كلّف الدكتور زاهى حواس، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أحد المكاتب الاستشارية الهندسية لإعداد الأبحاث العلمية الخاصة بدراسة الجدوى للبدء فى أول مشروع لترميم محكمة استئناف الإسكندرية، والمعروفة ب«سراى الحقانية» من الناحية الأثرية، والتى أنشئت فى عام 1886، بتكلفة مبدئية تقدر ب150 مليون جنيه. وأكد المهندس محمد رضا يوسف، مدير عام الإدارة الهندسية لآثار الإسكندرية والوجه البحرى وسيناء، إنه تم تكليف أحد المكاتب الاستشارية للبدء فى ترميم مبنى المحكمة بالكامل. وقال يوسف ل«إسكندرية اليوم» إن التكلفة المبدئية للمشروع تقدر ب150 مليون جنيه، إذ يقع المبنى على مسطح مساحته 3 آلاف متر، ومكون من 4 طوابق، ويستمر المشروع 3 سنوات على الأقل. وطالب يوسف القائمين على الجهاز الإدارى فى محكمة الحقانية بالبدء فى التخطيط لتوفير مبنى بديل للمحكمة، حيث تتطلب أعمال الترميم إخلاء المبنى بالكامل وتزويد المجلس الأعلى للآثار بأى وثائق تتعلق بترميمات فنية أو هندسية سابقة لاتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة فيما يخص الأحمال الكهربائية ولوحات الكهرباء والتوصيلات. واعتبر أحمد عبدالفتاح، مستشار المجلس الأعلى للآثار عضو اللجنة الدائمة لحماية الآثار، سلالم سراى الحقانية «هايد بارك» الإسكندرية، حيث يتجمع عليها ممثلو المعارضة للتعبير عن آرائهم فى جميع القضايا، خاصة أن المحكمة تقع فى منطقة من أشهر مناطق المحافظة وهى «المنشية» التى أطلق فيها الرصاص على الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وكان بها مبنى البورصة القديم والاتحاد الاشتراكى وتمثال محمد على، وبنيت عام 1886، وافتتحت فى عهد الخديو إسماعيل، وتعد من أقدم المحاكم المصرية على الإطلاق. وقال عبدالفتاح ل«إسكندرية اليوم» إن أشهر المقتنيات الموجودة فى الحقانية «1200» فرمان تعود إلى عصر محمد على، وكلها صادرة من الأستانة، و100 ختم من المحكمة المختلطة ولائحة القضاء المختلط، وهى أول لائحة قضائية توضح قانون السلطة القضائية وتنظم حقوق القاضى وواجباته والأجهزة المعاونة له، وتضم المحكمة سجلات بأحكام القضايا الشهيرة التى تداولتها المحاكم مثل حادث دنشواى أو القضايا التى نظرت بالمحكمة الحقانية نفسها، مثل قضية ريا وسكينة، وقضية سفاح الإسكندرية، بالإضافة إلى سجلات ونماذج لتوقيعات حكام المماليك تعود إلى عام 1597، التى جمعها الملك فؤاد عام 1937 وتضم أدوات وقطعاً فنية نادرة، ولوحات ثمينة منها لوحة للفنان «تروجيه بول» بمقاس 130 سنتيمتراً فى 100 سنتيمتر، تعبر عن الديانة المسيحية أوائل القرن الثامن عشر، واللوحة موقعة ومؤرخة من الفنان «تروجيه» داخل إطار من الذهب الفرنسى . وأوضح عبد الفتاح أن الخديو إسماعيل أهدى هذه اللوحة إلى سراى الحقانية عند افتتاحها ويقدر ثمنها ب75 مليون دولار.