\r\n وتشتمل المرحلة المقبلة من هذه الاستراتيجية على دول الانديان كولومبيا والاكوادور وبيرو (مع مشاركة بوليفيا بصفة مراقب). لكن من اجل النجاح يتعين على البيت الابيض معالجة الطريقة التي ادى بها التصويت على الكافتا الى اظهار انقسامات عميقة بين الجمهوريين والديمقراطيين تهدد بتقويض الاندماج التجاري في نصف الكرة الغربي.\r\n ويصف البيت الابيض وهو محق في ذلك الكافتا بانها انتصار مهم وان كانت طبيعة الانتصار تؤكد الانهيار شبه النهائي للاجماع التجاري بين الحزبين في واشنطن. فقد تم اقرار كافتا من قبل الكونغرس في 27 يوليو لكن لم يكن ذلك الا بعدما ظل زعيم الاغلبية في مجلس النواب توم ديلاي يحشد كل الحشود ويستخدم كل الاسلحة الممكنة حتى ما بعد منتصف الليل ليتم التصويت بموافقة 217 مقابل 215. واتحد اكثر من 90% من الديمقراطيين في معارضة كافتا بينما ايد 15 فقط منهم الاتفاقية. \r\n ويمكن عزو كثير من الانقسامات الى عملية التقسيم من جديد التي توفر مقاعد ديمقراطية او جمهورية امنة وهذا هو التنافس الحقيقي الذي ظهر في الانتخابات الاولية. ومن ثم فان القاعدة الانتخابية المحورية للحزبين مثل الاتحادات العمالية وجماعات الضغط الصناعية صار لها قوة بشكل غير مناسب. \r\n وفي حالة كافتا اتبع اغلب الديمقراطيين قيادة اتحاد العمال الاميركي وتجمع المنظمات الصناعية ووقع الحزبان تحت ضغط كبير من جماعة ضغط صناعة السكر الاميركية لمعارضة الاتفاقية. وردا على ذلك تبنت القيادة الجمهورية حملة قوية في ابرام اتفاقات جانبية مع عدد من اعضاء حزبها ووعود بان مسئولي الادارة يمكن ان يقوموا بحملة في ضاحيتهم. بل ان الرئيس بوش قام بزيارة نادرة للكونغرس في يوم التصويت لحشد التأييد. \r\n وقد تصاعدت التوترات الحزبية لان الديمقراطيين شعروا بانه لم يتم التشاور معهم بشكل كاف في صياغة اتفاقية التجارة الحرة لاميركا الوسطى. واحتج تشارليز رانغيل عضو مجلس النواب الديمقراطي البارز في اللجنة صاحبة الاختصاص بالسياسة التجارية الاميركية ان ادارة بوش تجاهلت بالفعل كل الديمقراطيين عندما كانت تتفاوض على هذه الاتفاقية، وقد اضاف البيت الابيض جمهورية الدومينكان للاتفاقية في محاولة منه لكسب تاييد رانغل الذي لقاعدته الانتخابية روابط قوية بالدومينكان لكن جراء تزايد الضغط الحزبي الداخلي في ذلك الوقت لمعارضة الاتفاقية صوت رانغل ضد الاتفاقية. \r\n ونتيجة الفشل في التودد الى الديمقراطيين تخلى البيت الابيض عن المبرر السياسي لصالح المناهضين للاتفاقية مثل زعيمة الاقلية في مجلس النواب نانسي بيلوسي. وفي الواقع فان بيلوسي صارت غاضبة بشكل كبير من عدد من الديمقراطيين الذين انشقوا لصالح الاتفاق التجاري لدرجة انها هددت بفرض عقوبة محتملة على اساس قضية مقابل قضية بالنسبة للذين خرجوا عن اجماع الحزب. \r\n وفي خضم الاستقطاب الحزبي في واشنطن تهدد هذه التوترات بتقويض الاتفاق التجاري المقترح مع بلدان الانديان. وان كانت هذه الاتفاقية بالغة الاهمية بالنسبة للاستراتيجية التجارية لنصف الكرة الغربي. حيث تمثل كولومبيا والاكوادور وبيرو سوقا تصديريا بقيمة 7.7 بليون دولار امام الولاياتالمتحدة. كما انها على خط المواجهة في الحرب على المخدرات ومن ثم فان رخاءها واستقرارها من الاهتمامات الاستراتيجية بالغة الاهمية للولايات المتحدة. \r\n وتقدم المفاوضات التجارية الجارية بشأن الانديان لبوش فرصة للشروع في بناء اجماع اكثر حيوية على التجارة في الكونغرس. وكخطوة اولى فانه يجب على الادارة تشكيل مجموعة عمل من الجمهوريين والديمقراطيين المؤيدين للاتفاق التجاري لمناقشة التوصل الى حلول وسط بغية دفع الاستراتيجية التجارية للولايات المتحدة للامام. ان السياسة التجارية لن تكون ابدا خالية من التدخلات السياسية وان كانت الحزبية النبيلة ضرورية اذا ما رغبت الولاياتالمتحدة في ان تصبح حليفا اكثر اعتمادا عليه بالنسبة لشركائها الرئيسيين في اميركا اللاتينية. \r\n دانيل اريكسون واريك جاكوبستين \r\n اريكسون مدير برامج الكاريبي وجاكوبستين مدير الشئون التشريعية في الحوار بين الاميركيين. \r\n خدمة لوس انجلوس تايمز واشنطن بوست خاص ب(الوطن9.