذين يحاولون تجسيدها على أرض الواقع فى ظل «الغوغائية» التى يعانيها المجتمع والتردى الأخلاقى اعتقاداً منهم أن هذه الشخصيات هى الأنسب للتعامل مع الوقت الحالى.
ومع الظروف المعيشية التى تعيشها الأسر، انشغل أولياء الأمور ب«أكل العيش» ليقع أبناؤهم فريسة للسموم التى تبث عبر شبكات التواصل الاجتماعى من خلال فيديوهات تحمل ثقافات مخلة جعلتهم يكتسبون مفردات تمثل خطورة كبيرة على هويتنا العربية.
وزاد الأمر سوءاً بعدما تحولت المدارس إلى «سبوبة» للمدرسين لاستقطاب التلاميذ للدروس الخصوصية، وتجاهلوا دورهم الحقيقى فى عملية التربية.
وابتعد الإعلام عن دوره الحقيقى فى التنوير والتثقيف كما كان فى القرون الماضية، وحاليًا أصبح الإعلام وسيلة لتحقيق أهداف الملاك.
فغابت البرامج التثقيفية للأطفال والشباب، حتى على مستوى قنوات «الكرتون» فأصبحت فى معظمها تحمل سموماً عدوانية تنشئ من أطفالنا جيلاً غير سوى.
إنها معركة للحفاظ على الشباب والأطفال، معركة ساحتها الفضائيات والكمبيوتر والتليفون المحمول.. لكنها معركة بلا دماء.
أطفال:«إحنا تربية النت.. مش بابا وماما»
«إحنا تربية النت والأفلام مش بابا وماما».. جملة أجمع عليها عدد من الأطفال بعد حديثهم حول أسباب انحدار مستوى أخلاقهم، واستخدامهم لمفردات غير لائقة ودخيلة على مجتمعنا الشرقى، وقالوا إنهم نادرًا ما يجلسون مع أولياء أمورهم لانشغالهم ب«لقمة العيش» والأمور الحياتية.
نادر فهمى، طفل لا يتجاوز عمره 10 سنوات، قال إنه لا يجلس مع والده سوى 3 ساعات يوم إجازته الأسبوعية فقط، أما عن والدته فهى موظفة تعود من العمل فى الخامسة مساء، وتقوم بواجباتها المنزلية حتى الساعة العاشرة ثم تذهب لغرفة النوم، فلا توجد مساحة كافية للرعاية.
«فكك منى بقى.. دا أنا باشوف أبويا 3 ساعات فى الأسبوع».. هكذا رد الطفل حينما حاول محرر «الوفد» استكمال الحديث معه، وبعد محاولة أخرى عاد الطفل للحديث، وقال إنه يقضى قرابة 10 ساعات على الإنترنت ما بين الأفلام والمسلسلات والألعاب المختلفة، وغيرها من الأغانى التى تتداول بين الشباب والأطفال فى الشوارع.
ألفاظ نابية يرددها الأطفال مع بعضهم أثناء حديثهم، وغيرها من المفردات التى يكون مصدرها بالطبع الأفلام الهابطة.
وقال الطفل سامر بسيونى ل«الوفد» إنه لا يرى والده إلا مرتين فى الشهر رغم إقامته معه، ولكن دومًا يسافر إلى المحافظات بحكم عمله مندوبًا لإحدى الشركات السياحية.
«مفيش حد بيقول لى نصيحة واحدة».. هكذا يكمل الطفل «سامر» حديثه، وقال إنه نادرًا ما يأخد نصيحة من والده أو والدته، وهو ما جعله ينساق وراء أخلاقيات الشارع وقوانينه.
أولياء أمور: أكل العيش «مر»
«أكل العيش شغلنا عن تربية الأبناء».. هكذا يردد عدد من أولياء الأمور عن أسباب تدنى المستوى الأخلاقى للأطفال والشباب، وتفشى بعض المصطلحات الغريبة بينهم، وأضافوا أنه بعد ارتفاع الأسعار ومع زيادة المتطلبات المنزلية أصبح الآباء يعملون فى فترات وأعمال إضافية لسد احتياجات الأسر المادية وهو ما شغلهم عن ملاحظة أبنائهم.
