· عانينا أكبر المشاكل في العهد الشيوعي هدم أكثر من 15000 مسجد و قتل و نفي أكثر من 60 ألف إمام و فقيه.
· 30% من اللغة الروسية كلمات عربية و ما زالت مستعملة إلى اليوم.
تشهد روسيا في العقدين الأخيرين نهضة إسلامية نشطة من إقامة المساجد و التي وصل عددها الأن لأكثر من 7000 مسجد و ازدياد المسلمين الذين يؤدون فريضة الحج كل عام ، كذلك زيادة الإقبال على الدخول في الدين الإسلامي للدرجة التي معها أبدى الكرملين قلقه من هذه الزيادة المضطردة، و التي تناقلتها عدد من وكالات الأنباء، حيث قالت وكالة أنباء موسكو في وقت سابق أن الإسلام سيكون هو الديانة الأولى في روسيا بحلول عام 2050 م ، و في خبر مشابه اعتبرت جريدة " برافداه " الروسية أن الدين الإسلامي سيكون هو الدين المهيمن في روسيا بحلول عام 2050 م وذلك نتيجة النمو الهائل لسكان الجمهوريات الإسلامية داخل الاتحاد الروسي.
وطبقاَ للجريدة فإن النمو غير المتساوي للفئات السكانية المختلفة داخل الاتحاد الروسي قد سبب قلقًا شديدًا لصناع القرار الروسي داخل (الكرملين).
و كما هو معروف فإن الإسلام في روسيا موجود قبل أكثر من 1400 سنة. حيث اعتنق الدين الإسلامي في منطقة حوض الفولغا رسميا قبل قرن من إعلان الأرثوذكسية دينا لروسيا. وإن الإسلام في الوقت الحاضر هو الثاني في البلاد من ناحية عدد معتنقيه بعد الدين المسيحي الأرثوذكسي .
و رغم أنه من الصعب إحصاء عدد المسلمين في روسيا إلا أن تقديرات بعض الخبراء تفيد بأنه يعيش في روسيا في الوقت الحاضر من 15 إلى 24 مليون مسلم .
حول أوضاع المسلمين و الإسلام في روسيا كان ل " الشعب " هذا الحوار مع مفتي مسلمي روسيا الشيخ طلعت تاج الدين ، رئيس الإدارة الدينية المركزية لمسلمي روسيا و الذي نفى في حواره تأثر مسلمي روسيا بالمد العولمي أو التنصيري لتمسك و ثبات مسلمي روسيا بعقيدتهم كما أكد الشيخ طلعت تاج الدين على أن أغلبية المسلمين في روسيا على مذهب أهل السنة و الجماعة .
· بداية نود إلقاء نبذة عن دار الإفتاء الروسية
دار الإفتاء تسمى النظارة المركزية لمسلمي روسيا ، و تأسست عام 1789 م بأمر ملكي من الملكة بكترينا الثانية ، و منذ ذلك الحين تنسق الشؤون الدينية لمعظم مناطق روسيا القسم الأوروبي و الأسيوي ، و لها 27 فرع في مختلف مناطق روسيا الاتحادية و كذلك الإدارات الدينية لميامي مولدفيا و جنهوريات دول البلطيق ، و تتبعها حوالبي 2000 من الجمعيات الإسلامية من أقصى شرق روسيا الاتحادية حتى إلى غربها .
ومن أهم الأنشطة التي تقوم بها النظارة إحراء الامتحانات للمرشحين للإمامة و الخطابة في المساجد و إعداد الكوادر الدينية ، و كذلك أسست الجامعة الإسلامية الروسية في مدينة أوفاورتيها ، و تتبعها 10 فروع في مدن سمارا و ديمبورج ، اشترهنط ، ليوانس ، شواشيوا ، شيلانس ، جورجند ، و الآن هناك أكثر من 1000 طالب يدرسون في الجامعة الإسلامية و فروعها و كذاك نرسل بعثة من الطلاب للدراسة في الدول العربية و الإسلامية.
· و ماذا عن حال اللغة العربية في روسيا و للمسلمين خصوصاَ؟
اللغة العربية متداولة و الحمد لله ما زلنا نتعلمها عبر العصور و نستخدمها في الخطابة أيام الجمعة حيث يلقي الإمام الخطيب الخطبة باللغة العربية و نصوص القراّن و الأحاديث ثم يترجمها للغة الأم، و تدرس في الجامعات و المدارس الصرف و النحو و البلاغة ؛ لأن معرفة أصول الإسلام مرتبطة ارتباطاَ كاملاَ بمعرفة اللغة العربية ، و حتى في لغتنا الروسية ما يقرب من 30 % من الكلمات العربية مستعملة إلى يومنا هذا .
