رئيس ضمان جودة التعليم: الجامعات التكنولوجية ركيزة جديدة فى تنمية المجتمع    إتاحة الاستعلام عن نتيجة امتحان المتقدمين لوظيفة عامل بالأوقاف لعام 2023    قطع المياه عن نجع حمادي.. وشركة المياه توجه رسالة هامة للمواطنين    الحكومة: نرصد ردود فعل المواطنين على رفع سعر الخبز.. ولامسنا تفهما من البعض    «حماس» تصدر بيانًا رسميًا ترد به على خطاب بايدن.. «ننظر بإيجابية»    محامي الشحات: هذه هي الخطوة المقبلة.. ولا صحة لإيقاف اللاعب عن المشاركة مع الأهلي    رونالدو يدخل في نوبة بكاء عقب خسارة كأس الملك| فيديو    أحمد فتوح: تمنيت فوز الاهلي بدوري أبطال أفريقيا من للثأر في السوبر الأفريقي"    هل يصمد نجم برشلونة أمام عروض الدوري السعودي ؟    حسام عبدالمجيد: فرجانى ساسى سبب اسم "ماتيب" وفيريرا الأب الروحى لى    هل الحكم على الشحات في قضية الشيبي ينهي مسيرته الكروية؟.. ناقد رياضي يوضح    محامي الشحات: الاستئناف على الحكم الأسبوع المقبل.. وما يحدث في المستقبل سنفعله أولًا    مصارعة - كيشو غاضبا: لم أحصل على مستحقات الأولمبياد الماضي.. من يرضى بذلك؟    اليوم.. بدء التقديم لرياض الأطفال والصف الأول الابتدائي على مستوى الجمهورية    32 لجنة بكفر الشيخ تستقبل 9 آلاف و948 طالبا وطالبة بالشهادة الثانوية الأزهرية    استمرار الموجة الحارة.. تعرف على درجة الحرارة المتوقعة اليوم السبت    اعرف ترتيب المواد.. جدول امتحانات الشهادة الثانوية الأزهرية    صحة قنا تحذر من تناول سمكة الأرنب السامة    أحمد عبد الوهاب وأحمد غزي يفوزان بجائزة أفضل ممثل مساعد وصاعد عن الحشاشين من إنرجي    دانا حلبي تكشف عن حقيقة زواجها من محمد رجب    الرئيس الأمريكي: إسرائيل تريد ضمان عدم قدرة حماس على تنفيذ أى هجوم آخر    "هالة" تطلب خلع زوجها المدرس: "الكراسة كشفت خيانته مع الجاره"    حدث بالفن| طلاق نيللي كريم وهشام عاشور وبكاء محمود الليثي وحقيقة انفصال وفاء الكيلاني    أبرزهم «إياد نصار وهدى الإتربي».. نجوم الفن يتوافدون على حفل كأس إنرجي للدراما    مراسل القاهرة الإخبارية من خان يونس: الشارع الفلسطينى يراهن على موقف الفصائل    عباس أبو الحسن يرد على رفضه سداد فواتير المستشفى لعلاج مصابة بحادث سيارته    "صحة الإسماعيلية" تختتم دورة تدريبية للتعريف بعلم اقتصاديات الدواء    ثواب عشر ذي الحجة.. صيام وزكاة وأعمال صالحة وأجر من الله    أسعار شرائح الكهرباء 2024.. وموعد وقف العمل بخطة تخفيف الأحمال في مصر    العثور على جثة سائق ببورسعيد    الأمين العام لحلف الناتو: بوتين يهدد فقط    سر تفقد وزير الرى ومحافظ السويس كوبرى السنوسي بعد إزالته    نقيب الإعلاميين: الإعلام المصري شكل فكر ووجدان إمتد تأثيره للبلاد العربية والإفريقية    كيف رفع سفاح التجمع تأثير "الآيس" في أجساد ضحاياه؟    "حجية السنة النبوية" ندوة تثقيفية بنادى النيابة الإدارية    ضبط متهمين اثنين بالتنقيب عن الآثار في سوهاج    «الصحة»: المبادرات الرئاسية قدمت خدماتها ل39 مليون سيدة وفتاة ضمن «100 مليون صحة»    وكيل الصحة بمطروح يتفقد ختام المعسكر الثقافى الرياضى لتلاميذ المدارس    وصايا مهمة من خطيب المسجد النبوي للحجاج والمعتمرين: لا تتبركوا بجدار أو باب ولا منبر ولا محراب    الكنيسة تحتفل بعيد دخول العائلة المقدسة أرض مصر    للحصول على معاش المتوفي.. المفتي: عدم توثيق الأرملة لزواجها الجديد أكل للأموال بالباطل    القاهرة الإخبارية: قوات الاحتلال تقتحم عددا من المدن في الضفة الغربية    «القاهرة الإخبارية»: أصابع الاتهام تشير إلى عرقلة نتنياهو صفقة تبادل المحتجزين    «ديك أو بط أو أرانب».. أحد علماء الأزهر: الأضحية من بهمية الأنعام ولا يمكن أن تكون طيور    الداخلية توجه قافلة مساعدات إنسانية وطبية للأكثر احتياجًا بسوهاج    ارتفاع الطلب على السفر الجوي بنسبة 11% في أبريل    «صحة الشرقية»: رفع درجة الاستعداد القصوى لاستقبال عيد الأضحى    وزير الصحة يستقبل السفير الكوبي لتعزيز سبل التعاون بين البلدين في المجال الصحي    مفتي الجمهورية ينعى والدة وزيرة الثقافة    الأونروا: منع تنفيذ برامج الوكالة الإغاثية يعنى الحكم بالإعدام على الفلسطينيين    الماء والبطاطا.. أبرز الأطعمة التي تساعد على صحة وتقوية النظر    «الهجرة» تعلن توفير صكوك الأضاحي للجاليات المصرية في الخارج    رئيس الوزراء الهنغاري: أوروبا دخلت مرحلة التحضير للحرب مع روسيا    «حق الله في المال» موضوع خطبة الجمعة اليوم    بمناسبة عيد الأضحى.. رئيس جامعة المنوفية يعلن صرف مكافأة 1500 جنيه للعاملين    السيسي من الصين: حريصون على توطين الصناعات والتكنولوجيا وتوفير فرص عمل جديدة    الحوثيون: مقتل 14 في ضربات أمريكية بريطانية على اليمن    أسعار الفراخ اليوم 31 مايو "تاريخية".. وارتفاع قياسي للبانيه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د.نصر عبد السلام ل"الحرية والعدالة": الشرعية لا تتجزأ.. وعودة الرئيس مرسى لمنصبه لا تراجع عنها

أكد الدكتور نصر الدين عبد السلام -القائم بأعمال رئيس حزب البناء والتنمية والقيادى بالتحالف الوطنى لدعم الشرعية ورفض الانقلاب- أن وثيقة التحالف الوطنى التى صدرت مؤخراً ليست مبادرة ولكنها رؤية استراتيجية فى كيفية إدراة الأزمة الراهنة لكسر الانقلاب الدموى، مشددا على أن هذه الرؤية لم تقدم أى تنازل عن الشرعية لأن الشرعية لا تتجزأ، ومن ثم لا بديل عن عودة الرئيس الشرعى الدكتور محمد مرسى لمنصبه وعودة مجلس الشورى المنتخب والدستور المستفتى عليه من الشعب، كما أنه لا تنازل عن حقوق الشهداء والمصابين فهذا خط أحمر لا يمكن لأحد أن يتجاوزه.
وتوقع عبد السلام فى حوار ل"الحرية والعدالة"، أن يندحر الانقلاب العسكرى الدموى قريباً، فقد بدأ يتآكل من الداخل، وانكشفت حقيقة الانقلابيين للكثيرين بمرور الوقت، والدليل على ذلك التوسع الجغرافى للمظاهرات الرافضة للانقلاب، وبمشاركة كافة الفئات المختلفة، وزيادة أعداد المتظاهرين يوما بعد الآخر، فقد بدأ الشعب يدرك الفارق بين فترة الرئيس الشرعى د. محمد مرسى وفى عهد الانقلابيين من الناحية الاقتصادية والسياسية، لافتا إلى أنه متفائل جدًا وواثق من قرب نصر الله عز وجل.