17 ساعة يقضيها أحمد سعدالدين، محاسب مالى، فى العمل على فترتين، بعدما شعر أن احتياجات منزله زادت تكلفتها أضعافاً مع ارتفاع الأسعار، ليلقى مسئولية تربية الأبناء على الزوجة التى تعمل موظفة فى إحدى المدارس الابتدائية بالجيزة.
ومع انشغالهم سلك الأطفال «طريق الشيطان» وانساقوا وراء المواقع الإباحية، ومشاهدة الأفلام غير الهادفة التى تحمل العديد من الألفاظ النابية.
«مش لاقى وقت أقعد مع الولاد إلا فى أجازتى».. بهذه الكلمات استهل أحمد حديثه، وقال إنه كثيرًا ما يشتاق للجلوس مع أبنائه للاطمئنان عليهم، ولكن لا يتم ذلك إلا فى يوم إجازته، أما فى الأيام العادية فغالباً ما يكونون نائمين بعد عودته من عمله.
مفردات دخيلة وغير معروفة يتحدث بها الأطفال هذه الأيام تدق ناقوس خطر على هوية اللغة العربية، هكذا يشير أحمد، مضيفاً أنه كثيرًا لا يستطيع فهم ما يقوله أبناؤه حينما يتسامرون فى غرفهم أو أمامه، وتابع: «مفيش أب ولا أم يقدروا يراقبوا عيالهم 24 ساعة على قدر ما نقدر نربيهم».
الأمر نفسه قالته فاطمة جمال، ربة منزل، موضحة أن أطفالها أصبحوا يتداولون مصطلحات غير مفهومة على الإطلاق من كثرة مشاهدتهم الأفلام الشعبية خصوصاً «الألمانى» و«عبده موتة» و«اللمبى» وغيرها، إذ اقتبسوا منها بعض السلوكيات غير السوية.
وتابعت: «مش بس بيتكلموا بنفس مفردات الشخصيات السينمائية لكن بيجسدوها على أرض الواقع».
نهلة عبدالسلام خبيرة التنمية البشرية:المجتمع يعانى أزمة أخلاق
نهلة عبدالسلام خبيرة تنمية بشرية واستشارى إرشاد أسرى، قالت: «نعانى من أزمة أخلاق فى مجتمعنا ونجد هذا واضحاً بقوة فى سلوكيات كثير من الشباب والأطفال وانتشار ظاهرة الألفاظ البذيئة والسيئة.
وتعود أسباب هذه الظاهرة إلى أسباب شخصية منها ضعف الوازع الدينى والتقليد والمجاملة، وهناك أسباب اجتماعية كإهمال الوالدين والتفكك الأسرى والقدوة السيئة وسوء المعاملة وغياب أحد الوالدين.
وهناك أسباب اقتصادية منها البطالة أو الغنى والتطرف الزائد وأسباب أخرى متعلقة بقلة التوعية الأخلاقية متمثلة فى ضعف المناهج التعليمية فى المدارس والجامعات بجانب الدور الأخطر لانتشار هذه الظاهرة وهو بعض وسائل الإعلام.
وعن علاج هذه الظاهرة، قالت إنه يأتى من خلال جميع المؤسسات المجتمعية والتربوية المختلفة، فالأسرة يجب عليها اختيار الأصدقاء لأبنائها ومتابعتهم دراسياً وتنشئتهم تنشئة دينية وغرس القيم والمبادئ السليمة .
أما عن المدرسة فدورها لا يقتصر فقط على تعليم القراءة والكتابة ولكن لها دور مكمل للأسرة من خلال المناهج التربوية بجانب دور المعلم أيضاً كقدوة حسنة لطلابه، ودور الجامعة لا يختلف كثيراً عن دور المدرسة من خلال الندوات العلمية وبرامج التوعية داخل القاعات أو من خلال الرحلات والمسابقات.
أما دور المسجد فيتمثل فى التركيز والتوعية فى الخطب.
وأكدت خبيرة التنمية البشرية أن الدور الأكبر فى مكافحة هذه الظاهرة سيأتى من خلال وسائل الإعلام لأنها ساهمت بشكل أو بآخر فى انتشارها من خلال شخصية رجل الدين والبلطجى اللذين أصبحا مادة دسمة لصانعى الأعمال الفنية لتُسلى وتُضحك الشباب.. وبالفعل يتم الإساءة لصورة رجل الدين فى كثير من الأفلام والمسلسلات المصرية وإفقاده الهيبة والاحترام.
