قل لي ماذا تقرأ وتشاهد أقل لك أين ستكون يوم 25 يناير، ما اقصده هو أنك لو كنت ضيفاً دائماً على صفحات بوذا ويهوذا على الفيس بوك وأشقائهم الفلول والمتثورين الجدد، ومدمناً فضائيات المولوتوف وصحف التخريب والفُجر، فمن رابع المستحيلات ومن العبث أن أحاول منعك من النزول وحرق البلد وإسقاط الثورة، لأن رأسك تمت برمجتها وصُبت فيها نفايات صلبة ضد الرئيس وضد الشعب. من جملة تلك النفايات اتهامات تحمل خلفها عقائد وأفكار عدائية من قبيل "تجار الدين..خرفان المرشد..ركبوا الثورة..بتوع الجنس..رأسماليين..أخونة..كذابين..مركب لحية..الفاشية الدينية..الدولة المقدسة"، وأصبحت رأسك مستودعاً يدار آلياً عن بُعد بالريموت، ويظل عقلك الواعي واللاواعي يسرب أكاذيب سمعها من فرقة تعزف أغنية "نازلين نولع في الإخوان"، سواء أكنت في البيت أو خلف مكتبك أو على القهوة أو حتى محشوراً في جحيم المواصلات، وتظل تردد وتردد غباءات الآخرين مثل بغبغان تافه، راجياً أن ينضم إليك بغبغان آخر من الناس قد يصدق كذبتك.
إنك ودون أن تعرف عزيزي المغرر بك تنفذ أسلوبا إعلاميا خبيث يقول "اكذب حتى يصدقك الناس"، ويهدف هذا الأسلوب إلى تحطيم الخصوم بكل خسة ووقاحة، ويعتمد على أن من يملك ماكينة الإعلام يملك ماكينة الكذب، وبالتالي يملك القول الفصل في استقرار وشفاء جروح دولة ما بعد الثورة، أو تلويثها وتسميمها بتويتة محرضة أو غرغرينة مؤتمر بغبغواته طامعين ومنتفخين بالأكاذيب.
أعتقد انه قد حان دورك لتسألني الآن سؤالا يلح ويؤلم رأسك وتقول "وماذا تسمع أنت..قناة الناس ومصر 25 وأمجاد والحافظ..وتقلب في صفحات الفرقة 95 إخوان والسلفيين على الفيس بوك"، والحق أقول لك انك بحاجة أن تسمع من الإسلاميين بعد أن سمعت عنهم، وقبل أن تدس زجاجة "المولوتوف" في حقيبة ظهرك وتقرر النزول للتخريب عليك أن تخضع قناعاتك للعقل والمنطق، وأجبني بصراحة بماذا يفيدك حرق مقرات الحرية والعدالة بال"مولوتوف"، وبماذا تفيدك مواجهة الأمن ومحاصرة مقر البورصة، واقتحام وشل حركة المترو، ومحاصرة مجمع التحرير، وقطع الطريق على السيارات فوق كوبري أكتوبر، واقتحام "ماسبيرو" والوصول للدور الثالث، هل تشعر بنشوة السعادة الآن وأنت في نظر إعلام "المولوتوف" ونخبة الفلول المتثورين ثائر وبطل؟!
ماذا لو كان العكس وفعلها الإخوان أو ولاد أبو إسماعيل، هل كانوا سيتمتعون بالتشجيع الإعلامي الذي تتمتع به أنت حين تطوح بزجاجة المولوتوف على مقر أو سيارة متوقفة تحته بالصدفة، ماذا لو قلت لك أن الإسلاميين يعدون آلاف ال"مولوتوف" لمواجهتك، مولوتوف غير مصنوع من البنزين والصابون والجاز والتنر، مولوتوف يحمل ماركة الخير، يتم تحضيره من الزيت والسُكر و اللحوم وتوزيعه بصمت على فقراء الشعب، الذي ستحرق أنت مستقبله وتعاقبه على إرادته في الانتخابات الرئاسية والتصويت للدستور.
