أكد خبير في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية "هيئة استشارية" ، عن عدم تفاؤله بإمكانية أن يؤدي مؤتمر لندن حول أفغانستان، الذي يعقد غداً في العاصمة البريطانية، إلى أي تقدم يذكر أو نتائج هامة وأشار الخبير دانيال كورسكي في تصريحات أدلى بها اليوم الأربعاء (27-1)، ألا أحد "يعلق" آماله على مثل هذا المؤتمر، موضحاً أن الحديث كان في البداية عن مؤتمر يعقد في العاصمة الأفغانية "كابول" منتصف العام الجاري، ثم تم إقرار المؤتمر فى لندن.
وقال كورسكي "إن عقد لقاء في كابول منتصف العام الجاري كان سيمكن الحكومة الأفغانية من تقديم فريق عمل أو تشكيلة حكومية تحظى بالقبول أمام المجتمع الدولي، أما في الوضع الراهن، فلا ترى الأطراف المشاركة في هذا المؤتمر فائدة منه".
تجنب الحديث عن القتال وأوضح أن المشاركين سيكرسون جل حديثهم على تكثيف "المساهمة المدنية" في أفغانستان، وقال"وهذا وحده لا يكفي، إذ يجب الحديث عن الجوانب العسكرية، خاصة عندما يتعلق الأمر بهزيمة المتمردين، وهو ما ستحاول بعض الأطراف تجنبه".
وشدد كورسكي على أن الحل في أفغانستان يكون بالعمل بشكل متوازن بين المسارين المدني والعسكري، "لا أستبعد الحديث عن تعاون مع العناصر المعتدلة من حركة طالبان"، وشدد على "ضرورة التفريق بين الحوار مع العناصر المعتدلة من طالبان وبين التعاون معهم"، مؤكداً أن الحوار يعني اتخاذ قرارات صعبة وتصميم سياسي للتعامل بجدية مع هؤلاء، "قد لا تكون الأجواء الدولية مؤهلة تماماً لمثل هذا الأمر بعد".
وأضاف "أما التعاون، والكلام دائماً للخبير دانيال كورسكي، فلا يتجاوز عملية دفع بعض المبالغ للحصول على مكاسب ضئيلة خاصة في المجال الأمني، وهناك فرق بين الأمرين".
لا بدائل لأوروبا وحول الدور الأوروبي، بدا كورسكي أكثر تشاؤماً، معرباً عن قناعته بأن الدور الأوروبي، "لن يكون أفضل حالاً بعد هذا المؤتمر"، معربا عن اعتقاده بأنه لا خيار أمام أوروبا سوى اتباع النهج الأمريكي، "لأن دول الإتحاد ليس لديها بدائل بهذا الشأن"، مركزاً على الانتقادات التي توجهها أمريكا لأوروبا عندما يتعلق الأمر بالملف الأفغاني.
وكان وزراء خارجية الدول الأعضاء في الإتحاد الأوروبي قد عبروا عن "تفاؤلهم" بمؤتمر لندن حول أفغانستان.
وقالت الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الإتحاد الأوروبي كاترين آشتون "سيكون بمقدورنا تعميق التنسيق الدولي في العمل مع الحكومة الأفغانية لتتولى الأخيرة إدارة شؤون البلاد بنفسها في أقرب وقت ممكن"، فى تصريحات سابقة أدلت بها خلال اجتماع رؤساء الدبلوماسية الأوروبية في بروكسل الإثنين الماضي.
ويذكر أن المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية كان قد أسس في شهر أكتوبر من العام 2007، ومهمته إعداد تقارير ودراسات وإجراء تحليلات ذات صفة استشارية تعرض على المسئولين في المؤسسات الأوروبية وتتعلق بأداء التكتل على الساحة العالمية.