وتابعت: «أعلم أن الفن يحاكى الواقع الذى نعيشه وبالفعل يوجد رجال يتسترون بالدين ولكن بدلاً من ترسيخ هذه الشخصية السلبية فى عقول الأجيال القادمة أليس من باب أولى تقديم النموذج الإيجابى لرجل الدين؟ وما نتيجة هذه الأعمال سوى إصابة الشباب بالإحباط والاكتئاب؟ ومن المسئول عن انتشار البلطجة والعنف فى الشارع المصرى من خلال مسلسلات البلطجة التى تصدر العنف والانتقام وتضخ وتنشر الألفاظ السيئة والبذيئة، وتدفع الشباب للتعاطف مع شخصية البلطجي؟ ومن المسؤول أيضاً عن إلصاق كلمة إرهاب زوراً وبهتاناً بالإسلام، ذلك الدين الحنيف الذى يدعو إلى الوسطية والتسامح، وبحقوق ليس فقط الإنسان والحيوان ولكن الجماد أيضاً أسئلة كثيرة لهؤلاء».
ووجهت خبيرة التنمية البشرية رسالة إلى بعض صانعى الأعمال الفنية قالت فيها: «أنتم من سمحتم بظهور الإرهاب والبلطجة وتركتم الشباب فريسة للانحرافات الفكرية والأخلاقية. ألم يعلم هؤلاء أن الإعلام له دور أهم وأخطر من المدرسة والجامعة وربما المسجد والكنيسة ورغم قوة دور كل منهم، إلا أن الإعلام يقوم بدور تربوى وثقافى ويصل بشكل أسرع وأوسع لفئة من الناس صعب أن تصل لها المدرسة والجامعة.. فئة الناس الذين يجهلون القراءة والكتابة . فرفقاً بمصر وشباب مصر».
حروب جيل ما بعد الحروب!
الثقافة المصرية تواجه تحديات «الكراش» و«الفاكس» و«إكس حياتى» و«الباندا»
فى جيل ما بعد الحروب التقليدية، تظهر حروب أخرى تستهدف الثقافة والهوية المصرية، وتدمر ملامحها.
ولعل اللغة هى أول حصن ينهار أمام هذه الحروب وهو الغزو.
«شايفه الواد الموز ده أنا هكرش عليه، بس دا حبيب بينج بونج»
هذه ليست شفرة سرية أو مصطلحات وهمية إنها لغة جديدة يستخدمها الجيل الحإلى، بعد أن تعودنا على كلمة «روش» والتى تعنى أنيق ويرتدى ملابس جديدة، و«قشطة» وتقال بعد الاتفاق على شىء.
فهذه الأيام ظهرت مصطلحات ربما لا يعرفها جيل الألفينات، وجاء اليوم الذى يقال لهم «انت قديم قووووى».
مصطلحات شبابية جديدة ظهرت بقوة بين الشباب وحتى الأطفال أيضاً، فالأسرة أصبحت فى حيرة بعد اعتماد الأطفال على مصطلحات عجزوا عن فهمها حينما يخطئ أحد أبنائهم وينطق كلمة «أوبس» وغيرها من الكلمات التى ربما تسمعها أذنك للمرة الأولى حتى إن بعضهم لجأ إلى البحث داخل مواقع الانترنت لفهم بعض تلك الكلمات الغريبة على آذانهم.
«فاكس»، «بلوك»، «اوبس»، «ابن قلبى»، «إكس حياتى»، «ولاد دين الحب»
هذه بعض الكلمات الدارجة بين جيل «الفيسبوك»، بعضها ولد من رحم المواقع الالكترونية والآخر من الأفلام، وتحولت إلى عالم افتراضى يعيش بداخله جيل جديد، وداخل هذا العالم نجد الفوارق الطبقية أيضا.
فلغة الأغنياء والطبقة الثرية تختلف عن اللغة التى يستخدمها الشباب من الطبقة المتوسطة أو الفقيرة، وهذا يرجع إلى التقسيم الإعلامى والثقافى الطبقى للمجتمع، والذى يسهم فى مزيد من التشتت والانفصال بين الطبقات.
