الخزعبلات والأكاذيب والافتراءات بحق التحالف الوطنى لدعم الشرعية ورفض الانقلاب إعلام الانقلاب يحاول ضرب تماسك التحالف فليفطن الجميع لما يحاك لهم بعد انقطاع دام ثلاثة أسابيع تاليا للقرار الباطل الشفوى لحكومة الانقلاب بإغلاق جريدة الشعب على غير سند من دستور أو قانون، فكرت أن يكون مقالى حول القضية الأم، القضية الحاكمة لحاضرنا ومستقبلنا كما كانت حاكمة لتاريخنا القريب والبعيد، قضية الاستقلال الوطنى فى مواجهة التبعية. ولكن طول الانقطاع أبى إلا أن نغرق فى التفاصيل دون أن ننسى القضية المحورية "قضية الاستقلال" والتى نخصص لها مقالا تاليا إن شاء الله. فى مواجهة سلطات الانقلاب حافظ التحالف الوطنى لدعم الشرعية ورفض الانقلاب على تماسكه طوال الشهور الثمانية الماضية، ومن هنا كان الهجوم الإعلامى الشرس ضد التحالف، إضافة إلى العنف المفرط الذى تستخدمه سلطات الأمن ضد جماهير المتظاهرين السلميين المؤيدة للتحالف. ولقد هدفت الحملة الإعلامية الممنهجة إلى تفكيك التحالف وضرب تماسكه بغية القضاء على الزخم الجماهيرى الرافض للانقلاب. أحيانا تدعى آلة إعلام الانقلاب انسحاب أحد مكونات التحالف، وأحيانا تنسب لأى من هذه الأحزاب مواقف مخالفة لمبادئ التحالف المعلنة، وأحيانا تبادر بافتعال الأزمة عن طريق خبر كاذب تبنى عليه خطتها لتفكيك التحالف. التلاعب فى مسمى التحالف رغم أن التحالف تحالف وطنى يستهدف خير مصر بعودة الشرعية الدستورية والمسار الديمقراطى لمصر إضافة إلى رفض الانقلاب، تحاول بعض أجهزة الإعلام بث الفرقة من خلال تغيير مسمى التحالف فتارة يسمونه "تحالف دعم الإخوان" وتارة "تحالف دعم الرئيس المعزول" وكأن مكونات التحالف من الاثنى عشر حزبا تعمل من الباطن لحساب جماعة الإخوان المسلمين، أو لحساب الرئيس الشرعى المنتخب الدكتور محمد مرسى، وبالمناسبة هو رئيس منتخب وليس رئيسا معزولا لأنه لم يتخل عن منصبه ولم يعزل ولكننا بالقطع يمكننا القول إنه رئيس مختطف أو رئيس مجنى عليه. والذى يحاول الانقلابيون وإعلامهم إنكاره لتأكيد مسمياتهم السابقة هو أن الكثير من مكونات التحالف كان لديها خلافات سياسية مع الرئيس المنتخب دكتور محمد مرسى وجماعة الإخوان المسلمين إبان فترة حكمه، ولكنه كان خلافا سياسيا كان من الممكن مواجهته من خلال صناديق الانتخابات وليس عن طريق الانقلاب العسكرى، أما التوافق الآن فهو على ضرورة استرداد ثورة 25 يناير وحرية الشعب المصرى التى سرقت منه. وتارة أخرى يحاولون تشويه صورة التحالف بتسميته "تحالف اللا شرعية" هذا على أساس أن السلطة الانقلابية المغتصبة القائمة تمثل الشرعية!!!!، ولله فى خلقه شئون. الإدعاء بانسحاب بعض من مكونات التحالف يوم الجمعة الماضى 21 فبراير 2014م طلعت علينا صحيفة مستقلة كبيرة بعنوان "حزب الوسط يقفز من مركب تحالف الإخوان" معتمدة على كلمات وجمل اجتزأتها من صفحة التواصل الاجتماعى لأحد قيادات الحزب، ولنلحظ المنهج نفسه بوصف التحالف الوطنى لدعم الشرعية ورفض الانقلاب بمركب الإخوان!!!. ولقد نفى حزب الوسط المصرى، ما ذكرته صحيفة الشروق فى اليوم نفسه، حول خروجه من التحالف الوطنى لدعم الشرعية ورفض الانقلاب، وأضاف الحزب -فى بيان له، نشره على صفحته الرسمية على "فيس بوك"- أنّ هذا الأمر لم يُناقش من الأساس داخل المكتب السياسى للحزب أو هيئته العليا، وأنّ ما نشر لا يُعبر إلا عن رأى شخصى. وطالب الحزب المؤسسات