وصف البرلمانى السابق محمد أبو حامد، الدعوة إلى المصالحة مع جماعة الإخوان الإرهابية بأنها "جريمة وخيانة في حق الوطن وحق الشهداء الذين سقطوا نتيجة العمليات الإرهابية التي ترتكبها الجماعة وأنصارها ضد رجال القوات المسلحة والشرطة المدنيين". وقال "أبو حامد" ل" فيتو" إن كل من يطالب بالمصالحة مع جماعة الإخوان فهو قد "خان" الوطن خيانة عظمى، ولا يستحق أن يعيش داخل الدولة التي طالما سقط ضحايا من أبنائها بسبب إرهاب تلك الجماعة التي استباحت دماء المصريين في كل وقت حتى في شهر رمضان. وأكد أبو حامد أنه في حال فوزه في انتخابات مجلس الشعب المقبلة، سوف يطالب بمحاكمة وملاحقة كل من يدعو إلى التصالح مع الجماعة الإرهابية، بتهمة الخيانة، معتبرا أن التصالح مع هؤلاء القتلة لا يقل إثما عن التخابر مع الدول المعادية. وتساءل أبو حامد: كيف يمكن لنا أن نتسامح مع جماعة إرهابية في الوقت الذي أعلنت فيه جميع دول العالم محاربتها الإرهاب ورفضها التام له ؟ مضيفا: إذا حدث هذا فإننا نكون مؤيدين للعنف والإرهاب وقتل المصريين. وشدد أبو حامد على أنه لا يمكن لأحد بمصر التصالح مع الإخوان والذي سيؤدي بالتبعية إلى التنازل عن حقوق ودماء الشهداء الذين سقطوا على أيديهم لأن هذا يعد بمثابة "الثأر" والله تعالى قال في كتابه "ولكم في القصاص حياة يا أولى الالباب" لذلك فان اية مصالحة تعانى مخالفة لما جاء بالقرآن الكريم، من وجهة نظره. ويرى أبو حامد أن أن الحل لكبح جماح إرهاب الإخوان يتمثل في سرعة إصدار قانون الإرهاب الذي يقضى بمحاكمة هؤلاء القتلة محاكمات استثنائية وتخصيص دوائر قضائية خاصة بهم، وسرعة البت في القضايا المتداولة أمام المحاكم لأنه من غير المعقول أن غالبية القضايا المتعلقة بجرائم قتل لم يحكم فيها حتى الآن حكما نهائيا، وتفعيل عقوبة الإعدام في جرائم القتل والاعتداء على المنشآت الحيوية بالدولة، ومنع تظاهرات جماعة الإخوان، والتحفظ على أموال الشركات الخاصة بقيادات الجماعة والجمعيات الخيرية التابعة لهم والتي يوظفون أموالها لشراء الأسلحة وقتل المصريين، مختتما كلامه ل"فيتو" بأنه في حال تنفيذ النقاط السابقة فان هذا من شأنه تجفيف منابع الإرهاب الإخوانى وإعادة الاستقرار إلى البلاد، أما المصالحة معهم فلا وألف لا. وشن المتحدث الرسمي لحزب التجمع نبيل زكى، هجوما عنيفا، ضد دعاة المصالحة مع جماعة الإخوان، واصفا إياهم بأنهم "مأجورون ويجهلون العمل بالسياسة"! متسائلا في سخرية: كيف نتصالح مع من يقتلوننا منذ 80 عاما، ويرى زكى أن تاريخ الجماعة "أسود"، واصفا إياها بأنها أكثر تطرفا من النازية القومية، لأن أبناءها يعتمدون على التدين المتطرف ويستخدمون سلاحا أخطر من القومية بالحلال والحرام، فهم يتصرفون وكأن معهم توكيلا الهيا وصكا من الله وانهم اوصياء علينا في الدين، رابطا بين سياسة الجماعة، وتلك السياسة التي كان تتبعها الكنيسة في القرون الوسطي، ومشددا على أن مؤسس الجماعة الشيخ حسن البنا كان من أشد المعجبين بالنازى هتلر، على حد قوله. ويرى زكى أن مصلحة الوطن تقتضى عدم التعاطى مع دعوات التصالح التي وصفها بالآثمة، وطى صفحة تلك الجماعة الإرهابية