وقال إن التحالف الوطنى لدعم الشرعية ورفض الانقلاب متماسك لأبعد مدى وهو على قلب رجل واحد ولن يستطيع أى أحد أو جهة ما النيل من وحدته وتماسكه، ولفت إلى أن شعبية التيار الإسلامى زادت، لأنه أظهر صدقه فى كل ما دعا إليه، بالرغم من الهجمة الإعلامية الشرسة عليه فى عهد الرئيس مرسى وبعد الانقلاب، ومع ذلك تكشف للجميع أنه أصدق التيارات وأخلصها للوطن، وهو الأحرص على مصالح البلاد لأنه مؤمن بمبادئ احترام الإرادة الشعبية والديمقراطية والحرية.
ونفى القائم بأعمال رئيس حزب البناء والتنمية، مزاعم البعض بأن جماعة الإخوان المسلمين هى المسيطرة على التحالف، قائلا: "هذه مزاعم كاذبة ولا صحة لها على الإطلاق، وهى محاولة فاشلة من إعلام الانقلاب لمحاولة زرع الخلافات وإحداث فتنة بين صف التحالف الواحد، ورغم أن جماعة الإخوان هى جماعة عظيمة وكبيرة وتتحمل الجزء الكبير من العبء والمسئولية، وتقدم التضحيات الكثيرة فى سبيل ذلك، لكن ليس معنى هذا أنها هى المهيمنة على التحالف، لأن القرار داخل التحالف يتم اتخاذه فى أطار ديمقراطى شورى من الدرجة الأولى".. وإلى تفاصيل الحوار..
* لماذا صدرت وثيقة الرؤية الاستراتيجية للتحالف الوطنى للخروج من الأزمة الراهنة فى هذا التوقيت؟
لأن هناك من اتهم التحالف الوطنى لدعم الشرعية ورفض الانقلاب أنه يقود المتظاهرين كالعميان دون رؤية واضحة له أو هدف بعينه، وهذه الوثيقة ليست مبادرة بل رؤية استراتيجية لنا فى كيفية إدراة الأزمة وكسر الانقلاب الدموى، وشتان بين الرؤية والمبادرة، وهذه الوثيقة قامت بتوصيف الأزمة، ومسارها، والغايات الاستراتيجية بشكل واضح جدًا، والقيم الحاكمة التى لا يختلف عليها اثنان سواء من ناحية احترام إرادة الأمة وحفظ حقوق الشهداء، ولذلك ندعو من فهم أن الوثيقة بها تنازل لقراءة نص الوثيقة جيدا دون الانجرار وراء وسائل إعلام الانقلاب، فمن قال إنها تضمن تنازل لم يقرأها من الأساس أو لأسباب مغرضة، فلا تنازل عن عودة الرئيس الشرعى الدكتور محمد مرسى لمنصبه، ولا تنازل عن حقوق الشهداء والمصابين، فهذا خط أحمر لا يمكن لأحد أن يتجاوزه، خاصة أن الشرعية لا تتجزأ، والشعب الآن مطالب بأن يقف فى وجه هذا الانقلاب الغاشم الذى لم يراع أى إنسانية أو الإسلام أو أى دين سماوى، بعد جرائمه البشعة التى ارتكبها فى حق المتظاهرين السلميين.
* ما الذى وصلت إليه لجنة الوسطاء التى تم الإعلان عنها سابقا برئاسة المستشار محمود مكى النائب السابق للرئيس؟
حتى الآن الأمر متروك للوسطاء يتصرفون كيفيما يشاءون من ناحية الدعوة للقاء كل الأطراف، ولا يوجد أى توجيه أو ضغوط تمارس من التحالف الوطنى عليهم، لأن هذه اللجنة مستقلة استقلالا كاملا ولم نرشح أو نشترط عضوية شخصيات بعينها فى عضويتها، ومن ثم فالمستشار محمود مكى –النائب السابق للرئيس- هو المنوط به اختيار أعضاء اللجنة والتوافق فيما بينهم، وهو المسئول عن تحديد مهام اللجنة.
* وهل حضر المستشار محمود مكى أحد اجتماعات التحالف الوطنى أو تواصلتم معه بشكل مباشر؟
المستشار "مكى" لم يحضر أى اجتماعات خاصة بتحالف دعم الشرعية، ولا نعرف ما الذى وصل إليه حتى الآن، فهو يتحرك بحرية واستقلالية كاملة فى اختيار الوسطاء معه وكيفية إدارة هذه اللجنة، ولا نعلم أى تطورات جديدة خاصة بعمل اللجنة.