· ماذ عن انتشار الإسلام في روسيا و حاله الآن في روسيا؟
بدأ انتشار الإسلام في بلادنا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم لإذ أرسل في 9 رمضان في السنة التاسعة من الهجرة ثلاثة من صحابته إلى دولة البلغار و أسلم على يديهم ملك البلغار ايدرخان و حواشيه و مثلة من الأهالي ، دخل نور الإسلام في العهد النبوي الشريف قبل دخوله إلى مصر و الشام و القوقاز و ما وراء النهر ، ثم في ذسنة 310 هجرية أرسل الخليفة المقتدر بالله وفداَ بقيادة سوسان الراسبي إلى دولة البلغار على ضفاف نهر ولغا و أجرى المؤتمر الشعبي و في السادس عشر من محرم سنة 310 هجرية أعلن رسمياَ أن دولة البلغار تقبل الإسلام طوعاَ و جمعاَ كدين رسمي للدولة و منذ ذلك الحين ما زلنا نحتفل سنوياَ بيوم الشكر لقبول الإسلام لأجدادنا البلغار ، و دولة البلغار كانت أول دولة إسلامية في شرق أوروبا و أول دولة قامت بالكفاح ضد الغزو المنغولي التتاري و عبر العصور ما زلنا نحافظ على ديننا و تقاليدنا و حتى في العهد الشيوعي رغم أنه هدمت أكثر من 15000 مسجد و نفي أكثر من 60 ألف الأئمة و الفقهاء ما زالت محبة الإسلام و بذور الإيمان صامدة في القلوب ن و دليل ذلك أنه بعد سقوط الشيوعية في الستنوات الخمسة عشرة الأخيرة شيدت اّلاف المساجد في شتى أنحاء البلاد ن و المسلمون في بلادنا يعيشون في سلام و وئام و احترام متبادل مع القوميات الأخرى و أتباع الديانات السماوية و هذه التجربة أثبتت حيويتها عبر العصور.
· ماذا عن المذاهب المنتشرة بين مسلمي روسيا و أهم الأنشطة ؟
أغلبية المسلمون في روسيا أغلبية ساحقة من أهل السنة و الجماعة ينتسبون إلى المذهب الحنفي ، و في جنوب البلاد في شمال القوقاز إلى المذهب الشافعي و عددهم ما يقرب إلى 20 مليون مسلم و يوجد اليوم 3 مراكز دينية إسلامية معترف بها من طرف الدولة ن أقدمها النظارة الدينية المركزية لمسلمي روسيا و قد مضى على تأسيسها 220 سنة ن و كذلك مجلس الشورى للمفتيين و مجلس التنسيق العالي لمسلمي شمال القوقاز.
و النشاط الديني لهذه المراكز و جميع الجمعيات الإسلامية تعتمد على تبرعات المسلمين و حماستهم ، إذ أن الدين منفصل عن الدولة ، و لا توجد أية تضييقات من طرف الدولة و الدوائر الحكومية ، بل هناك حرية تامة لممارسة الشعائر الدينية و إقامة التعليم بجميع ىمستوياته في المدارس و الجامعات الإسلامية و بمساعة الحكومة تم إنشاء صندوق خاص لدعم الثقافة الإسلامية و الذي يسهم منذ ثلاث سنوات إسهاماَ ملحوظاَ في دعم النشاط الديني.
· نود التعرف على أهم القضايا التي تواجه المسلمون في روسيا و كيفية حلها؟
لا توجد مشاكل مصطنعة للجمعيات الإسلامية في روسيا إلا ما هو موجود في كل دول العالم من الأزمات الاقتصادية و مستوى المعيشة و كذلك بالتغلب على الافتراقات و الاختلافات المصطنعة و التي كانت في العهد السابق من الزمان ، الآن نحاول نتغلب على هذه المشكلات و نحاوا أن نؤسس من ثلاثة مراكز إسلامية في روسيا المجلس الأعلى للتنسيق بين هذه المراكز الدينية و يحتمل أنها ستسمى مجلس الشورى لمسلمي روسيا و ستسلعد على توحيد الصفوف و حل المشكلات و التعاون مع المؤسسات الدينية لأتباع الديانات السماوية في بلادنا.
الحرية و الديمقراطية في كل المؤسسات حتى من الخارج تقوم بنشاطها فإذا سجلت هذه الجمعيات في وزارة العدل فيحق لها ممارسة نشاطها و لله الحمد نحن عانينا أكبر و أبشع المشاكل في العهد الشيوعي ؛ فلذلك متمسكون بمبادئ ديننا الحنيف و لا يستطيع المبشرون أن يصطادوا في شباكهم إلا أفراداَ قليلة.
· الوعظ و الإرشاد ...من يقوم به و ما أهم ملامحه و الوسائل المساعدة له؟
من خلال العلماء و الخطباء و الفقهاء في الدار حسب وظيفتهم الدينية و حسب المسؤولية عند الله بواجبهم بتوعية المسلمين و الشباب خاصة و ، نستعمل في ذلك خطب الجمعة و العيدين و الدروس التي تلقى في جميع المساجد ، و خاصة في الدروس التي تلقى يومي السبت و الأحد و نستفيد في ذلك من الإذاعة و التليفزيون و بإصدار الكتب الدينية و التي تشرح أسس الإسلام و فلسفته.