«فَاكِس»، ومعناها مرفوض، أو لا يرغب فى استكمال ما يقال له .. أما «على وضعك» فأصبحت أكثر الكلمات شهرة حاليا، وتعنى انك تظل كما أنت ولا تغير مواقفك.
««ابن قلبى، وابن دين الحب» جملتان غريبتان من وحى العالم الافتراضى، انتشرتا بسرعة بين رواد مواقع التواصل الاجتماعى، وظهرتا عن طريق بعض الشباب الروائيين الذين ظهروا من خلال «فيس بوك».
أما «كائن الباندا» وهى الحلوة بزيادة يستخدمها رواد مواقع التواصل من أجل التعبير عن الإعجاب الشديد بالطرف الآخر.
أما «الكراش» فأصبح أسلوب حياة للفتيات والشباب لمراقبة الأصدقاء والأحباب فى صمت، دون علم الطرف الآخر، فيقوم بمراقبة منشوراته اليومية بشكل منتظم دون التفاعل معها حتى لا يلفت الأنظار.
اعمل عليها «كراش»، قبل أن تصارحها بحبك، أى اجمع عنها المعلومات ثم ابدأ بالتقرب إليها، هكذا أطلق رواد مواقع التواصل الاجتماعى مصطلح «كراش» منذ فترة صغيرة، ليختلف ويتفق عليه كثيرون، فمنهم من يراه تصرفاً غير مقبول ووصفه بالتطفل والتدخل السافر فى شئون الغير، ومنهم من يؤكد أنه لا غنى عنه.
آخر تلك المصطلحات ما أعلن عنها الفنان أحمد مكى على موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك» فى صفحة خاصة تحمل اسم «سكى ملاوانى» حسب لغة «سغة لمبة» وهى لغة شارع كانوا بيتكلموها عشان الحكومة ما تفهمش هما بيقولوا إيه.. زى شفرة وطريقتها باختصار... الكلمة اللى عاوز تقولها بتشيل أول حرف فيها وتحط مكانه حرف السين .
«الوفد» رصدت الكثير من الكلمات ومعانيها وحاورت الخبراء عن السبب وراء عزوف الشباب عن استخدام اللغة العربية واللجوء إلى «لغة جديدة».
لا يمكن لأى شخص أن يلاحظ كمية الكلمات والألفاظ والعبارات والمصطلحات والتعبيرات التى دخلت إلى حياتنا اليومية فى السنوات القليلة الأخيرة بسبب التكنولوجيا ووسائط الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعى، وحجم المحتوى من الكلمات الجديدة المتدفقة عبر الإنترنت وعبر القنوات الفضائية.
فى منتصف العقد الأول من الألفية الجديدة ظهر كتاب أجرى كاتبه مسحاً شاملاً للألفاظ الدارجة بين الشباب، ونجح فى تجميع كمّ كبير منها ونظمها فى كتاب أطلق عليه اسم «قاموس روش طحن» الذى حقق خلال شهره الأول مبيعات تجاوزت 200 ألف نسخة.
«الجرين برجر» أو الطعمية
وتحول الاسم من الأخير إلى الأول أثناء رحلات الشباب إلى الساحل الشمالى عندما يتناولون وجبة الإفطار فلن تجد هناك شباباً يطلقون عليها اسم طعمية.
أما «الجرين سوب» فهى «الملوخية».
وحذرت دراسة أعدها المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية بعنوان ثقافة الشباب العربى من ظهور «لغة موازية» يستخدمها الشباب فى محادثاتهم عبر الإنترنت، تهدد مصير اللغة العربية فى الحياة اليومية، وتؤثر على سلوك الشباب بشكل عام.
واعتبرت الدراسة أن اختيار الشباب
ثقافة ولغة خاصة بهم هو تمرد على النظام الاجتماعى، لذلك ابتدعوا لوناً جديداً من الثقافة لا يستطيع أحد فك رموزه باستثنائهم.
وأشارت الدراسة إلى أن ثقافة «الفهلوة» التى ظهرت بين الأوساط الشبابية فى ثمانينيات القرن الماضى عادت وبقوة فى الآونة الأخيرة محمولة على أكتاف مجموعة من المتغيرات الاقتصادية والاجتماعية والإعلامية أيضاً.
