.. لا جدال في أن مصر معروف عنها انها بلد إله الاديان.. منذ خلق الله الارض وما عليها.. فمن أيام الفراعنة الأجداد كان المصريون يبحثون عن إله يعبدونه حتي انهم عبدوا ملوك تلك الازمان.. ولابد ألا أقول الفراعنة لان كلمة فرعون معناه القصر الذي يحكم البلاد منه الملك حيث كان يسمي بيت الحاكم أو الملك بفرعون ومن هنا جاءت كلمة الفراعنة أي قصر الحكام.. ثم توالت الازمان واستقرت الاديان في مصر من ثلاث عقائد دينية.. وهي اليهودية ابان سيدنا سليمان ثم المسيحي التي ازدهرت في وجدان سيدنا المسيح بن مريم ثم الديانة الاسلامية بالرسالة التي نزل بها الوحي علي سيدنا محمد خاتم الانبياء والمرسلين.. وعاش المصريون بأديانهم الثلاثة في وئام وحب واقتدار.. لا يألون جهداً إلا حب الوطن والمواطنين.. وأسوق لكم بعض الامثلة علي ذلك.. فانه ابان عهد الخديو اسماعيل وهو جد الملك الراحل فاروق.. بعد أن نقل مصر وجعلها قطعة من أوروبا حيث قام بفتح قناة السويس وأنشأ الاوبرا المصرية وخلاف ذلك واضطر الخديو اسماعيل إلي الاستدانة من بعض الدول الاوروبية ليغطي المصاريف التي كبلت مصر وقيدتها كثيراً.. فأنشأت الدول الاوروبية صندوق الدين وهو مازال قابعاً في أحد الشوارع المتفرعة من العتبة في القاهرة ومازال هذا الشارع يسمي الي الآن بشارع صندوق الدين.. ثم جاءت وزارة عبدالفتاح يحيي باشا وعين أحد أبناء اليهود وهو قطاوي باشا وزيراً للمالية عام 1929.. واستطاع هذا المصري اليهودي أن يسدد كل ديون مصر.. وخلص مصر من ديون كانت تؤرقها.. ولما كان اليهود المصريون معروف عنهم الشطارة في التجارة حيث كانوا يذهبون الي المزارعين في الحقول ويشجعونهم علي زراعة القطن ويصرفون من مالهم علي تلك الأراضي تشجيعاً للفلاح المصري حتي يهتم بزراعة القطن وحينما يجني المزارع المصري محصوله الذي اشتراه من اليهودي المصري يحاسبه اليهودي ويأخذ القطن ويعطي المزارع باقي نقوده.. حتي ازدهرت زراعة القطن في مصر.. واشتهر القطن المصري في جميع أنحاء أوروبا حيث قامت المصانع في لانكشير بانجلترا علي صناعة الملابس من القطن المصري.. والامثلة كثيرة علي ما قدمه المواطن المصري اليهودي وأنا لا أقول هذا دفاعاً عن يهود اسرائيل.. فان الصهاينة في اسرائيل خلاف اليهودي المصري.. فان يهود اسرائيل جاءوا من أوروبا الشرقية أمثال بيجين وخلافه وذهبوا الي جبل صهيون في فلسطين وسموا أنفسهم بالصهاينة.. خلاف اليهودي المصري الذي عشق مصر فأحبته مصر.. ونأتي الي العقيدة الاخري وهي المسيحية.. حيث نجد ان المسيح عيسي بن مريم حينما جاء برحلته الميمونة وهو طفل رضيع في أحضان أمه السيدة بمريم العذراء.. وتلك الرحلة مازالت اثارها في مصر القديمة حتي البئر التي كانوا يشربون منها مازالت هناك في مجمع الاديان في مصر القديمة.. فانتشرت العقيدة المسيحية في مصر وازدهرت ولما جاء الاسلام ونزلت الرسالة علي خاتم الانبياء كان الاسلام هو الدين الوحيد الذي انصف السيدة مريم العذراء.. ويسعدني أن أسوق بعض الامثلة من العقيدة المسيحية.. وحينما أرسل سيدنا