سراي الحقانية أو محكمة الإسكندرية للاستئناف أحد معالم عمارة القرن التاسع عشر في منطقة المنشية بمحافظة الإسكندرية مازالت تقف شامخة بزخارفها الإيطالية الرائعة وتفاصيلها المعمارية الدقيقة وأعمدتها الشاهقة. أُنجز بناؤها فعلياً قبل عام 1886م، يتكون مبنى الحقانية من أربعة طوابق، ويشغل الطابق الأخير خبراء وزارة العدل، بينما توجد قاعات محاكم الاستئناف العالي في الطابقين الثاني والثالث، أما الطابق الأول فيحوى نيابة الأحوال الشخصية والولاية على النفس والمال والمجلس الحسبي، ومقر نقابة المحامين في الإسكندرية، والطابق الأرضي يضم قاعات لجلسات الاستئناف العالي تجاري وعمال ومدني، إضافة إلى قاعة لحفظ قضايا الاستئناف. تضم سراي المحكمة مكتبة في أرشيفها 10 ملايين قضية، إضافة إلى 25 ألف كتاب تمثل مجموعات قانونية نادرة، منها مجموعات لوزان والعديد من المقتنيات النادرة، ومنها تمثال نصفي للخديو عباس حلمي الثاني، وأكثر من 1200 مخطوطة نادرة تحكي تاريخ القضاء المصري، و1200 فرمان تعود إلى عصر محمد علي صادرة من الآستانة، ومئة ختم من المحكمة المختلطة. كما تحتوي على أطلس ضخم يضم خرائط كاملة للوجهين القبلي والبحري، وعدد من التوقيعات الخاصة بولاة مصر وخديوييها على الفرمانات، ومجلدات على غلافها رسم للتاج الملكي، والميزان رمز العدالة وخاتم الملك فؤاد، وكراس ذي طابع تاريخي ولوحات لا تقدر بثمن، إضافة إلى أختام معدنية وخشبية. يتعرض المبنى لخطر المياه الجوفية، وينتظر الانتهاء من أعمال الترميم ليتحول إلى متحف قضائي كما طالب العديد من القضاة.