الإعلامية والصحفية بأن تتحرى الدقة فيما يُنشر من أخبار. وكان المهندس طارق الملط -عضو المكتب السياسى لحزب الوسط- قد اختتم حديثه على صفحته بقوله: "هذا اجتهادى الشخصى الذى لا أبتغى به إلا وجه الله ثم مصلحة بلدى وحفاظا على شعبها ومستقبل الأجيال القادمة، وأنها فى النهاية جولة سياسية خسرناها بأيدينا قبل التآمر علينا، فإن أصبت فبفضل من الله ولى أجران، وإن أخطأت فمن نفسى ولى أجر إن شاء الله. أرجو أن يكون هذا البوست هو الخاتمة لتوضيح الموقف لكل من يتساءل: لماذا التغير فى الموقف، أما من يريد التشويه ووجدها فرصة فلا ألقى له بالا ولا أعيره اهتماما". والأمر نفسه مارسه إعلام الانقلاب مع أحزاب أخرى من مكونات التحالف، وظل التحالف على تماسكه. الزعم باتخاذ التحالف لقراراته من خلال مصريين فى الخارج وكمثال على ذلك تكتب البوابة نيوز التى يرأس تحريرها عبد الرحيم على تحت عنوان "انقسام بتحالف الإسلاميين بعد مبادرة قدمها الإخوان للتصالح" يوم الثلاثاء 4 فبراير الماضى جاء فيه "أكدت مصادر بداخل التحالف الموالى للرئيس المعزول محمد مرسى أن شخصيات إخوانية طرحت مبادرة لتسوية الأزمة السياسية من أجل جس نبض الحكومة والمجلس الأعلى للقوات المسلحة تتضمن تنحى مرسى وعدم ترشح الإسلاميين للانتخابات الرئاسية لمدة 10 سنوات من وراء ظهر التحالف ودون التشاور مع قادته. وكشفت المصادر عن أن عددا من رموز التنظيم الدولى لجماعة الإخوان عرضوا المبادرة قبل طرحها على الرأى العام على إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما وانتزعوا مباركة منه حولها بعدما أدركوا أن المواجهات مع الدولة لن تحل الأزمة. وأشارت إلى أن جماعة الإخوان لم تتشاور مع أى من الأحزاب والقوية السياسية داخل التحالف سواء الجماعة الإسلامية أو الجهاد أو الأحزاب الأخرى التى أبدت غضبا شديدا لتجاهلها قبل الإعلان عن طرح المبادرة بل هددت بالانسحاب احتجاجا على رغبة الإخوان فى الحل المنفرد بعيدا عنهم. وتجاوز الغضب مداه بعدما أدرك المشاركون فى التحالف أن منسقهم فى الداخل مجدى قرقر قرأ عن المبادرة فى وسائل الإعلام مثله مثل عامة المواطنين مما يكشف إمكانية دخول الإخوان فى صفقة مع الدولة تتنازل عن ثوابت التحالف وتفرط فى حقوق الضحايا، على حد قولهم". ولنحصر كم المغالطات فى التقرير: مسمى "التنظيم الدولى لجماعة الإخوان" غير موجود وصنعه وبالغ فى حجمه الإعلام، وإن وجد كمسمى فهو غير قائم، ثانيا التحالف لم يطرح أية مبادرات سواء للتفعيل أو ما سموه بجس النبض، ثالثا لا يوجد بالتحالف ما يسمى بالمنسق أو المتحدث الرسمى، ورابعا فالأهم من كل ما سبق أن القرار فى التحالف يأخذ فى داخل مصر بالتوافق بين كافة مكوناته ولا شأن للخارج به، خامسا فإن المصريين بالخارج والمنتمين لمكونات التحالف لا يمثلون التحالف لأنهم ببساطة بعيدون عن أرض الواقع بكل ما بها من تعقيدات. الادعاء بالدعم الغربى للتحالف وكما جاء بالتقرير الأمنى عاليه "أن عددا من رموز التنظيم الدولى لجماعة الإخوان عرضوا المبادرة قبل طرحها على الرأى العام على إدارة الرئيس الأمريكى بارك أوباما وانتزعوا مباركة منه حولها" أرأيتم من الذى يتعاطى الترامادول الذى يذهب العقل؟ أوباما يبارك مبادرة أعدها التنظيم الدولى لجماعة الإخوان!!! ولم لا أليس أوباما شقيق من أسموه "حسين أوباما" الداعم للإخوان؟ لعن الله التعاطى والمتعاطين. ونؤكد هنا على ما سبق تأكيده عشرات المرات من أن الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبى داعمين للانقلاب، وليس حديث باراك أوباما أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة منا ببعيد، وليست أحاديث وزير خارجيته الداعمة للانقلاب من ببعيد، كما أننا لم ننس جلسة الكونجرس الشهيرة المؤيدة للانقلاب، بعد كل هذا بأى وجه يدعى الانقلابيون أن أمريكا ومؤسساتها داعمة للتحالف؟!!! ونؤكد هنا على ما سبق تأكيده من أن الأطراف الغربية ضغطت طوال الشهور الماضية باتجاه القبول بشروط إذعان سلطة الانقلاب بضرورة القبول بخارطة الطريق -أى القبول بالانقلاب- والأطراف الغربية تقوم بذلك حفاظا على مصالحها، مما أفقدها حياديتها، وفقد التحالف بناء على ذلك الثقة فيها. حتى إن الأطراف الغربية ممثلة فى الاتحاد الأوروبى مارست ضغوطا على التحالف فى لقاءاتها الأخيرة قبل الاستفتاء على دستور الانقلاب بهدف مشاركة التحالف فى التصويت على هذه الوثيقة حتى ولو كان التصويت بالرفض بهدف إعطاء شرعية زائفة للانقلاب وهو ما رفضه التحالف. اللعب على تباين رؤى وسياسات وآليات مكونات التحالف ورغم مساحة الاتفاق الكبيرة بين مكونات التحالف الوطنى لدعم الشرعية ورفض الانقلاب فإن هناك مساحة اختلاف وهذه سنة الحياة ولولا ذلك لفسدت الأرض. هناك مساحة مشتركة تتعاون فيها أحزاب التحالف ولكن هناك أيضا تباينا فى الرؤى واختلافات فى وجهات النظر ولكنها بالقطع فى المساحة المسموح بها فى الخلاف ولا تفتت التحالف، ومن هنا يحاول التحالف أن يصل إلى توافق عام بين مكوناته قبل اتخاذ أى قرار، ولكن إعلام الانقلاب يحاول اللعب على هذه التباينات فى الرؤى وتوظيفها لصالح السلطة القائمة. وإذا فشل الانقلاب فى زرع الفتنة والفرقة بين مكونات التحالف فإنه يلجأ إلى استخدام بعض المنشقين عن جماعات وأحزاب التحالف لخلق واصطناع جماعات وكيانات وهمية تحركها الأجهزة الأمنية ببراعة بهدف الضغط على التحالف والشوشرة على تحركاته وقراراته، وهو ما أشار إليه الدكتور صفوت عبد الغنى -القيادى بحزب البناء والتنمية- فى مقال أخير له بعنوان "التحالف الوطنى لدعم الشرعية بين المطروح والمطموح.. رؤية من الداخل". الادعاء بعجز التحالف وفشله وعدم قدرته على الحسم ويحاول خصوم التحالف إحداث شرخ بين التحالف وبين جماهير الشعب المؤيدة للشرعية الثورية وللمسار الديمقراطى والرافضة للانقلاب وإبعادهم عن خندق تأييد التحالف إلى خندق الرفض وتسفيه أداء التحالف بحجة طول المدة وعدم حسم الصراع لصالح التحالف. وهذه نقطة مهمة تعرض لها الدكتور صفوت عبد الغنى فى المقال السابق الإشارة إليه؛ حيث طالب بضرورة تحرى الموضوعية والإنصاف؛ فالواقع يشهد أن هذا التحالف واجه ولا يزال العديد من التحديات والمؤامرات منذ نشأته ومن بينها على سبيل المثال لا الحصر: ضخامة وبشاعة المؤامرات التى يواجهها التحالف من قوى دولية وإقليمية كثيرة، فضلا عن مؤسسات الدولة العميقة الداعمة والمؤيدة للنظام الانقلابى، الإجراءات القمعية والممارسات الأمنية والإبادة الجماعية والضربات التى تتعرض لها مكونات ومؤسسات التحالف وكذا القنوات الفضائية والصحف الداعمة له. وتسفيها لأداء التحالف والادعاء بعجزه وفشله يلجأ سحرة فرعون إلى بث صور لفعالياته مغايرة للواقع والتركيز على الشوارع الخالية أو الفعاليات الصغيرة. محاولات وصم التحالف بممارسة العنف