* ماذا عن المبادرات التى قدمتها بعض الشخصيات العامة سابقا وهل باءت جميعها بالفشل؟
نحن نثمن كافة المبادرات التى تم طرحها، إلا أن ما طرحه الدكتور أحمد كمال أبو المجد تم رفضه بشكل قاطع، لأنه كان منحازا للانقلابيين، وهناك شخصيات وطنية تبذل جهودا كبيرة وتعقد ورش عمل لبحث كيفية الخروج من الأزمة وسرعة إنقاذ الوطن.
* ما الذى انتهت له مبادرة الجماعة الإسلامية؟
تم عرضها على كافة القوى، وما زالنا نطرحها وننتظر الردود عليها، وقد تم تطويرها، ونالت استحسان عدد كبير من القوى والشخصيات الوطنية، ولعل إخواننا فى التحالف الوطنى يقبلونها أو الأطراف الأخرى إذا ما صدقت نواياها فى حل مشكلة الوطن، إلا أن المبادرة تلقى قبولا لكن هناك تحفظات على بعض بنودها، لكننا لا نقول إنها قرآن، بل هى قابلة للتطوير والنقاش والزيادة والنقصان.
* هل حدث أى تواصل سواء بشكل مباشر أو غير مباشر بين التحالف وقادة المجلس العسكرى منذ الانقلاب؟
لا أظن أن يكون حدث أى تواصل مع قادة المجلس العسكرى من جانب التحالف.
* ما ردكم على ما صرح به الشيخ عبود الزمر القيادى بالجماعة الإسلامية بأن هناك تواصلا من جانبه مع بعض قادة المجلس العسكرى للخروج من الأزمة؟
علينا أن نفرق بين التحالف الوطنى ككيان وتنظيم كبير وبين بعض الأفراد الذين ينتمون إليه أو لا ينتمون له، وهناك بعض الشخصيات التى تواصلت مع المجلس العسكرى مثل الشيخ عبود والدكتور محمد سليم العوا وآخرين، إلا أنه لا يمكن أن نقول إنهم كانوا يمثلون التحالف بأى شكل من الأشكال، فقد كانوا يقومون بجهود ومبادرات شخصية، لمحاولة حلحلة الأزمة، ونحن نقدر جهودهم ونحترمها كثيرا.
* هل يمكننا القول بأن هذه الشخصيات الوطنية لم توفق فى جهودها التى بذلتها؟
لا نستطيع القول إنها لم توفق أو إنها وفقت، فالأمر لم تظهر له نهاية بعد.
* هل تعتقد أن الانقلابيين قد يبعثوا برسائل غير مباشرة للتحالف من أجل التفاوض؟
لا أظن ذلك، لكنى فى نفس الوقت لا أستبعده.
* كيف تحدث مصالحة وطنية بين مختلف الأطراف؟
نحن ندعم وندعو لمصالحة وطنية، وندرك جيدًا أنه لن ينهض الوطن إلا بعد حدوث مصالحة وطنية وعودة الحقوق لأهلها والرجوع عن الانقلاب العسكرى، وحفظ حقوق الشهداء والمصابين، وهذا الأمر قد لا يستغرق الكثير من الوقت إذا ما صدقت النوايا وخلصت لوجه الله والوطن، لكن لو لم تصدق النوايا أظن أنه سيأخذ وقتًا طويلا، لكن الانقلاب فى انحسار، وهذا يبشر بقرب إنهائه والتخلص منه، وبالتالى قرب المصالحة الوطنية.
* ما مدى تماسك تحالف دعم الشرعية خاصة أنه كانت هناك محاولات كثيرة لشق صف التحالف والنيل من وحدته؟
التحالف متماسك لأبعد مدى، ومحاولات شق صفه لم ولن تتوقف، وهذه أساليب الانقلابيين التى سيظلون يمارسونها، لكنى أطمئن الشعب المصرى العظيم أن التحالف على قلب رجل واحد، ولن يستطيع أى أحد أو جهة ما النيل من وحدته وتماسكه، فهو مترابط لأبعد مدى وإلى الآن لم يحدث أى انشقاق أو حتى مجرد التفكير فى الخروج من التحالف.
