ألقى الدكتور مجدي عاشور مستشار مفتي الجمهورية خطبة الجمعة اليوم بمسجد السلطان حسن حول الإصلاح بين الناس وإزالة الخلاف بين المسلمين وسعي المسلم للصلح بين إخوانه. وقال الدكتور مستشار مفتي الجمهورية إنه كلما كان المجتمع صالحا كلما زادت الرحمة، مؤكدا أن التصالح والإصلاح طريق الرحمة والسكينة وعبادة الكون. وأضاف خلال خطبة الجمعة اليوم بمسجد السلطان حسن أن الإصلاح يقدم في بعص الأحيان على السنة المؤكدة فقيمة الإصلاح أوجب من قيمة صلاة الجماعة فهى سنن نبوية على مر التاريخ ،قال الله تعالى: وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين . وأوضح انه كثير ما يكون بين الناس منازعات وخصومات، وذلك نتيجة لاختلاف الأهواء والرغبات والاتجاهات، ومن ثم فإن المنازعات والخصومات تسبب البغضاء والعداوات، وتفرق بين المسلمين ،فمطلوب منا أن نسعى إلى الإصلاح بكل الوسائل والإمكانات، قال الله تعالى: إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون . كما أضاف أن صفة الصلح ليست مع الخلق فقط ولكنها مع الحق ن فالمسلم الحقيقي الذي يستطيع أن يتحكم في نفسه إذا سب أو شتم أحد ، وأن صفة الإصلاح تأتي من الانكسار لله عز وجل فيجب أن تراعي الله في كل فعلك ،و اهتم الإسلام بإصلاح ذات البين حفاظا على وحدة المسلمين، وسلامة قلوبهم، وإن الإصلاح يعتبر من أعظم وأجل الطاعات، وأفضل الصدقات، فالمصلح بين الناس له أجر عظيم، وثواب كريم، إذا كان يبتغي بذلك مرضاة الله تعالى، فأجره يفوق ما يناله الصائم القائم، المشتغل بخاصة نفسه، عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله : ((ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة قالوا: بلى، قال: إصلاح ذات البين، وفساد ذات البين هي الحالقة)) رواه أبو داود. وأشار إلى أن قضية الإصلاح هي قصية الأنبياء فكل الأنبياء لا يحبون التشرذم والتفرق إذا علمت أن بين اثنين من إخوانك أو قرابتك أو أرحامك أو أصحابك أو جيرانك شحناء أو قطيعة، فعليك أن تبذل وسعك وغاية جهدك في الإصلاح وأن تسعى لإزالة أسباب التفرق والشحناء بين أخويك، فالصلح خير وذلك رحمة بهما وشفقة عليهما وطمعا في فضل الله ورحمته التي وعدها من أصلح بين الناس، قال تعالى: إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون. وتابع :قد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة، فلقد كان يسعى بنفسه للصلح بين المتشاحنين مؤكدا بذلك أهمية الإصلاح بين الإخوة المؤمنين، والتفرق من دعوى الجاهلية ، وكونوا عباد الله إخوانا.