هل يأتى اليوم الذى يقتصر فيه استخدام اللغة العربية على دور العبادة وأداء الشعائر الدينية فقط؟ هل سيصل بنا الحال إلى أن تتوارى اللغة العربية وتصبح رموزاً؟ لا تملك أن تمنع غصة ألم تعتصرك حينما تجد أن لغتنا العربية لا تجد من يقدرها ويعتز بها فى عصرنا الحالى الذى تسيطر عليه التكنولوجيا حتى كادت تختفى وأصبح إضافة بعض الكلمات الانجليزية خلال الحديث دليل على التمدن والثقافة وقد امتدت سيطرة اللغات الأجنبية لتشمل لافتات المحلات التجارية وكأن هذه اللغات أصبحت إحدى صيحات الموضة وأنها تضفى نوعاً من الوجاهة الاجتماعية ومن المؤسف حقا أن الأمر لم يقف عند هذه الحد ولكن وصل الأمر ببعض الجاهلين بمكانة اللغة العربية وقيمتها إلى اعتبارها أحد مظاهر الرجعية وأن تعلم اللغات الأجنبية من أهم مظاهر الحضارة والثقافة ونحن لسنا بصدد المنع لتعلم تلك اللغات ولكن لابد أولا من التمسك باللغة العربية والاعتزاز بها لأنه تمسك بالأصالة والجذور . استهداف اللغة العربية أكد الدكتور محمود حافظ رئيس مجمع اللغة العربية أن لغة القرآن الكريم تتعرض لهجوم شرس منذ سنوات وأحد صور هذا الهجوم هو البرامج المستخدمة على الانترنت ودردشة الشباب بالهاتف المحمول وقد حذر فى مؤتمراته من هذه الظواهر المخيفة . ومن هنا يتضح خطر الغزو الثقافى الذى يقوده الغرب على الدول العربية والاسلامية والتى تستهدف محو أحد المقومات القومية العربية وهى اللغة . التردى العام للحديث بالعربية صرح دكتور مكى الحسنى أمين مجمع اللغة فى المؤتمر التاسع لمجمع اللغة العربية الذى عقد فى دمشق تحت عنوان الكتابة العلمية باللغة العربية أن الترد العام للحديث بالعربية يعود إلى أمرين خطيرين هما تردى مستوى التعليم بالعربية واستخفاف المعلمين بلغتهم العربية . وجدير بالذكر أن اللغات الأجنبية تطغى فى المدارس والجامعات وهى طبعا تروج لثقافة البلاد التى تنتمى إليها إضافة إلى مايتردد حول تعذر تدريس العلوم باللغة العربية لقلة المصطلحات . سيطرة العامية على البرامج ابتعد مقدمو البرامج عن استخدام اللغة الفصحى ولجأوا إلى استخدام العامية حتى أصبح لا يوجد بيننا من يتحدث الفصحى إلا فى نشرات الأخبار . وقد طالب الشاعر فاروق شوشة الأمين العام لمجمع اللغة العربية المؤسسات الاعلامية والصحافية فى العالم العربى بالالتزام باللغة العربية وعدم إفساح المجال للهجات المحلية وطالب كذلك بالقضاء على ما وصفه بالتلوث اللغوى القائم الآن وإقامة يوم عالمى للاحتفال باللغة العربية فى جميع الدول العربية . موضة الفرانكو اراب انتشرت فى الفترة الأخيرة على مواقع التواصل الاجتماعى مفردات غريبة لا هى عربية فصحى ولا هى عامية ولا أجنبية . إنها لغة هجينة مكونة من الحروف العربية والانجليزية والأرقام بطريقة تشبه الشفرة وتطلق عليها مسميات مختلفة مثل فرانكواراب_عربليزى_انجلوعربى.وترى دكتورة علا شاهين أستاذ علم الاجتماع أن هذه اللغة مزيج بين اللغات العربية والأجنبية وانتشرت بفضل سيطرة الثقافة الغربية على الشباب وضعف الانتماء لديهم . ومع تباين الآراء حول أسباب انتشار هذه اللغة الهجينة فقد أعرب الدكتور عصام حامد عميد كلية نظم المعلومات وعلوم الحاسب بجامعة 6 أكتوبر عن رفضه للكتابة بالفرانكواراب وأشار إلى ضرورة تفعيل دور مجمع اللغة العربية لحماية لغتنا الأم . ابعاد نفسية مع تزايد طموح الشباب للهجرة وضعف الانتماء لديهم أصبحوا ينجرفوا وراء التقليد الأعمى لكل ماهو جديد يرى دكتور منير جمال رئيس قسم علم النفس بتربية العريش أن انتشار هذه اللغة يرجع إلى إعجاب الشباب بكل ماهو جديد . حلول أكد دكتور عائض القرنى أن الحل يكمن فى تبنى الحكومات العربية ميثاق شرف حماية اللغة العربية وأن تلتزم بها لغة رسمية فى كل شؤونها وأن يتعلمها الأجيال ونقف فى وجه كل دعوة للتغريب والتشويه لنحافظ على هويتنا كعرب اختارنا الله عز وجل للرسالة الخاتمة والدين العظيم .