محمد [ رسولا الي المقوقس حاكم مصر المسيحي فأرسل المقوقس الي الرسول [ بهدايا مثل عسل النحل من بنها بالقليوبية التي اشتهرت ببنها العسل نسبة الي العسل الذي أرسل هدية الي سيدنا محمد [ ومع تلك الهدايا طبيب مصري وجارية تدعي ماريا القبطية فرد الرسول [ الطبيب الي المقوقس وتزوج عليه السلام من ماريا القبطية وأسكنها في المدينةالمنورة وقال سيدنا محمد [ حينما رد الطبيب الي المقوقس «نحن قوم لا نأكل حتي نجوع واذا أكلنا لا نشبع» ونأتي الي القرن الماضي حينما زار زعيم الامة مصطفي النحاس باشا مديرية الدقهلية وأقيمت له الزينات والمهرجانات في مدينة المنصورة وكان ذلك في عهد وزارة صدقي باشا.. فأوعز الاخير الي جنود بلوكات النظام بقتل مصطفي النحاس في المنصورة وكان هذا الاحتفال في ميدان محطة المنصورة.. فصوب الي صدر النحاس أحد الجنود يريدون قتل النحاس.. فارتمي عليه ابن مصر البار سينوت بك حنا وتفادي ضربة السنكي حتي جرح بهذا السنكي بضربة قوية في ظهر سينوت بك حنا المسيحي الاصيل الذي فدي النحاس باشا وأخذ هو الضرية القوية وكان سينوت بك حنا مريضاً بالسكر ورحل عن عالمنا سينوت بك قدس الله روحه نتيجة تلك الضربة المميتة ونري أيضاً حينما قرر الملك فؤاد غلق البرلمان بالاقفال والسلاسل حتي لا يدخله نواب الشعب.. ذهب ويصا واصف باشا المسيحي المصري وحطم السلاسل وأمر النواب بدخول مجلس النواب حيث كان هو رئيس مجلس النواب.. تلك هي بعض الاطروحات أسوقها الي الجيل الجديد ليعرف الداني والقاصي كيف كانت مصر المتسامحة علي مدي العصور.. ونأتي في هذا القرن لنجد أن الدين الاسلامي الحنيف حيث وجدنا كل من يحفظ البسملة أصبح وصياً علي الدين الاسلامي فنجد أن بعض المشعوذين والمعتصمين والذين يطلقون علي أنفسهم بالسلفيين وغير ذلك من الذين لا يعرفون الدين الي مظهره وليس جوهره.. ومرة يقولون إنهم حزب النور وأخري يدعون انهم ينقذون البشرية من ظلام الجهل.. ونسوا أن في مصر عقولا وأذهانا صافية وأنهم علي كافة أشكالهم يغرقون بين الغث والسمين والادهي والامر أن علينا بعض هؤلاء ويطالبون بعمل هيئة تسمي الامر بالمعروف والنهي عن المنكر.. وأا أتساءل أين هو معروفهم.. وأين أيضاً المنكر الذي يدعونه.. ونسوا اننا في هذا القرن الذي ذهب العلماء واخترعوا التقنيات العلمية القيمة ومازال بعض المتنطعين ينظرون الي المجتمع بجهالة وكأنهم أوصياء علي هذا البلد.. وربما لا يسمحون نزول نسائنا الي شواطئنا وبحارنا إلا وهن يرتدين العباءات ويغطين وجوههن بالنقاب.. ويطالبون بقطع يد السارق ورجم من يرون في أنفسهم وعقيدتهم والإسفاف التي يشيرون علي امرأة وفتاة بالانحراف ولابد من رجمهن بالحجارة.. ونسوا أن أئمة الاسلام السابقين كانوا في زمان غير الزمان ومكان دون المكان.. ولو كنت أنا أحد المسئولين عن أمن هذا البلد لجمعهم جميعاً في ميدان التحرير وضربتهم بالسياط والنعال علي مؤخراتهم حتي يفيقوا من جهلهم ونصيحتي لأبناء وطني ألا نبحر وراء الخزعبلات ولك الله يا مصر. ------- بقلم - رشاد بدور عضو الهيئة الوفدية