اتهمت منظمة إغاثية أمريكية، الولاياتالمتحدة بتقوّيض فرص إحلال السلام في الصومال، من خلال الضربات العسكرية التي تستهدف بها المقاومة الإسلامية المناوئة لحكومة مقديشو الانتقالية وحليفها الإثيوبي المحتل. وشنت المقاتلات الأمريكية، في السابق، عدة غارات على مواقعللمقاومة الصومالية، كما أضافت إدارة واشنطن الجناح العسكري لالحركة الإسلامية الصومالية إلى قائمة المنظمات الأجنبية الإرهابية. وقالت منظمة لاجئون دوليون في تقريرها: الصومال.. التقدم بحذر إن الهجمات الأمريكية تقوّض المساعي الدبلوماسية للتوصل لمصالحة سياسية، وتثير العناصر المتشددة، وتعزز التهديدات التي تسعى السياسة الأمريكية في القرن الأفريقي لاحتوائها. وتزامن نشر تقييم لاجئون دوليون مع سيطرة المقاومة الصومالية، المسلحة بقذائف أر.بي.جي. والأسلحة الأوتوماتيكية، على بلدة وسط الصومال ومهاجمة رتل عسكري. وذكر شهود عيان أن المواجهات العنيفة الاثنين، أدت إلى مصرع أربعة أشخاص، بينهم جنديان حكوميان، وإصابة خمسة آخرين. وحث التقرير الإدارة الأمريكية للتنديد بانتهاكات حقوق الإنسان التي تقوم بها القوات الإثيوبية في الصومال. ونفت إثيوبيا في السابق انتهاك قواتها حقوق الإنسان في الصومال. وكانت القوات الإثيوبية قد قدمت الدعم العسكري لحكومة الصومال بمساعدتها في ضد الحكومة الصومالية الشرعية التي كانت تسيطر على مناطق جنوبي الصومال خلال النصف الأول من عام 2006. وتعهدت المقاومة بشن هجمات على غرار تلك التي يشهدها العراق. وقالت المنظمة الإغاثية الأمريكية إن المنظمات التابعة للأمم المتحدة العاملة في مقديشو، تعيش بعيدة عن أرض الواقع السريع التقلب، حيث أدت المواجهات في العاصمة إلى نزوح أكثر من مليون شخص من مناطقهم. ولدواعٍ أمنية، يقيم موظفوها الدوليون في كينيا المجاورة، وتفتقر المنظمة الأممية إلى موظفين صوماليين يعيشون في أرض الواقع. وردت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة، وعلى لسان ممثلها للصومال، غيلرمو بيتوشي، على اتهامات لاجئون دوليون بالإشارة إلى أن أوضاع عمل المنظمة في الصومال واقعية. وقال بيتوشي في حديث للأسوشيتد برس: نحن محبطون ونعمل على حسم تلك القضايا. وكانت الطائرات المقاتلة الأمريكية قد استهدفت بهجوم صاروخي في مطلع مارس/ الفائت أحد المقاومين المطلوبين لمكتب التحقيقات الفيدرالية في جنوب الصومال. وكشف مسئول أمريكي لمراسلةفي وزارة الدفاع الأمريكية بنتاغون، أن الهجوم استهدف شخص يدعي صالح علي صالح نبهان، إلا أنه لم يتضح إذا ما قضى نحبه في الهجوم أم لا. ويُعد نبهان، البالغ من العمر 28 عاماً، أحد المطلوبين لمكتب التحقيقات الأمريكي، على خلفية اتهامه بالتورط في الإعداد لعملية استشهادية على فندق يملكه صهاينة، في مدينة مومباسا بكينيا، في العام 2002. كما يتهم المكتب نبهان بالتورط في التخطيط للهجوم ، الذي استهدف طائرة ركاب صهيونية في كينيا، حيث وضع ضمن قائمة الإرهابيين المطلوبين في العام 2006. وذكرت مصادر أمريكية أن القصف جاء بصاروخ توماهوك تم إطلاقه من إحدى الغواصات الأمريكية، وليس باستخدام طائرات حربية. وكانت وزارة الدفاع الأمريكية قد أعلنت في ذات الفترة، أن قواتها قصفت هدفاً إرهابياً في جنوب الصومال، قرب الحدود مع كينيا، باستخدام صواريخ موجهة عالية الدقة، فيما أكدت مصادر صومالية أن القصف أسفر عن مقتل ستة مدنيين. وكان الجيش الأمريكي قد شن هجوماً مشتركاً مع القوات الصومالية، في بداية يونيو العام الماضي، شمالي الصومال، أسفر عن مقتل ستة مقاومين بينهم ثلاثة قاعديين غربيين. وقالت وزارة الدفاع الأمريكية إن القصف استهدف أحد المتورطين في تفجيراتسفارتي الولاياتالمتحدة في كينيا وتنزانيا عام 1998، حيث تعتقد واشنطن أن العناصر المتورطة تختبئ في الصومال. كما نفذ الطيران الأمريكي غارتين جويتين ضد أهداف لتنظيم القاعدة في جنوبي الصومال، في يناير من العام الماضي، إلا أن تقارير أفادت بأن الغارتين أخفقتا في إصابة الأهداف المحددة لهما. وتراقب الولاياتالمتحدة عن كثب المنطقة بحثاً عن فلول تنظيم القاعدة، عقب إبعاد القوات الإثيوبية المحلية والصومالية اتحاد المليشيات الإسلامية عن سدة الحكم في الصومال.