وإلصاق الجرائم الإرهابية به ومنذ اليوم الأول للانقلاب وسلطاته الأمنية تحاول استدراج التحالف للعنف أو إلصاق الجرائم الإرهابية بجماعة الإخوان المسلمين لتتخذ من هذا مبررا للعنف والقمع الذى تمارسه ضد المتظاهرين السلميين ولتفقدهم أى تعاطف شعبى محتمل. ولقد أكد التحالف الوطنى لدعم الشرعية ورفض الانقلاب منذ تأسيسه على السلمية كخيار استراتيجى، وأدان استخدام العنف أو الإرهاب ضد أى إنسان مصريا كان أو أجنبيا أو أى مواطن مدنيا كان أو عسكريا، وضد أى منشأة عامة أو خاصة، مدنية أو عسكرية. خداع الشعب بما يسمى بالمصالحة والمفاوضات ومنذ الساعة الأولى للانقلاب العسكرى وخداع الشعب بما يسمى بالمصالحة والمفاوضات يسير على قدم وساق، فلقد جاء ببيان الانقلاب فى 3 يوليو 2013 إعلان ما سمى بخارطة المستقبل التى تضمنت "تشكيل لجنة عليا للمصالحة الوطنية من شخصيات تتمتع بمصداقية وقبول لدى جميع النخب الوطنية وتمثل مختلف التوجهات" وإبداء لحسن النية تم استحداث وزارة جديدة بمسمى "وزارة العدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية" وتولى مسئوليتها المستشار أمين المهدى، ومضت شهور ثمانية ولم نسمع عن تلك اللجنة العليا للمصالحة الوطنية ولم نسمع عن دور لوزيرها باتجاه المصالحة الوطنية، لم يتعد الأمر الخطاب العاطفى ودغدغة المشاعر، أما ما يجرى على الأرض فأمر مختلف: حالة انقسام مجتمعى لم تشهده مصر فى تاريخها الحديث إن لم يكن على مر تاريخها الطويل أكدها فن الانقلاب فى أغنية "إنتوا شعب وإحنا شعب" ، وحالة من الكراهية يبث سمومها إعلام الانقلاب صباح مساء. ووصل الأمر أن من يلفظ كلمة مصالحة يكفر ويخرج من الملة وتنزع عنه الجنسية مهما كان قريبا من الانقلاب، حدث هذا مع نائب رئيس حكومة الانقلاب دكتور زياد بهاء الدين، وكذا مع الدكتور أحمد كمال أبو المجد والدكتور حسن نافعة القريبين من الانقلاب. وأود أن أفرق بين منهج التفاوض ومنهج مبادرات الخروج من الأزمة: منهج التفاوض -فى الغالب- يحاول فيه كل طرف تعظيم مصالحه الذاتية والحزبية وتقليل التنازلات التى يقدمها فى معركة صفرية تعكس توازنات القوة الموجودة على الأرض، ومنهج مبادرات الخروج من الأزمة والتى تعلى مصلحة الوطن على المصالح الذاتية والحزبية الضيقة. ولقد أوضح التحالف الوطنى لدعم الشرعية ورفض الانقلاب يوم 16 فبراير 2014 موقفه من المبادرات المطروحة للخروج من الأزمة، وأكد فيه على أن الأزمة التى تعيشها مصر -والتى صنعتها سلطة الانقلاب- أزمة سياسية، وكان من الواجب معالجتها سياسيا، ولكن سلطة الانقلاب تعاملت معها تعاملا أمنيا لاستئصال المعارضين لها أو إقصائهم فى أحسن الأحوال. ولقد عكس التحالف ذلك فى رؤيته الاستراتيجية التى أعلنها بتاريخ 16 نوفمبر 2013 والتى أكد فيها على ضرورة إجراء حوار سياسى جاد للخروج من الأزمة السياسية. ومنذ انقلاب الثالث من يوليو 2013 والتحالف الوطنى لدعم الشرعية ورفض الانقلاب يتعامل مع المبادرات بعقل وصدر مفتوح، دون أن يفرط فى حقوق الشهداء أو المسار الديمقراطى الذى حددته ثورة 25 يناير المجيدة، ولقد رحب التحالف بالتعامل مع المبادرة التى صدرت فى الأسابيع الأولى للانقلاب والتى أعلنها الدكتور محمد سليم العوا والمستشار طارق البشرى والدكتور سيف الدين عبد الفتاح وآخرون. ولم يعلن التحالف ترحيبه بتلك المبادرة فقط بل تعامل فى بدايات الأزمة مع المبادرة الأمريكية