* وهل هذه المحاولات كانت من قبل جهات أمنية؟
بالطبع، فقد كانت أجهزة أمن الانقلاب تستخدم بعض العاملين على الساحة سواء كانوا عملاء لها أو خلايا نائمة للأمن ثم أيقظها؛ لتثير بها أزمات لنا، لكن كافة محاولاتهم ذهبت هباء وأصبحت فى خبر كان.
* البعض يزعم أن جماعة الإخوان المسلمين هى المسيطرة على التحالف وتنفرد بإصدار بياناته.. فهل هذا صحيح؟
هذه مزاعم كاذبة ولا صحة لها على الإطلاق، وهى محاولة فاشلة من باب محاولة زرع الخلافات وإحداث فتنة بين صف التحالف الواحد، فوسائل إعلام الانقلاب مثلما صوّرت "الإخوان" فزاعة، صوّرت الإسلام ذاته والشريعة الإسلامية فزاعة، وقامت بشيطنة الإسلاميين، وهى الآن تستمر فى شيطنة "الإخوان"، وفى حال نجاحها ستقوم بشيطنة التيار الإسلامى كله، وبعد ذلك تشيطن الإسلام نفسه.
وأنا أؤكد أن جماعة الإخوان هى جماعة وطنية عظيمة وكبيرة وتتحمل الجزء الكبير من العبء والمسئولية، وتقدم التضحيات الكثيرة فى سبيل ذلك، وليس معنى هذا أنها هى المهيمنة على التحالف، لأن القرار داخل التحالف يتم اتخاذه فى إطار ديمقراطى شورى من الدرجة الأولى، ويصبح رأى جماعة الإخوان مثل رأى الجماعة الإسلامية، والجبهة السلفية، وحزب الأصالة، والوطن، والوسط، والتوحيد العربى، والاستقلال، وكل مكونات التحالف، والحوار داخل التحالف من أرقى ما يكون، والتوافق يكون بيننا بشكل رائع.
* كيف ترى أداء جماعة الإخوان بعد الانقلاب خاصة أن البعض يطالبها بتقديم اعتذار عن الأخطاء التى وقعت فيها؟
نعم أخطأت جماعة الإخوان، لأنها من البشر الذين يخطئون ويصيبون، فإذا ما كان الإخوان مطالبين بالاعتذار، إذن فجميع الأطراف السياسية أيضًا مطالبة بتقديم اعتذار، لأن الجميع وقع فى أخطاء، لكن الخطأ الأكبر والجُرم الأفدح من قبل من وقفوا فى صف الثورة المضادة وساندوها ضد ثورة 25 يناير، والخطأ الأكبر لقادة المجلس العسكرى، والأجهزة الأمنية الفاسدة، ووسائل الإعلام المغرضة والمضللة، وللمغيبين الذين تم استغلالهم والركوب على أكتافهم ليحدث هذا الانقلاب.
أما اختزال القضية كلها فى اعتذار جماعة الإخوان فهذا أمر مرفوض، خاصة أن الخطأ والاعتذار ليس عيبا، فالجميع له أخطاء بنسب متفاوتة، وظهرت أخطاء "الإخوان"، لأنهم هم من تصدروا المشهد وحاولوا تحمل المسئولية، والأشياء التى وفقت فيها "الإخوان" تفوق كثيرا الأخطاء -غير المقصودة- التى وقعت فيها، ونظرًا لأن هناك من يتربص بها فقام بتضخيم أخطاء الجماعة وسلبياتها وتجاهل الإيجابيات والإنجازات، لكن "الإخوان" حقيقة هم أكثر فصيل وطنى يتحمل عبء المرحلة والمسئولية ويقدم التضحيات الكثيرة للوطن.
* ما ردكم على ادعاء البعض بأن من يتظاهرون الآن هم جماعة الإخوان المسلمين فقط؟
هذه أكاذيب الانقلابيين التى يروج لها من خلال أجهزة الأمن ووسائل إعلامه المضللة، فمن يتظاهرون الآن هم جزء كبير من الشعب المصرى بمختلف توجهاته وفئاته، الذين يريدون العودة للمسار الديمقراطية، وأن الإخوان هم جزء من هذا الحراك الشعبى الثورى.
