قال الدكتور محمد سيد طنطاوي، شيخ الأزهر، إن توريث الحكم في مصر، إذا جاء عن طريق انتخابات حرة نزيهة «فلا مانع»، لأن هذا حق الابن الدستوري، وليست فيه مخالفة للشرع، مشيراً إلي أنه يرفض أن يكون التوريث بشكل مباشر من الأب لابنه. وجائت تصريحات طنطاوي في حوار مع الإعلامي محمود سعد، ضمن برنامجه «اليوم السابع»، الذي يذاع علي قناة MBC، وأوقعت هذه التصريحات القناة في مأزق، حيث دارت مدوالات خلال الساعات الماضية حول حذفها من الحلقة وأوضح شيخ الأزهر أنه يحترم الصحافة والصحفيين، وأن تصريحاته عن «الجلد» لم يقصد بها الصحفيين، ولكن تم تحويرها. ونفي شيخ الأزهر امتلاكه 3 قصور في التجمع الخامس شرق مدينة القاهرة، وقال إن هذا محض افتراء، وأن ذمته المالية سليمة، وأنه يشعر بالاشمئزاز لنشر هذه الأخبار، وأوضح أنه يؤيد أن يكون شيخ الأزهر بالتعيين، لأن الانتخابات تؤدي إلي الفرقة والضغائن. واعترف شيخ الأزهر بانتشار الفساد في مصر وفي بعض الدول العربية، وأن هناك بعض الحكام يسيئون استخدام السلطة ضد شعوبهم. من ناحية أخري قرر أعضاء المجلس الأعلي للأزهر، في اجتماعهم ، برئاسة شيخ الأزهر، تدريس كتاب «الفقه الميسر» للإمام طنطاوي، بدلاً من كتب المذاهب الفقهية الأربعة في مختلف معاهد الأزهر للمرحلتين الإعدادية والثانوية. صرح الشيخ عبدالفتاح علام، رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، عضو المجلس الأعلي للأزهر، بأنه سيتم البدء اعتبارا من العام الدراسي الحالي 2007- 2008 تدريس كتاب «الفقه الميسر» في معاهد الأزهر، معللا ذلك بأنه يأتي في إطار تطوير مناهج الأزهر ومواكبتها للعصر وللتيسير علي الطلبة. وقال: «بالطبع إنني مؤيد لقرار تدريس كتاب (الفقه الميسر) لفضيلة الإمام شيخ الأزهر، لأنه يجب أن نطور مناهجنا، أما كتب المذاهب الفقهية الأربعة (المالكية والشافعية والحنفية والحنابلة) فستكون مجرد مراجع يتم اللجوء إليها عند الحاجة فقط». بينما أعرب الدكتور عبدالفتاح الشيخ، رئيس جامعة الأزهر الأسبق، عضو مجمع البحوث الإسلامية، عن استيائه الشديد من قرار المجلس الأعلي للأزهر، قائلا إن القرار بتدريس الفقه الميسر لشيخ الأزهر بدلاً من المذاهب الفقهية الأربعة خطوة خطيرة جدا، لأنه يعني أن طلبة الأزهر سيجهلون المذاهب الفقهية، وهذا يعني بالطبع انقطاعا عن تراثنا القديم. وأضاف الشيخ: «الانقطاع عن التراث الفقهي يعني أيضا الانقطاع عن المستقبل، لأنه لن يستطيع الدارسون بالأزهر إعداد الرسائل العلمية في المذاهب الفقهية». على صعيد اخر فجر حفيد شيخ الأزهر الأسبق سليم البشري مفاجأة جديدة، إذ أكد اعتزامه رفع دعوى قضائية للمطالبة بعزل شيخ الأزهر الحالي دكتور محمد سيد طنطاوي من منصبه، على خلفية فتاواه السياسية، والتي تتصادم مع "صحيح الدين"، واصفا تلك الفتاوى بأنها «سلطانية»، في إشارة منه إلى أنه يصدرها إرضاء للنظام.