الأوربية ومساعى لجنة الحكماء الممثلة للاتحاد الإفريقى، إلا أن الطرف الآخر أصر على غروره وغطرسته ولم يلق بالا لها ومستمرا فى قتل وتكسير وإصابة واعتقال الرافضين للانقلاب فى أحداث دار الحرس الجمهورى والمنصة ورابعة العدوية والنهضة وغيرها. ولقد اعتمد التحالف منهج الوساطة لإجراء حوار سياسى جاد بين أطراف الأزمة دون إعلان وبعيدا عن الإعلام وتأثيراته التى تفسد أى عمل مخلص، كمقدمة لصياغة مبادرة جادة تخرج بمصر من أزمتها، وزكى التحالف المستشار محمود مكى النائب السابق لرئيس الجمهورية كرئيس لفريق الوساطة، ولكن الطرف الآخر أصر مرة أخرى على الرفض وأغلق جميع الأبواب وفرض شروط إذعان عبر وسطائه بضرورة القبول بخارطة الطريق -أى القبول بالانقلاب- قبل أى حوار. ومنذ ما يقرب من الثلاثة شهور وصل الحل السياسى إلى طريق مسدود وتصدر الحل الأمنى المشهد المصرى بكل ما يحمله من عوامل فشل، مع مزيد من إصرار الطرف الآخر على رفض أى بديل للحل الأمنى الذى يتوسع فى قتل وتكسير وإصابة واعتقال الرافضين للانقلاب. والجديد فى الأمر، أن الأسبوع الماضى -ومع بدء لجنة الانتخابات الرئاسية فى العمل للإعداد للانتخابات- شهد العديد من المبادرات ودون تمهيد أو حوار مع التحالف، ورغم قناعتنا بإخلاص أصحاب المبادرات حتى وإن حسب بعضهم على الانقلاب إلا أنه لا يمكن تصور خروج هذه المبادرات مجتمعة مرة واحدة دون الحصول على ضوء أخضر من سلطة الانقلاب وبما يشير إلى أن هذه السلطة غير جادة فى الخروج بمصر من أزمتها، وترغب فى تضييع الوقت حتى تمرر ترشيحات الرئاسة بالشكل الذى تريده لأن بلدوزر الانقلاب تحرك ولا يريدون له التوقف مهما دمر فى طريقه الذى رسمته له سلطة الانقلاب. والقراءة العميقة للرؤية الاستراتيجية للتحالف تبصر الجميع بالبدايات الصحيحة؛ حيث تؤكد الرؤية ثوابت واضحة وقواعد حاكمة وحلول منصفة وغايات استراتيجية ومنها: • السعى لتحقيق أهداف ثورة 25 يناير المجيدة فى العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية فى مواجهة الخطة الممنهجة للانقلابيين لتفتيت هذه الثورة منذ بدايتها. • إنهاء الانقلاب العسكرى والعودة إلى المسار الديمقراطى واحترام إرادة الشعب فى تقرير مصيره. • التأكيد على هوية مصر العربية الإسلامية بالمفهوم الحضارى الذى شارك فى بنائه كل أبناء مصر مسلمين ومسيحيين على السواء . • الحفاظ على الأمن القومى بما يستلزم رفع يد المجلس العسكرى عن السياسة وعودة الجيش لثكناته. • استقلال القرار الوطنى والحفاظ على الدولة المصرية وعلى وحدة الوطن وتماسك أبناء الشعب . إن المناخ الذى تعيشه مصر مناخ يقسم المجتمع ويفتته ويبث روح الكراهية، ليس على المستوى المجتمعى فقط، بل يصل إلى مستوى العائلة والأسرة بل المنزل الواحد، مناخ يغلب تيار واحد مؤيد للانقلاب ويستبعد ويستأصل كافة التيارات الأخرى حتى وإن شاركت فى تظاهرات 30 يونيو 2013 التى اتخذوا منها مبررا للانقضاض على الديمقراطية وعلى ثورة 25 يناير المجيدة، مناخ لا يعرف غير روح الكراهية التى يبثها إعلام الانقلاب مع إغلاق ومحاربة أى إعلام آخر رافض للانقلاب. إن المناخ السياسى الذى تعيشه مصر لا يمكن معه إجراء أى حوار جاد أو أن يساعد على نجاح أى مساع مخلصة للخروج من الأزمة فضلا عن إجراء انتخابات رئاسية أو برلمانية. إن التحالف الوطنى لدعم الشرعية ورفض الانقلاب، وهو يتحرك فى مسار سياسى مواز للحراك