وركزت الدراسة على شريحة عشوائية من الشباب، الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و35 عاماً، ورصدت وجود تأثير للإنترنت فى مفردات اللغة المتداولة بين الشباب على المواقع والمدونات وفى غرف المحادثات، مؤكدةً أن طبيعة شبكة الإنترنت، باعتبارها وسيلة اتصال سريعة الإيقاع، واكبتها محاولات لفرض عدد من المفردات السريعة والمختصرة للتعامل بين الشباب.
الجديد هو تطبيق مجانى لنظامى الأندوريد والآبل، وهو عبارة عن لوحة مفاتيح لاتينية وعربية بما يطلق عليه «فرانكو»، حيث يمكنك كتابة كل الرسائل اللاتينية العربية (مثل 7abibi، و7ayete، و2a3ed re5iya 3a rawa2)، بطريقة سهلة ومرحة. يكفى تحميل التطبيق فتصبح لوحة المفاتيح جزءاً من لوحة المفاتيح الأصلية، ويمكن استعمالها فى كل التطبيقات (واتساب، بريد الكترونى، فايسبوك، تويتروتحولت تلك اللوحة إلى عنصر رئيسى فى توصيل تلك الكلمات إلى الشباب دون البحث عن الجديد، فهى تقوم بعمل تحديث تلقائى لكل الكلمات الجديدة.
سعيد صادق خبير التنمية البشرية يرى أن السبب الرئيسى إلى اتجاه عدد كبير من الشباب نحو المصطلحات الجديدة هو مواقع التواصل الاجتماعى والتعليم الأجنبى، بالإضافة إلى عدد من البرامج مثل «الواتس آب».
فهو يتيح عدداً من الكلمات القصيرة والمختصرة والتى يتم الاعتماد عليها فى الحياة، إلى جانب تأثر الشباب بالموسيقى الغربية وتلقيه الكثير من المصطلحات الغربية من الأفلام سواء كانت عربية أو أجنبية، فالأكل المصرى على سبيل المثال تغير من الكشرى وغيره إلى «البيتزا» و«الماك».
وأضاف سعيد أن اللغة العربية لم تصمد أمام تلك الاختراعات.
فكلمة «ساندوتش» قام مجمع اللغة العربية بتعريف اسم جديد عوضا عن كلمة «ساندوتش» وكانت «شاطر ومشطور وبينهما طازج» وهو مسمى صعب ولن يستخدمه أحد لصعوبته.
فالتكنولوجيا واستخدام السوشيال ميديا ساعدت فى نشر الثقافة الغربية إلى جانب أنهم أصحاب الاختراعات ولهم حق تسمية الأشياء.
وأشار سعيد إلى أن المسميات الغربية مثل الكمبيوتر وأصلها حاسوب فى اللغة العربية، والموبايل أصلها «هاتف جوال» وهنا توجد صعوبة فى استخدام المعانى العربية، إلى جانب الأرقام التى نطلق عليها أجنبية وهى عربية الأصل واخترعها «الخوارزمى» ومع ذلك نستخدم.
وأوضح سعيد أن الأسرة هى السبب وراء ما يحدث لأن معظمهم يفرحون بأولادهم حينما يستخدمون اللغة الإنجليزية بدلاً من العربية، وهو ما ساهم فى نشر تلك المصطلحات.
الشباب يبرر اللغة الجديدة «A7NA 5LAS KBRNA» .. وأساتذة العربية يحذرون: «خطوة لتغريب المجتمع»
«A7NA 5LAS KBRNA»
هذه جملة من محادثات الفرانكو، وتعنى «إحنا خلاص كبرنا».
فمنذ فترة اتجه عدد كبير من الشباب إلى استخدام لغة «الفرانكو» والتى تنطق عربية، وتكتب بالحروف الإنجليزية وبعض الأرقام.
وانتشرت تلك «اللغة» بعد استخدام الموبايلات حتى تحولت إلى محور التعامل بين الكثيرين فى حياتهم اليومية.
جزء كبير من الشباب يعتقد أن استخدام لغة «الفرانكو» جزء مكمل للشخصية المصرية.
