رأت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية أن الاحتجاجات التي سبق وشهدتها عمان في وقت سابق هذا العام ولدت ضجة حول قيام ثورة هادئة في البلاد، ولكن السخط الريفي في الأردن هو ما يمكن أن يقلب الموازين حقا. وقالت الصحيفة إن التغيير في الأردن لن يأتي من العاصمة التي يقطنها مزيج من الأردنيين وغيرهم من ذوي الأصول الفلسطينية والمعروفين بعدم ولائهم للحكم الهاشمي، بل أنه سينفجر من قلب القرى الريفية الصغيرة المكتظة بالأردنيين الأصليين. ودللت الصحيفة على ذلك من خلال الاحتجاجات التي شهدتها بلدة"الطفيلة"، يوم الجماعة الماضية، وتعد هذه البلدة أصغر مدن الأردن ويبلغ عدد سكانها 85 ألف شخص فقط، وتقع في جنوب الأردن معزولة جغرافيا، في منطقة جبلية. ورأت الصحيفة أنه من الصعب أن نتخيل أن الاحتجاج الصغير في هذه البلدة الصغيرة يمكن أن يكون الشرارة التي تشعل موجات الغضب في جميع أنحاء المملكة، ولكن مع سلسلة من المظاهرات في 2011 و 2012، تتخللها الاعتقالات والاشتباكات مع الشرطة، يمكن أن يحدث ذلك. وأكدت الصحيفة أنه على الرغم من اتساع دائرة المظاهرات والاحتجاجات في عمان ومشاركة الآلاف فيها، إلا أن المظاهرات التي شهدتها الطفيلة والتي لم يتجاوز عدد المشاركين بها العشرات جعلت الحكومة الأردنية أكثر قلق وعصبية. وأرجعت الصحيفة السبب في ذلك إلى أن البلدة لديها سمعة عن ولائها للنظام، وعلى عكس المراكز الحضرية الكبيرة، يسكنها بشكل كبير الأردنيين من أصل فلسطيني، حيث أن معظم سكان الطفيلة أردنييون الأصل، من قبائل كبيرة من الجنوب ولا تزال تُعتبر بمثابة حصن لدعم النظام الملكي الهاشمي في الأردن، فضلا عن تلقى سكانها لعقود نصيب الأسد من الوظائف الحكومية، ويشكلون العمود الفقري للشرطة الأردنية والأجهزة الأمنية. وكما يقول المحللون، إنه في حال ترسيخ الاحتجاجات لجذورها في الطفيلة، فإن ذلك سيكون بمثابة فرصة جيدة للتأكد من هشاشة أسس النظام الحاكم. الموقع غير مسئول قانونا عن التعليقات المنشورة