* ماذا عن الخطوات الميدانية التى سيتخذها "تحالف دعم الشرعية" خلال الأيام المقبلة؟
هذا الأمر متروك للجنة الفعاليات، المنوط بها تطوير الفعاليات، والتحالف يفتح صدره وذراعيه لأى مقترح وطنى يدعم الفعاليات ويؤدى إلى إحداث التغيير المنشود الذى يأمل من خلاله المصريون عودة الشرعية، ومن ثم فلا تراجع مطلقا عن المظاهرات وكافة الفعاليات الميدانية بسلمية كاملة.
* هل تعتقد أن بعض مؤيدى الشرعية ورافضى الانقلاب قد يلجئون للعنف يوما ما ويخروجون عن سلميتهم؟
أبدا، لم ولن يحدث هذا الأمر بأى شكل من الأشكال، فالجميع مؤمن تماما بأن السلمية هى الحل الوحيد لكسر الانقلاب الدموى، وهذا منهج التحالف الذى لن يحيد عنه فى أى وقت ورغم أى شىء، خاصة أن الدماء كلها مصرية كرمها الإسلام، ونحن نرفض إراقة أى دماء سواء كانت تنتمى للتيار الإسلامى أم لا، ومن ثم فلا يزايد أحد علينا فى حرمة الدماء.
* كيف ترى عمل لجنة الخمسين وما يصدر عنها من مواد دستورية؟
هى لجنة باطلة ولا نعترف بها، فهى غير ممثلة للشعب المصرى وغير منتخبة منه، وغير مؤهلة، لا تأهيل تخصصى أو شعبى لكى تنتج دستورًا، فلم يحدث فى العالم كله أن تقوم مجموعة من الممثلين والممثلات بوضع دستور للبلاد، ونحن نرفض كافة التعديلات التى قامت بها لجنة الخمسين الانقلابية، ونرفض كافة المواد التى استحدثتها هذه اللجنة الباطلة، فهى تتعارض مع كافة الحريات وتصادر إرادة الشعب، ونرفض هذا الدستور الظلامى الذى يتم إعداده فى بير السلم وفى سرية تامة، ولا أحد يعلم عنه شيئا، فلم يحدث أى لقاءات جماهيرية مع هذه اللجنة الانقلابية على عكس ما حدث مع الجمعية التأسيسية "لجنة المائة المنتخبة" والتى أعدت دستور 2012، حيث التقت المصريين فى المحافظات المختلفة، وأيضًا ذهبت للمصريين فى الخارج لتستطلع آرائهم، وتلقت ملايين المقترحات.
* ما موقف التحالف الوطنى من الاستفتاء على دستور الانقلاب.. وهل ستشاركون ب"لا" أم ستقاطعون؟
الرأى الذى سيتبناه التحالف الوطنى سواء بالمقاطعة أو التصويت ب"لا" على هذه التعديلات الباطلة لم يتم حسمه بعد، ولم يتخذ التحالف قرارا بشأنه، وهو أيضًا ما ينسحب على موقف الجماعة الإسلامية، خاصة أن هناك من أبناء الجماعة الإسلامية من يرى ضرورة التصويت ب"لا"، وآخرون مع المقاطعة، فالجميع يعلم أن الأمر يخضع لضوابط الاستفتاء وضمانات النزاهة أو مؤشرات للتزوير الفج من عدمه لهذا الاستفتاء، وسنحدد موقفنا فى حينه، لكنى بشكل شخصى أميل للتصويت ب"لا".
* كيف ترى شعبية التيار الإسلامى بعد هذه الأحداث؟
زادت بفضل الله، فالتيار الإسلامى أظهر صدقه فى كل ما دعا إليه، بالرغم من الهجمة الإعلامية الشرسة عليه فى عهد الرئيس الشرعى الدكتور محمد مرسى وبعد الانقلاب العسكرى، ومع ذلك تكشف للجميع أن أصدق التيارات وأخلصها للوطن هو التيار الإسلامى، وهو الأحرص على مصالح البلاد، وهو مؤمن بمبادئ احترام الإرادة الشعبية والديمقراطية والحرية، وعدم السعى للمناصب، خاصة أن التيار الإسلامى جزء أصيل من الوطن وليس جزءا دخيلا عليه، كما أنه قدم ويقدم العديد من التضحيات لوطنه.