· المسلمون و الأسرة المسلمة في روسيا .. ماذا عنها ؟
المسلمون مثل باقي الشعوب يتزوجون و يكونون الأسر و ينجبون الأولاد و لنا الحفدة و نتزايد تدريجياَ مثل باقي الشعوب ، و الإسلام و المسلمون في بلادنا لسنا غرباء و لا المهاجرين ... هذا هو وطننا منذ مئات و اّلاف السنين ، و نحن مواطنون متساوون في الحقوق ، لنا الحقوق التامة و الواجبات لحاضر الوطن و مستقبله.
· هل هناك إقبال أو تزايد على الدخول في الإسلام؟
لا أستطيع أن أقول أن هذا الإقبال له نسبة كبيرة أو صغيرة إلا بعد زوال العهد الشيوعي، فأتباع الديانات السماوية تحاول أن تحافظ على سلامة العقيدة و النهضة الدينية لمتبعيهم ، و لا نتدخل في شؤون بعضنا البعض ، بل أسس مجلس التنسيق و الشورى للمراكز الدينية لأتباع الديانات السماوية ، فحين نلتقي نتشاور و تسودنا روح التفاهم و الاحترام المتبادلإذ اغلبية مشاكلنا و قضايانا مشتركة و نحاول أن نحلها بروح التفاهم و نساند بعضنا بعضاَ .
· و ماذا عن علاقاتكم مع الدول العربية و الإسلامية و المنظمات المختلفة ؟
لنا علاقات مع الدول العربية و الإسلامية و بنك التنمية الإسلامي و رابطة الجامعات الإسلامية و المشاركة في المؤتمرات و إرسال طلابنا و استضافة الأساتذة من الأزهر الشريف.
بالنسبة للفتاوى ، فما يخص المسلم في روسيا في حياته اليومية و معاملاته و الآن الإقبال كبير من طرف رجال الأعمال حيث يسألون عن الاقتصاد و المال حسب الشريعة الإسلامية.
· المد العولمي له تأثير على العالم أجمع .. لأي حد تأثيره على المجتمع المسلم في روسيا ؟
هذا منتشر في كل أنحاء العالم و عبر شاشات التليفزيون و الإذاعة و لها تأثير على شعوب بلادنا و لكن المتانة التي اكتسبناها في العهد الشيوعي و الرحمة الإلهية يساعدنا على مكافحتها .
· هل هناك مشكلة تواجه حجاب المرأة المسلمة في روسيا كما الحال في بعض الدول الأوروبية الأخرى ؟
لا مشكلة في الحجاب عرفياَ أو قانونياَ ن فلها الحق الكامل ، حتى أنه يسمح بالصور المتحجبة في جوازات السفر.
· بالنسبة لبناء المساجد.. هل هناك أية قيود أو تضييق عليها ؟
لا توجد أية قيود على بناء المساجد بل زادت في السنوات العشرين الأخيرةو وصل العدد حالياَ حوالي 7000 مسجد. ، و لا يوجد أي موانع أو قيود لرفع الماَذن و بنيناها حسب التقاليد المتبعة .
· منظمة المؤتمر الإسلامي على وجه التحديد .. ما علاقتكم بها و هل هناك مجالات ىللتعاون معها؟
روسيا انضمت عضواَ مراقباَ بمنظمة المؤتمر الإسلامي ؛ لأن المسلمين في روسيا جزء لا يتجزأ من أمة محمد ن و وقت أن تصير روسيا عضواَ كاملاَ بالمنظمة و يزداد التقارب بين روسيا و العالم الإسلامي ، و بإذن الله ستكون فائدة عظيمة لإقرار السلام و التفاهم في أكبر جزء من العالم ؛ لأننا جيران ، فليست روسيا وراء البحار و المحيطات ، و أواصر الصداقة و حسن الجوار كانت و ما زالت عبر العصور ، و المسلمون في روسيا يسعون لذلك و يرونها من مسؤولياتهم .
كما أن هناك مشروعات من منظمة المؤتمر الإسلامي و هذا العمل بدأ و يحتمل فتح فروع لبنك التنمية الإسلامي و التعاون في مجال الاقتصاد بإذن الله.
· الكتب الإسلامية في روسيا ...هل تشهد نشاطاَ ملحوظاَ في الطباعة و تواجدها؟
نعم تنتشر في الجامعات الإسلامية و الإدارات الدينية و ننشر الكتب الدينية و إعدادها و مع المراكز الدينية ... و أدخلنا مادة الثقافة الدينية في المدارس الدينية و منذ ربيع هذا العام تدرس مادة الثقافة الدينية لجميع الديانات السماوية .