أكد الفقيه الدكتور أحمد كريمة، الأستاذ بجامعة الأزهر الشريف، أن التصالح قيمة إسلامية رفيعة، لمن يقدره ويصونه ويحترمه، مشككًا في قدرة جماعة الإخوان الإرهابية على حفظ العهود والوعود وصيانة الدماء والأعراض. وأشار كريمة في تصريح ل"فيتو" إلى أن الإسلام يدعو دائما إلى السلام والتصالح والعفو، والقرآن الكريم يذخر بالآيات التي ترغب في ذلك. وأضاف أن: القاصى والدانى يعلمان قبح ما اقترفته الجماعة بحق المصريين الأبرياء من سفك للدماء وقتل للنفس التي حرم الله، وإشاعة العنف والفوضى في كل مكان، ولكن إذا كانت هناك رغبة ملحة في التصالح بين الدولة والجماعة، فإن ذلك يجب أن يتم بعد دفع الدية لأسر الضحايا والمصابين، وأن تأخذ الدولة موثقًا على الجماعة بألا تعاود اقتراف ما اقترفته، مشككًا في الوقت نفسه أن تفى الجماعة بعهد واحد، لأن "الطبع يغلب التطبع". وتابع كريمة أن: التصالح قيمة أعلاها الإسلام، لقوله تعالى: "فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم، وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين"، وقوله: "إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم"، وقوله تعالى: "لأخير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس"، وقوله: "الصلح خير"، متسائلا في الوقت نفسه عما إذا كانت الجماعة قادرة على الوفاء بالعهد وكف أيديها عن قتل المصريين وإرهابهم. وشدد كريمة على أن الشريعة الإسلامية ترغب في التصالح، بشرط ألا تضيع الحقوق، حتى تتوقف الخصومات والطائفية والاستقطاب، ويعود الاستقرار لأبناء الوطن الواحد، مشترطًا الحفاظ على الحقوق في الدماء. وأوضح كريمة أن الشريعة الإسلامية حددت ضوابط المصالحات بحيث لا يتم إهمال من ارتكب جريمة الدم، ولابد من محاسبته حسابًا عسيرا حتى يكون عبرة لغيره فلا يكرره. وسخر كريمة من التصريحات الإخوانية الرافضة للتصالح، واصفًا إياها بالمخزية والآثمة، لا سيما أن الإخوان هم الأحوج إلى الصلح، أما إصرارهم على الادعاء بأنهم ضحايا ومجنى عليهم، فهذه أكذوبة لا بد أن يفيقوا منها، لأن المصريين أدركوا قبح جوهرهم وسوء طويتهم، ولن تنطلى أكاذيب الجماعة عليهم مرة أخرى.