يقيم طلاب جامعة القاهرة كل عام نموذجاً لجامعة الدول العربية والأمم المتحدة تحت رعاية كلية سياسة واقتصاد جامعة القاهرة، يحاكون فيه اللجان المشكلة للكيانين ويناقشون القضايا العربية والعالمية، ويصلون لنتائج وتوصيات، يحلمون بجامعة دول عربية أقوى، وأمم متحدة عادلة دون ضغوط. تم افتتاح المحاكاة امس الإثنين فى مبنى جامعة الدول العربية بالقاهرة، وكان ضيف شرف الافتتاح المهندس محمد عبد المنعم الصاوى، والدكتور تميم البرغوثى. وألقى الكلمة الافتتاحية المهندس محمد عبد المنعم الصاوى، مبديًا سعادته بالفكرة وبالتنظيم وبالقائمين على المشروع، وأوضح الصاوى أن فكرة النموذج هامة وضرورية لتأسيس قاعدة عريضة لممارسى النشاط السياسى والفكرى، وقد أصبح من الضرورى أن يبدأ الشباب فى هذه السن ممارسة العمل السياسى، فلم يعد هناك أحد يستطيع أن يقول للشباب انتظروا ليس لكم دور. لقد كانت هذه هى لغة زعماء العرب –للأسف- وكان على الشباب أن يقبلوا مع وجود بعض الاستثناءات التى ظهر فيها تمرد الشباب، لكننا تجاوزنا هذه السنوات وفى سبيلنا لإكمال تجاوز هذا الحال السلبى، وأرى مستقبلاً مشرقًا يطل على العرب جميعًا. وذكر مؤسس الساقية فى معرض كلامه قصة مقاله الذى كتبه إلى ملك الأردن، وكان مفاده أن يبادر هو بالإصلاح وإرساء قواعد الديمقراطية فى البلد، ولا ينتظر أن يقوم الشعب بهذا كما هو الحال فى كل التجارب الساعية لإرساء مبدأ الديمقراطية، وكانت المفاجأة أن البلاط الأردنى الملكى اتصل به وأخبره أن الملك قد قرأ المقالة بنفسه ويطمئنه أن فى سبيله للقيام بهذا الإصلاح بالفعل. وأكد الصاوى على أهمية تأكيد الثقة بالنفس لدى الشباب، فلا أحد أصغر من اللازم، لأن كل من فى القاعة له سن تراكمى لا يقل عن 3000 سنة، وبالتالى فأنتم قادرون على تولى أية مسؤولية، وعلى الأمور أن تعود إلى مسارها الطبيعى ليتولى المهام فى البلاد أصحاب الفكر والشباب، فنحن بحاجة إلى أن يتولى زمام البلاد مفكروها، لأن الصورة المقلوبة هى سبب ما عانيناه من فساد وتراجع. وخاطب الحضور فى نهاية كلمته قائلاً: "أزعم أنه حينما يتحقق هذا لن ينام حاكم من حكام النظام الصهيونى؛ حتى يطمئن إلى إرضاء آخر طفل فلسطينى قبل أن ينام". تحدث دكتور تميم البرغوثى موضحًا أنه شارك فى نموذج محاكاة جامعة الدول العربية الأول، وكان منسق الأزمات فى مجلس القمة الطارئ. وكان السيناريو هو حدوث تمرد فى العراق يصعب السيطرة عليه؛ لتتخذ الولاياتالمتحدةالأمريكية هذا التمرد ذريعة للتدخل فى العراق –وقد كان هذا قبل دخول أمريكا فى العراق- لقد تنبأنا بما سيحدث فى العراق، وكأنه كان حتمًا وجود التدخل الأمريكى فى العراق. وأنهى تميم كلمته قائلاً: " أنتم قادرون على تحريرها، وعلى من يخاطبكم من اليوم أن يخاطبكم كالملوك، أتمنى أن تجدوا أفكارًا وحلولاً من خلال جلساتكم مع بعض، وتثقوا أن الحكم فى أيديكم لا فى يد أى أحد مهما كان الزى الذى يرتديه" وانتهى الحفل بكلمات سريعة للشباب القائمين على الحدث وهم بسنت عبد الغنى (الأمين العام الممثل للأمم المتحدة)، و هند أبو السعود (الأمين العام الممثل لجامعة الدول العربية)، ومحمد أسامة (رئيس اللجنة المنظمة للنموذج).