يقوم طلاب جامعة القاهرة كل عام بإقامة نموذج لجامعة الدول العربية والأمم المتحدة تحت رعاية كلية الإقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة، يحاكون فيه اللجان المشكلة للكيانين ويناقشون القضايا العربية والعالمية، ويصلون لنتائج وتوصيات يحلمون بجامعة دول عربية أقوى، وأمم متحدة عادلة دون ضغوط.حيث تم إفتتاح هذه المحاكاة الإثنين الموافق 14 نوفمبر فى مبنى جامعة الدول العربية بالقاهرة، وكان ضيفا شرف الإفتتاح هما المهندس محمد عبد المنعم الصاوى، والدكتور تميم البرغوثى.ألقى الكلمة الإفتتاحية المهندس محمد عبد المنعم الصاوى، مبديًا سعادته بالفكرة والتنظيم وبالقائمين على المشروع، وتعليقًا على التصفيق الحاد الذى قابله وهو فى طريقه للمنصة قال قد تكون هذه هى اللحظة الوحيدة التى يشعر بها من تعبوا طوال العام بالتقدير خاصة فى لحظات التصفيق الجماعى، مما أزاد من حدة التصفيق للصاوى فى بداية كلمته.وأوضح الصاوى أن فكرة النموذج هامة وضرورية لتأسيس قاعدة عريضة لممارسى النشاط السياسى والفكرى، وقد أصبح من الضرورى أن يبدأ الشباب فى هذا السن ممارسة العمل السياسى، فلم يعد هناك أحد يستطيع أن يقول للشباب إنتظروا ليس لكم دور.لقد كانت هذه هى لغة زعماء العرب للأسف وكان على الشباب أن يقبلوا مع وجود بعض الإستثناءات التى ظهر فيها تمرد الشباب، لكننا تجاوزنا هذه السنوات وفى سبيلنا لإكمال تجاوز هذا الحال السلبى، وأرى مستقبلاً مشرقًا يطل على العرب جميعًا.وذكر مؤسس الساقية فى معرض كلامه قصة مقاله الذى كتبه إلى ملك الأردن، وكان مفاده أنه يبادر هو بالإصلاح وإرساء قواعد الديمقراطية فى البلد، ولا ينتظر أن يقوم الشعب بهذا، كما هو الحال فى كل التجارب الساعية لإرساء مبدأ الديمقراطية، وكانت المفاجأة أن البلاط الأردنى الملكى إتصل به وأخبره أن الملك قد قرأ المقالة بنفسه ويطمئنه أنه فى سبيله للقيام بهذا الإصلاح بالفعل.وأكد الصاوى على أهمية تأكيد الثقة بالنفس لدى الشباب، فلا أحد أصغر من اللازم، لأن كل من فى القاعة له سن تراكمى لا يقل عن 3000 سنة، وبالتالى فأنتم قادرون على تولى أية مسؤولية، وعلى الأمور أن تعود إلى مسارها الطبيعى ليتولى المهام فى البلاد أصحاب الفكر والشباب، فنحن بحاجة إلى أن يتولى زمام البلاد مفكروها، لأن الصورة المقلوبة هى سبب ما عانيناه من فساد وتراجع.وخاطب الحضور فى نهاية كلمته قائلاً أزعم أنه حينما يتحقق هذا لن ينام حاكم من حكام النظام الصهيونى؛ حتى يطمئن إلى إرضاء آخر طفل فلسطينى قبل أن ينام، وقابل الحضور كلمته بموجة حارة من التصفيق المتواصل.ثم تحدث دكتور تميم البرغوثى موضحًا أنه شارك فى نموذج محاكاة جامعة الدول العربية الأول، وكان منسق الأزمات فى مجلس القمة الطارئ.وكان السيناريو هو حدوث تمرد فى العراق يصعب السيطرة عليه؛ لتتخذ الولاياتالمتحدةالأمريكية هذا التمرد ذريعة للتدخل فى العراق، وقد كان هذا قبل دخول أمريكا فى العراق، لقد تنبأنا بما سيحدث فى العراق، وكأنه كان حتمًا وجود التدخل الأمريكى فى العراق.وأنهى البرغوثى كلمته قائلاً أنتم قادرون على تحريرها، وعلى من يخاطبكم من اليوم أن يخاطبكم كالملوك، أتمنى أن تجدوا أفكارًا وحلولاً من خلال جلساتكم مع بعض، وتثقوا أن الحكم فى أيديكم لا فى يد أى أحد مهما كان الزى الذى يرتديه.وإنتهى الحفل بكلمات سريعة للشباب القائمين على الحدث وهم بسنت عبد الغنى الأمين العام الممثل للأمم المتحدة، هند أبو السعود الأمين العام الممثل لجامعة الدول العربية، محمد أسامة رئيس اللجنة المنظمة للنموذج.