انتقد دانيال كورسكي، أحد كبار الأعضاء السياسيين في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، ما وصفه بالأصوات التي تعلو في الولاياتالمتحدة للنيل من شأن الأوروبيين واتخاذهم المشاركة في القتال بأفغانستان معيارا للتحالف بين أوروبا وأمريكا. جاء ذلك في مقالة بمجلة "فورين بوليسي، رد فيها على مقال كتبه أندرو باسيفيتش طالب فيه أمريكا بالانسحاب من حلف شمال الأطلسي (ناتو) وتركه للأوروبيين.
وقال كورسكي إن باسيفيتش غفل عن نقطة أساسية وهي أن كلا من الولاياتالمتحدة والأوروبيين يعتبرون أفضل الحلفاء لبعضهم البعض فلديهم نفس التقاليد والقيم ولديهم سجل حافل طويل من التعاون فيما بينهم ولكن كليهما يشتركان في كونهما قوى متراجعة.
وإحصائيا، فإن أوروبا كانت تشكل ربع سكان العالم في العام 1900، وتراجعت النسبة إلى 15% في العام 1950، وباتت اليوم تشكل 7% فقط من سكان العالم ومن المتوقع أن تتراجع النسبة إلى 5% بحلول العام 2050.
ورغم أن التراجع الأمريكي ليس بنفس الحدة فإن بروز الاقتصادات الناشئة مثل الهند والصين والبرازيل سيهمش الاقتصاد الأمريكي ويحد من قيمته برغم "المكابرة من قبل الجمهوريين الأمريكيين والأوروبيين الرومانسيين الذين ما زالوا أسرى أساطير القوة الغربية التي لا حدود لها".
ويضيف الكاتب أن تلك الحقيقة المريرة مثيرة للإحباط ولكن يجب أن تكون الحقائق الفعلية وليس عدد القوات الأوروبية في أفغانستان هو من يحدد طبيعة النقاش بشأن العلاقات بين جناحي الأطلسي ومستقبل الناتو.
ووصف اعتبار رغبة الحلفاء للانضمام إلى الناتو لقتال طالبان في أفغانستان معيارا للتحالف بأنه قصر نظر ولا سيما أن القوات الأميركية والأوروبية ستعود إلى بلادها يوما ما من أفغانستان.
وقد سبق لرئيس الوزراء البريطاني هارولد ويلسون في العام 1966 أن رفض إرسال قوات بريطانية للمشاركة في حرب فيتنام ومع ذلك لم ينفرط عقد التحالف بين الولاياتالمتحدة وبريطانيا.
وخلص الكاتب إلى أن أمريكا وأوروبا يمكنهما إن عملتا يدا بيد أن تتغلبا على تراجعهما في حين تتعرضان كلتاهما للخطر إن مضت كل منهما في سبيلها.