وبعض الكتاب والمثقفين لجأوا إلى الكتابة بتلك «اللغة» لجذب أنظار الشباب، والبعض الآخر أنشأ صفحات إلكترونية لتعليم لغة الفرانكو، حتى إن شركة مايكروسوفت صممت تطبيقاً يحمل اسم «maren»، ويقوم التطبيق بتحويل الحروف اللاتينية إلى مرادفها من الحروف العربية حتى يتسنى لمن لا يجيد لغة «الفرانكو» قراءة النصوص.
ويرجع تاريخ استخدام لغة «الفرانكو» إلى زمن سقوط الأندلس ومحاكم التفتيش الأوروبية، وقتها انتشر الإسبان فى المدينة رغم وجود عدد كبير من المسلمين، وأرغموا من يتحدث العربية على كتابتها بحروف لاتينية وسميت وقتها «الفرانكو آراب» أو ما يطلق عليها الجيل الحالى اسم «العربيزى».
فى 2007 بدأ استعمال «العربيزى» أكثر داخل الدول العربية، وأول من استعملها الطلاب الآسيويون الذين لا يجيدون العربية والإنجليزية، فاستخدموها كونها هجينة تقوم على خلط اللغة العربية باللاتينية.
وتشير بعض الإحصائيات إلى أن هذه اللغة أفرزت مئات المدونات الشخصية والنصوص الأدبية والنثرية المكتوبة؛ لأنها ببساطة لغة الطبقات الراقية، وانتشرت بعد ذلك بين الطبقات الأقل لتقليد أبناء الطبقات الأعلى.
ويمكن تعريف هذه الطريقة بأنها أسلوب فى الكتابة غير محدد القواعد مستحدث غير رسمى ظهر منذ بضع سنوات، ويستخدم البعض هذه الأبجدية باللغة العربية أو بلهجاتها، وتنطق مثل العربية، إلا أن الحروف المستخدمة فى الكتابة هى الحروف والأرقام اللاتينية بطريقة تشبه الشيفرة.
فمثلاً رقم (7) يمثل الحرف (ح)، والرقم (3) يمثل الحرف (ع)، والرقم (2) يمثل الهمزة (ء). وظهرت أيضاً عبارات واختصارات مثل (OMG) وهى اختصاراً لعبارة oh my god وتعنى يا إلهى، ونجد كذلك عبارة (7mdllh) وتعنى الحمد لله.
«الوفد» سألت بعض الشباب عن أسباب اعتمادهم على لغة «الفرانكو» أثناء الدردشة اليومية على مواقع التواصل الاجتماعى والهواتف المحمولة.
لمياء يوسف، طالبة بكلية إعلام جامعة القاهرة تقول، إنها بدأت فى استخدام «الفرانكو» عام 2010 منذ استخدامها مواقع الدردشة والتواصل الاجتماعى؛ حيث بدأ أصدقاؤها يعرفونها بها وباختصاراتها، الأمر بدا صعباً؛ لأنها تحوى حروفاً وأرقاماً فى وقت واحد.. لكن مع مرور الوقت بدأت تعتاد عليها حتى أصبحت لا تستطيع الكتابة إلا بها.
أما يارا سليم، طالبة بكلية تجارة جامعة القاهرة فترى استخدام «الفرانكو» تقليداً أعمى لكنها اعتادت على الكتابة بها؛ حيث إنها أسهل فى الكتابة، كما تستخدم بصورة كبيرة الآن بدرجة تجعلها أحياناً تخطئ فى اللغة الأم، ولكن لا أراها مؤثرة إلى الحد المخيف أو السلبى الذى يقود إلى هدم اللغة العربية كما يقول البعض.
أما مصطفى عادل مهندس فيقول: أكتب بها منذ حوالى سنة، ووجدتها أسهل وأسرع، ولا نستعين بالفرانكو حباً فيه ولكنه مجرد تعود، حيث تكون لوحة مفاتيح الهاتف باللغة الإنجليزية فيصبح أسهل، وبالتالى نعتادها ولكن هذه الفترة أحاول الكتابة بحروف عربية، وأعتقد أن الكثير سيفعل هذا حتى لا يفقدوا صلتهم بها.. وأصبحت تكتب بها هى الأخرى.