إلى الأبد، من خلال إحداث ثورة في الخطاب الديني والمناهج التعليمية والثقافة، معتبرا أن الاساليب الأمنية لا تكفي وحدها لمواجهة إرهاب الإخوان، ومحملا في الوقت نفسه الدولة المسئولية في تدفق إرهاب الإخوان، مطالبا إياها باتخاذ إجراءات مشددة وعنيفة ضد كل من يثبت تورطه وإدانته في ارتكاب اية أعمال عنف، وضد من يحرض دول الغرب على مصر ويدعو إلى التدخل في شئونها. ويجزم زكى بأن جماعة أنصار بيت المقدس، و"داعش" وغير من الجماعات الإرهابية ليست سوى امتدادات طبيعية لجماعة الإخوان التي تعتبر مفرخا للإرهاب بجميع صوره وأشكاله، مستدلا بالخطاب الذي أرسله محمد الظواهري إلى زعيم داعش أبو بكر البغدادي يطلب دعمه لهم في سيناء وهو الخطاب الذي سقط في يد رئيس المخابرات الحربية العراقي، على حد قوله. واختتم زكى كلامه بالتحذير من تسلل أي من عناصر الجماعة الإرهابية إلى قوائم الانتخابات البرلمانية المقبلة، مضيفا أن حزب التجمع يراهن على وعي الشعب المصري الذي لن يسمح بتكرر أخطاء الماضى. يرى الفقيه الدكتور أحمد كريمة، الأستاذ بجامعة الأزهر الشريف، أن التصالح قيمة إسلامية رفيعة، لمن يقدره ويصونه ويحترمه، مشككا في قدرة الجماعة الإرهابية على حفظ العهود والوعود وصيانة الدماء والأعراض، مشيرا إلى أن الإسلام يدعو دائما إلى السلام والتصالح والعفو، والقرآن الكريم يذخر بالآيات التي ترغب في ذلك. وأضاف كريمة ل"فيتو" أن القاصى والدانى يعلمان قبح ما اقترفته الجماعة بحق المصريين الإبرياء من سفك للدماء وقتل للنفس التي حرم الله، وإشاعة العنف والفوضى في كل مكان، ولكن إذا كانت هناك رغبة ملحة في التصالح بين الدولة والجماعة، فإن ذلك يجب أن يتم بعد دفع الدية لأسر الضحايا والمصابين، وأن تأخذ الدولة موثقا على الجماعة بألا تعاود اقتراف ما اقترفته، مشككا في الوقت نفسه أن تفى الجماعة بعهد واحد، لأن "الطبع يغلب التطبع" وتابع د.كريمة: أن التصالح قيمة اعلاها الإسلام لقوله تعالى "فاتقوا الله واصلحوا ذات بينكم،واطيعوا الله ورسولة أن كنتم مومنين"، وقوله: "إنما المومنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم"، وقوله تعالى: "لأخير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس "، وقوله: "الصلح خير"، متسائلا في الوقت نفسه عما إذا كانت الجماعة قادرة على الوفاء بالعهد وكف أيديها عن قتل المصريين وإرهابهم. وشدد كريمة على أن الشريعة الإسلامية ترغب في التصالح بشرط الا تضيع الحقوق، حتى تتوقف الخصومات والطائفية والاستقطاب، ويعود الاستقرار لأبناء الوطن الواحد، مشترطا الحفاظ على الحقوق في الدماء. وأوضح كريمة أن الشريعة الإسلامية حددت ضوابط المصالحات بحيث لا يتم إهمال من ارتكب جريمة الدم حيث لابد من محاسبته حسابا عسيرا حتى يكون عبرة لغيره فلا يكرره. وسخر كريمة من التصريحات الإخوانية الرافضة للتصالح، واصفا إياها بالمخزية والآثمة، لا سيما أن الإخوان هم الأحوج إلى الصلح، أما إصرارهم على الادعاء بأنهم ضحايا ومجنى عليهم، فهذه أكذوبة لا بد أن يفيقوا منها، لأن المصريين أدركوا قبح جوهرهم وسوء طويتهم، ولن تنطلى أكاذيب الجماعة عليهم مرة أخرى.