رصد محللون ملامح حروب أهلية ونزاعات وفوضى ستشهدها ساحة الصومال من جديد في ظل استمرار المعارضة الصومالية في تنفيذ هجمات ضد مواقع الحكومة ومراكز المسئولين واجتماعات الوزراء والبرلمان، رغم محاولات الحكومة الانتقالية لحشد طاقتها العسكرية والتصدي للمسلحين. وأشار المحللون إلى أن الرئيس الصومالي شريف شيخ أحمد المدعوم من الغرب بات في الآونة الأخيرة يظهر في المحافل بملابس عسكرية في دلالة على أن الحل العسكري أصبح قراره المفضل. وحذر المراقبون من ويلات حقبة جديدة دموية قد تكون أخطر من سابقاتها التي عاشتها البلاد طوال العقدين الماضيين بالإضافة إلى إمكانية عودة النزاعات التي لا تنتهي ولا يخرج منها طرف منتصر وطرف مهزوم. وصعدت المعارضة الصومالية هجماتها على حكومة شريف في مواقع مختلفة بالعاصمة كما كثفت قصفها للمقرات الحكومية وجلسات البرلمان الصومالي بهدف عرقلة جهود الحكومة في هيكلة وإصلاح وتنظيم قواتها. وقال الخبير العسكري والعقيد السابق في الجيش الصومالي عبدي أشك: "الهجمات في مقديشو هذه الأيام تكررت بمتوسط ثلاث مرات على الأقل يوميًا وكذلك القصف المتبادل كما تشهد المدينة عمليات زراعة الألغام التي تستهدف معظمها القوات الأفريقية والحكومية" بحسب الجزيرة نت. واعتبر أن مقديشو تعود تدريجيًا مثل المرحلة التي كانت عليها إبان الاحتلال الإثيوبي بالصومال عندما كانت تقع الهجمات والاعتداءات بشكل شبه يومي ضد المواطنين الصوماليين وضد قوات الاحتلال وقواعدها. قلق أمريكي وكانت صحيفة "صوماليلاند تايمز" قد ذكرت أن الجماعات الإسلامية المسلحة في الصومال استوردت تكتيكات قتالية وتكنولوجية مستخدمة فى العراق وأفغانستان ولها نتائج قوية. ونقلت الصحيفة عن مسئولين أمريكيين أن القلق يتزايد من تنامي قوة هذه الجماعات وتهديدها لحكومات الدول المجاورة للصومال. وبحسب الصحيفة فإن العديد من المحللين السياسيين يحذرون من أن هذه التكنولوجيا والتكتيكات القتالية والعسكرية قد تعزز العلاقات بين الجماعات الإسلامية الصومالية وتنظيم القاعدة. وقال جوان زاراتى النائب السابق لمستشار الأمن القومى لمكافحة "الإرهاب" بالولايات المتحدة: "المسلحون الصوماليون يقدمون ملاذا للمقاتلين الأجانب كما يوفرون مناطق لتدريبهم عسكريا لشن ضربات ضد الغرب"، وفق زعمه. وأضاف زاراتى الذي يشغل الآن منصب كبير المستشارين في مركز للدراسات الإستراتيجية والدولية في واشنطن: "هناك قلق من نقل التكنولوجيا القتالية من العراق وأفغانستان إلى الصومال، ولتحسين القدرة على العمل ضد المسلحين الإسلاميين في الصومال يجب على الحكومة إقناع السكان بضرورة عدم التعاطف مع هذه الجماعات وتأييد القوات الحكومية.