الثورى، ويفتح عقله لمبادرات ومساعى أى مخلص وطنى، فإنه فى القلب من الثورة، لا يرى أى تعارض، بين استمرار الثورة واستخدام أى وسيلة تدعم مطالب الثورة، فالسياسة فى مفهومنا خادمة للثورة المجيدة ومكتسباتها وأهدافها. كما أن أيا من أطراف الصراع لا يمكن أن ينصب نفسه وصيا على شعب مصر العظيم فهو صاحب الحق الأصيل فى تقرير مصيره واعتماد مسار الخروج من الأزمة، وإنها لثورة حتى النصر. ويجد الانقلابيون فى حديث المبادرات مدخلا كبيرا لضرب التحالف بادعاء موافقة بعض مكونات التحالف على مبادرة من المبادرات دون الرجوع للأطراف الأخرى، أو بادعاء أن هذه المبادرة أو تلك صيغت فى الخارج عن طريق مكون من مكونات التحالف، ورغم كل هذه الأكاذيب فما زال التحالف على تماسكه. جبهة 30 يونيو تتفتت كمقدمة للانهيار مع الانتخابات البرلمانية وعلى عكس كل ما سبق فإن جبهة 30 يونيو هى التى تتفتت الآن: طوال الشهور الماضية أدرك الكثيرون من المشاركين فى تظاهرات 30 يونيو حقيقة الانقلاب العسكرى وأنهم قد خدعوا فالتزموا بيوتهم أو انتقلوا لمعسكر التحالف، كما أن ممارسات سلطة الانقلاب القمعية زادت من هذا الانشقاق فى معسكر الانقلابيين. ولقد أعلن السيد حمدين صباحى عن نيته الترشح لرئاسة الجمهورية دون التشاور مع جبهة الإنقاذ التى أنكرت عليه ذلك وبدأت فى الانقسام إلى معسكرين معسكر الليبراليين ومعسكر الاشتراكيين، ومعسكر الاشتراكيين الذى انقسم بدوره إلى التيار الاشتراكى والتيار الشعبى. كما انسلخت حركة تمرد (2) عن حركة تمرد (1) بعد كشفت أبعاد المؤامرة التى سبقت 30 يونيو، وقام قياديون فى حركة تمرد (1) بدعم حمدين صباحى مما أثار البقية الباقية ضدهم. وحار المؤيدون لحكم العسكر بين السادة أحمد شفيق وسامى عنان وعبد الفتاح السيسى الذين ينوون الترشح. ودب الخلاف بين الحزبيين فى جبهة 30 يونيو المؤيدين للانتخابات البرلمانية بنظام القوائم النسبية، والمستقلين والشباب المؤيدين للانتخابات بالنظام الفردى. وكان التبكير بالانتخابات الرئاسية قبل البرلمانية محاولة لمنع انهيار جبهة 30 يونيو كما أعلن الأستاذ حسين عبد الرازق فى أحد البرامج التلفزيونية. صدق رسول الله أختم بمسك الكلام، قال رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم-: "سيأتى على الناس سنوات خداعات يُصدَّق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق ويؤتمن فيها الخائن ويُخوَّن فيها الأمين وينطق فيها الرويبضة". قيل: وما الرويبضة؟ قال: "الرجل التافه يتكلم فى أمر العامة". ويقول رسولنا الكريم "-صلى الله عليه وسلم-: "لا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا، وَلا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا، أَلا تَرَوْنَ أَنَّهُ يُقَالُ لِلصَّادِقِ: صَدَقَ وَبَرَّ، وَيُقَالُ لِلْكَاذِبِ: كَذَبَ وَفَجَر، وَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِى إِلَى الْبِرِّ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِى إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِى إِلَى الْفُجُورِ ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِى إِلَى النَّارِ". ورويبضة زماننا وكاذبوه من الصحف والفضائيات وسحرة فرعون كثر، ماذا نقول؟ وقانا الله شر الفتن ما ظهر منها وما بطن، ووقانا شرور الانقلاب العسكرى والانقلابيين، والحمد لله رب العالمين.