* وكيف تقيم موقف القوى الليبرالية واليسارية التى أيدت الانقلاب العسكرى؟
لقد انكشف عن كل هذه القوى الغطاء، واتضح للجميع أنها لا تؤمن بالليبرالية التى تدعو إليها ولا تؤمن بالمبادئ الليبرالية التى تنتمى إليها، وكانوا قديما يلومون الإسلاميين أنهم لا يشاركوا فى العملية الديمقراطية، وحينما اشتركنا فى العملية الديمقراطية كانوا هم أول من كفروا بها.
* ما رأيك فى أداء وسائل الإعلام المصرية؟
نحن فى مصر نمتلك وسائل إعلام الكذب والدجل والتناقض، فهو نفس الإعلام الذى أقام الدنيا ولم يقعدها وقت الرئيس مرسى بسبب سد النهضة ومشروع الصكوك والآن لا نسمع له صوتا، وهذا شىء غريب جدا، وقد أصبح الآن من ضمن أذرع "السيسى" فى الثورة المضادة.
* كيف تقيم أداء حكومة الببلاوى الانقلابية؟
هى حكومة فاشلة بكل المقاييس، وقد كُتب لها الفشل الذريع قبل أن تبدأ، خاصة أنها تضم شخصيات فاشلة وكبيرة فى السن عفا عليهم الزمن، ومن ثم يستحيل أن يتجاوب هؤلاء مع بلد أكثر من 60% منه شباب، وهى لم تقدم أى شىء للبلاد سوى الخراب والدمار الاقتصادى والسياسى والاجتماعى، بينما هناك تقارير اقتصادية وإستراتيجية نشرتها جريدة الأهرام حول الأوضاع خلال فترة الرئيس محمد مرسى وحكومة الدكتور هشام قنديل، توضح أن ما حدث فى عهده كان بداية لتخطيط فى غاية التميز لإصلاح مشاكل المجتمع.
* الأوضاع فى سيناء تلك البقعة الغالية على كل مصرى، كيف تراها بعد الانقلاب؟
الانقلابيون يرتكبون نفس الخطأ الأمنى الذى ارتكبه المخلوع حسنى مبارك، فهم يستخدمون العنف المفرط للقوة مع القبائل ويهينون كرامة وحرمات البيوت والنساء، وهذا يزيد من التحديات وفكرة الثأر من قوات الأمن لدى أهالى سيناء، ولا أرى فى سيناء مشكلة سوى أنها مشكلة ثأر بين من أهينت كرامتهم من الأهالى، هناك من قبل بعض قوات الشرطة والجيش، والذين لم يراعوا البُعد القبلى فى تعاملهم مع أهالينا فى سيناء، ومن ثم فكل ما يحدث فى سيناء يصب فى صالح العدو الصهيونى ويصب فى مصلحة إضعاف الجبهة الوطنية أمام الصهاينة، وهذا جزء من مخطط الانقلاب.
* هل كان الانقلاب على الرئيس مرسى مفاجئا لكم أم كانت له مؤشرات سابقة؟
لم يكن مفاجئا لنا، فقد كان هناك الكثير من المؤشرات التى تدل عليه، منها تصريحات وتهديدات "السيسى" الواضحة، ومخططات التلاعب وافتعال الأزمات كانت واضحة، وأداء وسائل الإعلام وأداء أجهزة ومؤسسات الدولة كانت تؤكد أن هناك مخططا ما يتم تدبيره للرئيس مرسى ولثورة 25 يناير وللمصريين جميعًا، وكانت المؤشرات واضحة جدًا أن الانقلاب العسكرى يتم التخطيط له على قدم وساق، إلى أن جاءت مهلة الأسبوع ليصبح الأمر يقينا.
* البعض يقول إن هناك صراعا خفيا داخل المؤسسة العسكرية خاصة بين "السيسى" و"سامى عنان".. هل هذا صحيح؟
ما كشفته وسائل الإعلام مؤخرًا يثبت أن هناك صراعًا داخل أجنحة العسكر بدون شك.
* كيف ترى التسريبات الخاصة بتحصين "السيسى" والمؤسسة العسكرية وكبار المسئولين بالدولة؟
هذا التحصين نوع من أنواع المهزلة، لمنع محاسبة الفاسدين، وفتح باب الفساد على مصراعيه، وهذا هو ما يحدث بالفعل.