اما رجب على، مدرس لغة عربية، فيرى أن الاعتماد على لغة «الفرانكو» يعد هجمة شرسة على اللغة العربية، خاصة بعد استخدامها فى المحادثات الكتابية، وسيؤدى ذلك إلى نسيان اللغة العربية وتمزيقها سواء على المدى البعيد أو القريب، بالإضافة إلى أن بعض المدرسين يشعرون الطلاب بأن اللغة العربية من أصعب اللغات على الإطلاق، ما يعطى الطالب شعوراً بفقدان الأمل فى حب اللغة والتعامل معها بيسر وسهولة، فيلجأ الطالب مضطراً إلى اللغة الإنجليزية أو بواقيها أى «الفرانكو» لعله يجد فيها من السهولة ما لم يجده فى لغته الأم كما قيل له.
وفاء كامل، أستاذ علم اللغة بكلية الآداب جامعة القاهرة، عضو مجمع اللغة العربية بالقاهرة أكدت أن السبب هو انتشار المدارس الأجنبية؛ حيث ظهر جيل بدأت ألسنتهم تتعود على استخدام اللغة التى يتعلمون بها سواء كانت الإنجليزية أو الألمانية أو حتى الفرنسية فكل دولة تتعصب للغتها، وبالتالى يظهر شباب تعود على استخدام اللغة التى نشأ عليها، بالإضافة إلى أن أجهزة الكمبيوتر اللغة الأساسية بها هى اللغة الإنجليزية حتى استخدام اللغة العامية تحول إلى استخدام اللغة الإنجليزية.
وأشارت «كامل» إلى أن ما وصفته ب«الانهيار الأخلاقى» الذى حدث بعد ثورة يناير هو السبب الرئيسى فى نشر ثقافات الغرب فى مجتمعنا الشرقى.
فبعد الثورة المجتمع الغربى أصيب بحالة ذهول من أخلاق الشباب المصرى، وحرصهم على تنظيف الميادين بعد الثورة، فاتجه الغرب، إلى ما وصفته ب«محو الثقافة العربية»، لذلك بعد الثورة ظهر العديد من المراكز التى تقوم بتعليم لغة «الفرانكو» حيث يسهل التواصل بين الشباب الأجنبى فى الخارج، بالإضافة إلى أن هناك مواقع عالمية تعمل على الترجمة بهذه الطريقة، وهى خطوة من خطوات التغريب للمجتمع العربى تدريجياً وخاصة فى ظل مصطلحات ومفاهيم القرية الكونية والانفتاح على الآخر. ومن الصور المؤلمة التى أصبحنا نراها بشكل واضح بين أوساط الشباب والذين هم آباء وأمهات الغد وأساتذة ومعلمون للجيل القادم، ضحالة المفردات اللغوية وضعف المهارات الإملائية، وتردى الملكات التعبيرية لديهم.
وأضافت أستاذ اللغة العربية، أن الهدف الأساسى تدمير اللغة العربية وتدمير التاريخ والتراث كما حدث فى دول أمريكا اللاتينية، فاللغة تحولت إلى بعض الحروف المستخدمة فى الشعائر الدينية فقط، وهو ما يسعى الغرب إلى تنفيذه فى المجتمعات الشرقية.
د. مرزوق العادلى الخبير الإعلامى: «الفضائيات» شريك للأسرة والمدرسة فى تربية النشء
قال الدكتور مرزوق العادلى، الخبير الإعلامى أستاذ الصحافة والإعلام بجامعة سوهاج، إن الأسرة المصرية تعانى وضعاً انفلاتياً فى مشاهدة القنوات الفضائية التى اقتحمت البيوت دون استئذان وشاركت الأسرة فى خصوصياتها وفى أدق علاقاتها الاجتماعية.
وأضاف: إن العلاقة بين أفراد الأسرة بدأت تأخذ شكلاً مغايراً للمفاهيم الأسرية التقليدية، فأصبحت القنوات الفضائية شريكاً للأسرة والمدرسة فى تربية النشء إن لم تكن هى الأكثر تأثيراً فى هذا السياق، فهى تحدد للأسرة مواعيد تناول الطعام ومواعيد الزيارات والتواصل الاجتماعى.
وتابع: «أصبحت البرامج الفضائية ومواقع التواصل تقرران للأسرة والأطفال مواعيد المذاكرة والنوم والطعام والشراب،.. ومعدل الوقت الذى يقضيه الأطفال فى مشاهدة القنوات الفضائية حتى سن الثامنة عشرة هو أكثر بكثير من الوقت الذى يقضونه داخل فصول المدرسة».
