نقلت صحيفة واشنطن بوست عن مصادر أميركية أن طائرة من طراز أي.سي130 قصفت مجددا مواقع صومالية بزعم أنها تأوي مقاتلين من تنظيم القاعدة في جنوب الصومال. وقالت الصحيفة إنه لم ترشح أي معلومات عن نتائج الضربة أو أهدافها فيما رفض المتحدث باسم البنتاغون التعليق عليها علما بأنها الثانية التي تقوم بها طائرات حربية أميركية خلال أسبوعين. يشار إلى أن طائرة أميركية أقلعت من قاعدة عسكرية في جيبوتي قبل أسبوعين وقصفت مواقع يتجمع فيها مقاتلو المحاكم الإسلامية في الصومال بعد هزيمتهم أمام قوات الحكومة الانتقالية والجيش الإثيوبي. ورغم موجة ردود الفعل والإدانات الدولية المستنكرة للغارات الأمريكية، إلا أن وزارة الدفاع الأمريكية أكدت هذا الأسبوع, أن العمليات الأمريكية في الصومال ستستمر حتى القضاء على عناصر "القاعدة" الملاحقين. وجاء ذلك متزامنًا مع كشف مصادر استخبارية أمريكية أن المسئول عن الملف الصومالي هو الجنرال "وليم بويكن"، نائب وكيل وزارة الدفاع لشئون الاستخبارات، والذي سبق أن أطلق تصريحات مسيئة للإسلام قبل سنوات؛ علمًا بأنه كان المسئول عن قوات حفظ السلام الأمريكية في الصومال عام 1993م حينما قتل 18 من جنوده وقتذاك. في سياق متصل، توعد الرجل الثاني في تنظيم "القاعدة" الدكتور أيمن الظواهري في تسجيل مصوّر بُثّ على شبكة الإنترنت بأن المجاهدين "سيقصمون ظهر" الإثيوبيين، الذين "دفعهم" الأمريكيون إلى "كارثة محققة" في الصومال. وقال الظواهري: إن الرئيس الأمريكي جورج بوش, "ورّط عبيده الإثيوبيين في كارثة محققة في الصومال، وإن المجاهدين سيقصمون ظهورهم"، مشيرًا إلى أن "الأمريكيين الذين دفعوهم للمهلكة، لن يبقوا عليهم، وظلّوا يأمرونهم من بعيد ليموتوا بدلاً منهم". من جانبها توعدت المحاكم الإسلامية بمقاومة الغزاة لتحرير الصومال، وأكدت أن جميع قادتها بخير. وأشارت إلى أن الصومال تعرض لعدوان ثلاثي أميركي وإثيوبي وكيني، كما تبنت الهجمات الأخيرة التي وقعت في العاصمة مقديشو، ودعت المواطنين إلى الابتعاد عن الأماكن التي تتمركز فيها القوات الإثيوبية كونها تشكل هدفا للمقاومة. وقال القيادي بالمحاكم شيخ أحمد مؤمن إن جماعته ستبدأ شن حرب عصابات ضد القوات الإثيوبية على الطراز العراقي، مشيرا إلى أن الانسحاب الكامل للإثيوبيين من الأراضي الصومالية يعني انتهاء المقاومة الجارية. يأتي ذلك بينما أعلنت السفارة الأميركية في كينيا عن لقاء مرتقب بين السفير مايكل رانبرغر ورئيس المجلس التنفيذي للمحاكم الشيخ شريف شيخ أحمد لحثه على دعم جهود تشكيل حكومة شاملة، والامتناع عن شن أعمال عنف في البلاد. وقالت المتحدثة باسم السفارة الأميركية جينيفر بارنز إن اللقاء ربما يعقد هذا الأسبوع في نيروبي، مشيرة إلى أن الشيخ شريف لديه الآن فرصة كفرد لإظهار استعداده للعمل من أجل التوصل إلى حل إيجابي طويل الأمد في الصومال .