ربما تبتسم وتقول أنها رشوة مٌقنعة لاسترضاء الشعب، فلتكن كذلك وكن أنت الشريف، وبدلاً من تعبئة زجاجة "مولوتوف" وحرق أموال الناس وإرهابهم بالعنف والقتل، احمل الخير إليهم، وشارك في البناء والمساعدة وتواجد في الشارع واستمع لشكواهم، اصنع مليونية خير تخصك ونافسهم واترك الخيار للشعب، والشارع هو الحَكم والفيصل، أليست هذه الديمقراطية ؟!
المفارقة أن من صدعوك بالتخويف من الإسلاميين ووصفوهم بالإرهابيين، فضحهم غُربال الثورة وكشف مواقفهم التي تنضح بالانتهازية والمرار الطافح؛ فبينما تنهمك قنوات الفلول والإعلام الموجه بشحن الناس بأخبار كاذبة ضد الرئيس والحكومة، تنهمك جبهة الإغراق بتحضير مولوتوف وتحويل يوم 25 يناير إلى مذبحة ومأتم كبير، وينهمك الإخوان بزراعة مليون شجرة وتنظيف الشوارع، وينهمك السلفيين بمبادرة لدعم السياحة ودعم الفقراء، وينهمك حزب الوسط في لم شمل المصريين وتقديم مبادرات الحوار الوطني.
عزيزي المغرر بك ضع زجاجة المولوتوف جانباً واقرأ رسالة نشرها أحد أشقائنا الليبيين على حسابه في الفيس بوك، يقول فيها:" أيها المصريون أهنئكم بنجاح ثورتكم، إن الله منَّ عليكم بالكثير، قارنوا بين عدد شهدائكم وشهداء ليبيا أو سوريا، ثم هل جربتم أوضاع اللاجئين في الجوع والبرد، هل جرب أحدكم كيف تدك البيوت علي رؤوس ساكنيها، وهل جربتم رؤية أطفالكم مقطعي الرؤوس والأرجل والأيدي، هل جربتم معني الفرار من بلادكم وكيف تتسولون في بلاد الغربة، ثم أنتم الآن تستعجلون ثمار الثورة فهل كان جميعكم ثواراً، إذاً فمن كان يبكي علي مبارك يوم الثالث من فبراير ولولا لطف الله في موقعة الجمل لانتهت ثورتكم، ثم من أنتخب شفيقاً، ومن حولها من ثورة إلي فكر إصلاحي أليس أنتم من قاد المطالب الفئوية في أنانيه منقطعة النظير، أنتم أردتم ثورة سريعة التحضير،أردتم أن تعبروا نهر التقدم والحرية دون أن يصيبكم أي رزاز.!
لقد كان الله كريما معكم – والكلام للرسالة - فهل كنتم كرماء معه بأن تصبروا وتكدوا وتنتظموا في عمل منتج أم تتقاتلوا وتذهب ريحكم، إذن أفيقوا ولا تسألوا ماذا قدمت الثورة ؛ لأنها قدمت حرية وكرامة لم تتحقق لكم من آلاف السنين، أخيرا حصلتم علي دستور قبل تونس التي سبقتكم، ولكم رئيس منتخب أنتم الذين انتخبتموه لأول مرة، أخشي أن أقول لكم يا أيها المصريون أنتم لا تعرفون معني كرم الله لكم ولا تتقنون شكر نعمته!
انتهت رسالة الشقيق الليبي الذي لا ينتمي لحزب الحرية ولا تيار سلفي ولا يعرف أسماء أحد من أولاد أبو إسماعيل، والآن يا عزيزي المغرر بك هل تغير رأيك، وهل عرفت الفرق بين مليونيات الخير ومليونيات المولوتوف، إن كان الأمر كذلك أرجوك شارك الآن مع من سيرتاح له ضميرك. الموقع غير مسئول قانونا عن التعليقات المنشورة