* ما تقييمك لموقف المجتمع الدولى وتحديدا أمريكا والاتحاد الأوروبى مما يجرى فى مصر؟
"لا يجنى من الشوك العنب".. فلا أمريكا أو الاتحاد الأوروبى يرغبون فى استقرار مصر ونهضتها، وأمريكا مشارك رئيسى فى الانقلاب العسكرى، فقد كان هناك تواصل واتصالات يومية بين الانقلابيين وأمريكا قبل الانقلاب العسكرى، وتميع الرأى السياسى لأمريكا، يرجع لأن هناك من هم داخل أمريكا وبعضهم أعضاء فى الكونجرس يرفضون الانقلاب العسكرى ويرون أن ما حدث هو انقلاب عسكرى، لكن الأمر فى أيدى الإدارة الأمريكية التى تستغل جهل الشعب الأمريكى بالسياسة الخارجية وحقيقة الأوضاع فى مصر، ومن ثم تلبس عليه الحقائق، فى حين أصبح موقفها واضحًا بعد تصريح وزير خارجيتها الأخير، فهى لا تنحاز إلى إرادة شعبية أو غيرها بل تبحث عن مصالحها ومصالح إسرائيل فقط، ومصالحهما تكمن فى دعمهما للانقلاب العسكرى، وموقف الاتحاد الأوروبى ينطبق عليه نفس الموقف الأمريكى، وهو ما يفند مزاعم أنهم يقفون مع "الإخوان" والرئيس مرسى.
* ماذا عن موقف دول الخليج العربى؟
للأسف كانت مواقف دول الخليج –باستثناء قطر- مخزية، فقد ساندت الانقلاب على الشرعية، إلا أنهم مؤخرًا بدءوا يتكشفون أنهم وقعوا فى خطأ فادح، لأنه من الممكن حال تشجيعهم الانقلاب فى مصر، وحال نجاحه، أن يغرى جنرالاتهم هناك للانقلاب عليهم، فلذلك رأينا تصريحاتهم الأخيرة بوقف المساعدات وأنه ينبغى على مصر أن تبحث عن طرق لدعم اقتصادها بعيدا عن الدعم الخليجى، ومن ثم فهم دعموا الانقلاب دعمًا باطلا فى البداية، وبدءوا يتخلون عنه الآن بالتدريج لينسحبوا منه نهائيا فيما بعد.
* كيف ترى التقارب الصهيونى الانقلابى؟
هذا واضح للجميع، وهو شيء طبيعى، فإسرائيل أسهمت بشكل ما أو بآخر فى الانقلاب على الرئيس محمد مرسى، خاصة أنها جربت سياسة الرئيس مرسى، وأيضًا أمريكا، ووجدوا أنها سياسة استقلالية وقرارها من وطنيتها ولا تقوم على مبدأ الخضوع والتبعية بأى حال، مثلما كان الأمر قبل وصول الرئيس مرسى لسدة الحكم، ولذلك فرحت كثيرا وأسهمت فى الانقلاب على الإرادة الشعبية، من أجل أن تعود التبعية والخضوع والخنوع للهيمنة الأمريكية والصهيونية مرة أخرى.
* ما توقعاتك لما ستسفر عنه الأيام القادمة.. وهل أنت متفائل؟
أتوقع أن يندحر الانقلاب قريبا، خاصة أنه بدأ يتآكل من الداخل، وبدأت حقيقة الانقلابيين تنكشف للكثيرين بمرور الوقت، فهناك من ينطبق عليه مقولة "ذهبت السكرة وجاءت الفكرة"، والدليل على ذلك التوسع الجغرافى للمظاهرات الرافضة للانقلاب، وبمشاركة كافة الفئات المختلفة، وزيادة أعداد المتظاهرين يوما بعد الآخر، فقد بدأ الشعب يدرك الفارق بين فترة الرئيس مرسى وفى عهد الانقلابيين من الناحية الاقتصادية والسياسية، وقد ظهر الضجر والضيق لدى الكثيرين من الأوضاع الحالية، خاصة أن وسائل الإعلام الانقلابية فشلت فى التسويق للانقلاب أكثر من ذلك، ولذلك فإننى متفائل جدا وواثق من قرب نصر الله عز وجل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.