وأكد العادلى أن هناك علاقة مباشرة بين بدانة الأطفال وطول فترة الجلوس أمام التلفاز والكمبيوتر، كما يشاهد الأطفال عدداً لا يحصى من مشاهد العنف على القنوات الفضائية.
وهذه المشاهد لا تقتصر على البرامج الاعتيادية التى تبثها القنوات من خلال الأفلام والمسلسلات المدبلجة التى يتابعها بعض الأطفال بشغف والصور المتحركة والأغانى المصورة (فيديو كليبس) وإنما تعداها الأمر إلى نشرات الأخبار المليئة بأخبار الحروب والجرائم والسرقات والكوارث وما إلى ذلك من مظاهر العنف.
وأضاف: «يجمع معظم الدراسات الميدانية على أن هذه المشاهد تدخل فى وجدان الأطفال أن العنف شىء طبيعى ومقبول ومن الممكن أن يمارسوه على الآخرين، وكذلك تقوى النزعة العدوانية لديهم وعدم القدرة على ضبط النفس، واستخدام العنف بدل التفاوض، والشعور الدائم بعدم الأمان والخوف والقلق.
كذلك يضطر الأطفال لمشاهدة الإعلانات التجارية الموجهة خصيصا لهم التى تروج للأغذية الخالية من القيمة الغذائية والمواد الأخرى المتعلقة فى الملبس والمشرب واللعب التى تؤثر على ذوق الأطفال فى اختيارهم الغذاء واللباس والألعاب».
وعن إعلانات الأطفال، قال إن من النادر نجد إعلانات تروج لأطعمة صحية وذات قيمة غذائية عالية مثل الفواكه والخضراوات.
فمعظم الإعلانات يروج لحياة استهلاكية تعلم الأطفال الشراء والشراء ليس إلاّ، واتضح أن الأطفال الذين يكثرون من مشاهدة «ما هب ودب» من برامج على القنوات الفضائية دون ترشيد هم أقل إبداعا وابتكارا وخيالا من الأطفال الذين يشاهدون برامج منتقاة ويبحثون عن نشاطات أخرى لتمضية أوقات فراغهم.
كما أشار الخبير الإعلامى إلى أن الدراسات أكدت أن الأطفال الذين يشاهدون القنوات الفضائية لأوقات غير محدودة ودون تمييز لما يشاهدون كالبرامج التى دار حولها جدل ولغط كبيرين مثل برامج «تلفزيون الواقع» و«ستار أكاديمى» و«سوبر وستار» وأشباهها مضافا إليها برامج الكاميرا الخفية والأغانى المصورة ذات المضمون الهابط والخادشة للحياء التى أصبحت قاسماً مشتركاً بين جميع القنوات الفضائية دون استثناء العربية والغربية منها على السواء.. هذه البرامج تطور مجموعة من السلوكيات والتصرفات الغريبة منها على سبيل المثال لا الحصر الأنانية وعدم التعاون مع الآخرين، وعدم الإحساس بمشاعر الآخرين بل وازدرائهم وعدم احترامهم، والتقليد الأعمى فى الملبس والمأكل والمشرب وفى موديلات الشعر وفى المشية وفى أسلوب الحديث مع الآخرين، وتطوير نمط حياة استهلاكى وقتل روح الإنتاج والإبداع لديهم، والسلبية وعدم الاكتراث بما يدور حولهم.
وأشار الخبير الإعلامى إلى أن هناك دراسة أجريت فى جامعة أوكسفورد، أكدت أنّ استخدام مواقع التواصل الاجتماعى يؤثّر سلباً فى ذكاء الأولاد، وقد يكون الضرر طويل الأمد وغير قابل للمعالجة، وفى المقابل، يشير المؤيّدون لمواقع التواصل الاجتماعى، إلى أنّها تنمّى تفاعلهم الاجتماعى بينما تعتاد أدمغتهم التكنولوجيا الجديدة.
وقال العادلى إن التأثير السلبى الأكثر شيوعاً لمواقع التواصل الاجتماعى هو الإدمان عليها وتفقّدها المستمرّ الذى يحفّز الأجزاء التى تدير الإدمان فى الدماغ.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.