من داخل جامعة الدول العربية أحتفل طلاب كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بافتتاح نموذج جامعة الدول العربية لعام 2012 ,والذي يحرصون علي تفعيلة منذ أكثر من 16 عاما علي التوالي وقد حضر كلا من محمد عبد المنعم الصاوي وزير الثقافة الأسبق, والسياسي الشاعر تميم البرغوثي وقد بدأت افتتاح فاعليات الدورة بكلمة لكلا منهما. في البداية رحب الطلاب المشاركون والمنظمون للحفل -والذي يزيد عددهم عن 150 طالباً سواء من كلية الاقتصاد أو من خارجها من كليات جامعة القاهرة - وقد رحبوا بجميع الحاضرين وعلي رأسهم ضيوف حفل الافتتاح وأكد شباب كلية الاقتصاد والعلوم السياسية الذين شاركوا في صنع وتقديم هذا النموذج أن هذا العام هو مختلف بكل المقاييس ورغم أن النموذج كان في كل عام له ومضاته ونجاحاته إلا أن النموذج هذا العام فريد وغير مكرر لما مرت به مصر من أحداث راهنة دعمت فاعليات المؤتمر علي نحو كبير علي المستوي الاقتصادي والسياسي والاجتماعي وعلي مستوي العلاقات الدولية فيما بين الدول العربية. وقد أشرف علي هذا النموذج الدكتور محمد سلمان والدكتورة عادلة رجب وكيل الكلية لشون البيئة وخدمة المجتمع, هذا النموذج يتم فيه مناقشة جميع الأمور التي تحدث علي مستوي الدول العربية وعلاقتها بالدول الأجنبية الأخرى وتكسب هذه الأنشطة مهارات اجتماعية جديدة تساعدهم في تشكيل الوعي الطلابي ويجعلهم أكثر إدراكا بالأحداث التي تمر بها مجتمعاتنا العربية وأكثر التماسا بها, فضلا عن صناعة بعض الأزمات التي من الممكن أن يمر بها أيا من الدول العربية والتي بشأنها تؤثر علي الوطن العربي كافة , وإيجاد الحلول الفعلية لها فضلا عن ورقة التوصيات التي يقدمها الطلاب المشاركين عن كل دولة ويتم تقديمها إلي الجهات المعنية سواء كان جامعة الدول العربية أو الممثلين لكل دولة. وقال محمد الصاوي في كلمته الافتتاحية لهذا النموذج :أنا سعيد جدا أن أقف هنا وأن أحييكم جميعا علي هذا المشروع وهذا النموذج وأشرف أنني ضمن الحضور, وسعيد أن يكون لهذا العمل ثمار طالحة لهذا الجهد الذي يقدمه الطلاب, وبالتأكيد سوف تثري الطلاب بقاعدة عريضة من الأسس الفكرية والسياسية خاصة في هذه السن المبكرة وهذه ضرورة تفرضها علينا الظروف والأوضاع والأحداث العربية أنها جعلت هذا الجيل من الشباب مشاركون وليسوا متفرجون فقط أو متابعون ولكنهم من يصنع الأحداث ويشارك بها. وهذا ما لم يكن متاحا خلال الفترات السابقة ولكن التمرد علي الفكر وما يحدث جعل الزعماء يفكرون حقدا ويقوضون من يستطيع أن يرفع رأسه وصوته عاليا ليكونوا في طريق جديد نحو الحراك الفكري والسياسي وأرجو أن تكون كل الأمة العربية أن يكون ما حدث في بعض الدول رسالة لهم وأن يرسوا قواعد الديمقراطية لديهم وما حدث مع أمثالهم من الزعماء عبره لهم, فلم يعد أحد صغير جدا وكل الشباب الموجود في هذه القاعة وكل الحاضرون لا تقل أعمارهم الفكرية عن 3 آلاف سنة أي أننا نتحدث فيما بين 3020 وبين 3060 أي أن الفرق التي نتحدث عنها بسيطة تجعلنا لا نقف أمام الفروق والاختلافات فيما بيننا كثيرا وتجعلنا أكثر استيعابا لبعضنا البعض. كما أكد الدكتور تميم البرغوثي الذي تم تقديمه علي نحو أنه أستاذ العلوم السياسية والحاصل علي الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة بوسطن الأمريكية والأستاذ المساعد بالولايات المتحدة , وجاء في بداية كلمته يؤكد أنه بعد أحداث يناير قدم استقالته من الجامعة الأمريكية ليكون هنا وسط بني وطني في القاهرة, وأكد: كنت واحد ممن شاركوا في أول نموذج محاكاة قدمته كلية الاقتصاد والعلوم السياسية في عامه الأول أي منذ 16 عاما تقريبا وكنت أعمل في لجن الأزمات وقتها وكانت الأزمة المفتعلة هي غزو أمريكا للعراق والسيناريو المتوقع لجميع الدول في هذه الحالة وهذا ما حدث بعدها بسنوات وأتمني أن تضع لجنة الأزمات في نموذج هذا العام سيناريو متوقع لأزمة مفتعلة علي أن تجد لها الحلول التي يمكن تطبيقها في حال حدوثها. وواصل البرغوثي حديثه أن مصر لن تكون في مأمن بعد أن أصبحت محاصرة من الجنوب بعد تقسيم السودان وبعد دخول حلف الناتو إلي ليبيا مما جعلها محاصرة من الجنوب والغرب ولم يتبق غير الشرق ولن تكون مصر بمأمن عن التدخل الأجنبي إلا باستكمال ثورتها أولا, وكانت البلاد العربية ستكون جبهة مضادة إذا ما تم تنفيذ ما كان قائم حول تحالف تركيا ومصر ودول الشام" سوريا ولبنان وغزة" وإيران والعراق دون حدوث أي انقسامات طائفية في الشام لأنه نظريا لم يكن ممكنا حدوث أي إتفاق بين هذه الدول منذ تواجد إسرائيل علي أرض فلسطين منذ عام 1948 والذي يعد هذا التحالف شوكة في قلب إسرائيل وحليفتها أمريكا ولكن الآن الوضع في سوريا لن يجعل مصر في مأمن إلا باستكمال ثروتها ونجاحها ووحده صفها ضد أي تدخل أو اعتداء خارجي, لأن العدو الأول لنا كدول عربية هي إسرائيل ومن بعدها أمريكا وحلفاؤها بالإضافة إلي أنه ظل حتميا تغيير الإستراتيجية التي تعتمدها الدول العربية في مواجهة إسرائيل, فلابد من التصدي لها وعدم زرع أي فرصة لتواجدها, خاصة وأن حروب العصابات التي تتبعها إسرائيل لم تفلح في حرب لبنان 2006 , وحرب 2008 في غزة.