تستعد وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني لمواصلة مسيرة التطوير في العام الدراسي المقبل، مع التركيز على تعزيز جودة التعليم وتحقيق توافق أكبر مع أفضل الممارسات الدولية. ويستهدف برنامج التطوير الجديد عدة محاور استراتيجية، تشمل تطوير الإطار الأساسي للمنهج المصري (EB) والكتب المدرسية، بما يضمن محتوى علمي حديث ومتوافق مع احتياجات الطلاب وسوق العمل، بالإضافة إلى تحديث مناهج العلوم والرياضيات لتعزيز مهارات التفكير النقدي والتحليلي. وفي إطار التحول الرقمي، تعتزم الوزارة زيادة استخدام المنصات التعليمية الرقمية وربطها بالمنظومة التعليمية بشكل أكبر، مع تفعيل دور الطلاب في التعلم الذاتي والمشروعات التفاعلية، بما يواكب توجه الدولة نحو بناء جيل قادر على مواجهة تحديات المستقبل.
ويشمل هذا التوجه توزيع أجهزة التابلت على طلاب الصف الأول الثانوي بنظام "البكالوريا التكنولوجية" وتوسيع استخدام منصة "كيريو" لمواد البرمجة والذكاء الاصطناعي، لضمان اكتساب الطلاب مهارات رقمية متقدمة منذ مراحل التعليم المبكرة. كما ستواصل الوزارة التوسع في المدارس المصرية اليابانية والألمانية والمدارس الرسمية الدولية، مع استكمال إنشاء مدارس التكنولوجيا التطبيقية ومراكز التميز القطاعية بالشراكة مع القطاع الخاص والشركاء الدوليين. ويهدف هذا التوسع إلى توفير فرص تعليمية نوعية لجميع الطلاب، مع تعزيز التخصصات العلمية والتكنولوجية وربطها باحتياجات سوق العمل المحلي والدولي. وتولي الوزارة اهتمامًا خاصًا بالمعلمين، من خلال برامج تدريبية مستمرة لتعزيز مهارات التدريس وتطوير الأداء المهني، بما يتناسب مع المناهج المطورة. كما ستستمر مبادرات سد العجز في المعلمين عبر التوظيف المستهدف والتعاقد بنظام الحصة، إلى جانب الاستفادة من خبرات المعلمين الذين بلغوا سن المعاش، لضمان استقرار العملية التعليمية وتحسين نواتج التعلم. وفي مجال التعليم الشامل، ستواصل الوزارة دعم ذوي الهمم من خلال تطوير مناهج التربية الفكرية وتعزيز قدرات المعلمين على التعامل مع الطلاب المدمجين، بالإضافة إلى استكمال تجهيز غرف المصادر وخدمات مركز ريادة المصري الدولي لتمكين ذوي الاحتياجات الخاصة، لضمان دمجهم الفعال في البيئة التعليمية والمجتمع. كما ستستمر برامج التغذية المدرسية والصحة العامة، بالتعاون مع وزارة الصحة والسكان ومنظمات المجتمع المدني، لتنفيذ الكشف المبكر عن مشكلات الإبصار والسمنة والتقزم والأنيميا بين الطلاب، مع تقديم الدعم اللازم لضمان بيئة تعليمية صحية ومتكاملة. وتعتزم الوزارة تعزيز الأنشطة الطلابية والثقافية والرياضية، عبر توسيع برامج المسابقات المحلية والدولية، وتطوير المكتبات المدرسية، وتشجيع القراءة والبحث، بالإضافة إلى دعم المبادرات القيمية والمجتمعية لتعزيز الوعي والمسؤولية الاجتماعية لدى الطلاب. على صعيد آخر، تشمل خطة الوزارة للعام الدراسي الجديد متابعة تنفيذ الخريطة الزمنية للمناهج والامتحانات، مع التركيز على الانتهاء من المناهج قبل مواعيد الاختبارات لضمان تحقيق أفضل أداء للطلاب، وتقليل الضغوط الدراسية عليهم. كما سيتم توجيه فرق متابعة على مستوى المديريات التعليمية لضمان جودة التطبيق والتقييم، بالإضافة إلى إعداد برامج تدريبية للمعلمين حول استراتيجيات التدريس الفعّال والتقويم التكويني. تجسد هذه المستهدفات رؤية الوزارة نحو استمرار تطوير منظومة التعليم، بما يضمن إعداد أجيال قادرة على المنافسة محليًا ودوليًا، وتحقيق العدالة التعليمية، ورفع جودة التعليم على مستوى الجمهورية، مع الالتزام بالمعايير الحديثة والتكنولوجيا الرقمية لتحقيق تحول نوعي في التعليم المصري خلال السنوات المقبلة.