قالت مصادر مطلعة في الخرطوم ان الأممالمتحدة شَرَعت في تكوين لجنة تحقيق حول ما نسبته صحيفة "دير تاجستسا يتونغ الألمانية" بخصوص اختلاس خبراء تابعين لبرنامج نزع السلاح وإعادة الدمج التابع للأمم المتحدة في جنوب السودان لحوالي (300) ألف دولار. وقال مصدر رفض الكشف عن اسمه للصحفيين، إن المبلغ المذكور تم تضخيمه، مشيراً إلى أن الأممالمتحدة لديها نظام محاسبي عالمي يستطيع أن يضع الأمور في نصابها. وفي السياق كشفت بعثة الأممالمتحدة عن عقبات وتحديات كبيرة تُواجه برنامج نزع السلاح والتسريح وإعادة الدمج في جنوب السودان، وقالت في بيان أمس إنها بصدد تصميم برنامج جديد بعد الاستفتاء في جنوب السودان يعمل على معالجة التحديات الأمنية والمستقبلية.
وفي السياق طالبت الحكومة، الأممالمتحدة بموافاتها بتقرير مفصل عن مراجعة الحسابات المتعلقة بأوجه صرف أموال برنامج نزع السلاح والتسريح وإعادة الدمج DDR الموجودة بطرف برنامج الأممالمتحدة الإنمائي UNDP، وأبلغ العميد عثمان نوري السكرتير التنفيذي للمجلس القومي لتنسيق نزع السلاح والتسريح وإعادة الدمج، ممثل برنامج DDR ببعثة الأممالمتحدة رفض الحكومة للتلخيص الذي قدمه برنامج الأممالمتحدة الإنمائي بشأن تقرير المراجعين المستقلين الذين عينتهم المنظمة الدولية في أعقاب مطالبة الحكومة بالمراجعين. وهدد نوري برفع الأمر للأمين العام للأمم المتحدة في حال رفض البرنامج الإنمائي هذا الطلب، وقال إن الأموال الموجودة لدى البرنامج تخص السودان وهي عهدة بطرفه.
وأضاف نوري لوكالة الانباء السودانية على خلفية التقرير السري الذي نشرته صحيفة "دير تاجستسا يتونج" الألمانية حول صرف (14) مليون دولار لخبراء تابعين للمنظمة الدولية بالجنوب، هذه المبالغ تخص بعثة الأممالمتحدة في الجنوب وتتصل ببرنامج نزع السلاح والتسريح وإعادة الدمج، وشكك نوري في صرف أموال برنامج نزع السلاح والتسريح وإعادة الدمج في السودان في أوجه غير مخصصة لها، مبيناً أن الهدف سياسي ومقصود خاصة وان هناك محاولات من بعض الدول بتقديم دعم مشروط للبرنامج الأمر الذي رفضته الحكومة ولم يستبعد أن تكون وراء العملية جلب أموال يستفيد منها آخرون، وأشار نوري إلى استجابة الأممالمتحدة بتكوين فريق مراجعين أوروبيين قاموا بمراجعة حسابات للبرنامج إلاّ أنّ UNDOP رفض تسليمه للحكومة بحجة لوائحه الداخلية، وقال إنه سيقوم بتقديم تلخيص لتقرير المراجعين الأمر الذي ترفضه الحكومة.
وكان تقرير سري للأمم المتحدة، كشفت عنه صحيفة "دير تاجستسا يتونج" الألمانية اظهر أن خمسين خبيراً من الأممالمتحدة يعملون في برنامج الأممالمتحدة لتطوير جنوب السودان، حصلوا خلال العام الجاري على رواتب باهظة بلغت قيمتها (14) مليون دولار، وأشار إلى أن عدداً من هؤلاء الخبراء تلقوا رواتب شهرية "خيالية" لوظائف لا وجود لها في وثائق برنامج التطوير.
وكَشف التقرير، عن وجود إختلالات ونواقص كبيرة، في البرنامج الذي ترعاه المنظمة الأممية بهدف تأهيل عشرات الآلاف من المقاتلين السابقين في صفوف الحركة الشعبية. وذكر أن المنظمة الأممية رصدت لهذا البرنامج ميزانية تصل إلى (430) مليون دولار، لكن ما ذهب بالفعل من هذه الأموال لمشاريع التطوير لم يَتعدَ (105) ملايين دولار فقط، في حين صرفت بقية المبالغ على رواتب ومكافآت الخبراء.