يُعَد عام 2025 واحدًا من أكثر الأعوام نشاطًا فى قطاع التعليم قبل الجامعى فى مصر؛ حيث ركزت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى على إعادة هيكلة المنظومة بالكامل، وتطوير البنية الأساسية، وإطلاق مناهج جديدة، وتعزيز التحول الرقمى، ورفع كفاءة المعلمين، إلى جانب التوسع فى الشراكات الدولية وافتتاح مدارس جديدة، وفق معايير عالمية. التحديث الأكبر فى تاريخ الوزارة شهد 2025 تنفيذ أضخم تطوير فى المناهج الدراسية فى تاريخ وزارة التربية والتعليم؛ حيث تم تطوير 94 منهجًا دراسيًا للمراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية؛ لتواكب التطورات، وتضع الطالب فى قلب التحديث. وفى هذا الإطار جرى تطوير منهج الرياضيات للصف الأول الابتدائى، بالتعاون مع الجانب اليابانى، واعتماد أسلوب التعلم النشط، الذى يركز على الفهم والممارسة العملية بدل الحفظ التقليدى، وتقديم كتيبات التقييمات لأول مرة فى تاريخ الوزارة، ما يرفع جودة القياس والتقويم، ويضمن متابعة دقيقة لتقدم الطلاب. ولأول مرة، أصبحت جميع حقوق المِلكية الفكرية للمناهج الدراسية مملوكة للدولة المصرية ممثلة فى وزارة التربية والتعليم، وهو ما يعكس استقرار واستقلالية النظام التعليمى، كما تم إطلاق مناهج التربية الفكرية لمرحلة رياض الأطفال بالتعاون مع اليونيسيف، و5 جامعات مصرية؛ بهدف تنمية مهارات التفكير منذ المرحلة الأولى للتعليم. التحول الرقمى حرصت الوزارة على إدخال التحول الرقمى، من خلال إطلاق أول بنية وطنية موحدة لبيانات التعليم قبل الجامعى، متوافقة مع معايير الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء والمعايير الدولية؛ لتسهيل التخطيط واتخاذ القرار وتحليل الأداء، مع دمج البرمجة والذكاء الاصطناعى فى المناهج الدراسية، وتوفير محتوى تعليمى متطور ومتوافق مع أفضل الممارسات الدولية. كما تم إدخال مادة البرمجة والذكاء الاصطناعى لطلاب الصف الأول الثانوى، بالتعاون مع اليابان، ضمن خطة الوزارة لإعداد الطلاب لمهارات المستقبل، وتسجيل 750 ألف طالب على منصة «كيريو» للبرمجة والذكاء الاصطناعى، منهم 236 ألف طالب أنهوا المحتوى التعليمى على المنصة بنجاح، وأيضًا توفير كتيبات التقييمات لأول مرة لدعم المعلمين والطلاب فى قياس الأداء والتحصيل الدراسى، بشكل منهجي. إطلاق البكالوريا المصرية شهدت المرحلة الثانوية إصلاحًا شاملًا مع إعادة هيكلة المرحلة الثانوية بالكامل، وتطبيق نظام شهادة البكالوريا المصرية كبديل لنظام الثانوية العامة التقليدية، بما يوفر فرصًا متعددة للامتحانات، ومسارات متنوعة تتناسب مع ميول وقدرات الطلاب، وارتفع معدل التحاق الطلاب بالبكالوريا إلى نحو 88 ٪، بما يشير إلى نجاح النظام الجديد وتبنيه تدريجيًا بين الطلاب. تنمية المهارات الأساسية والهوية الوطنية ركزت الوزارة على تعزيز الهوية الوطنية وتنمية مهارات الطلاب الأساسية من خلال إطلاق البرنامج القومى لتنمية مهارات اللغة العربية لتحسين القراءة والكتابة لدى طلاب المرحلة الأساسية، وإلزام جميع المدارس الدولية والأجنبية والخاصة بتدريس مواد الهوية الوطنية، وهى: اللغة العربية، التربية الدينية، الدراسات الاجتماعية، مع دعم برامج تطوير مهارات الطلاب فى التفكير النقدى وحل المشكلات عبر مناهج حديثة. حضور وانضباط شهدت المدارس ارتفاعًا فى معدلات الانتظام والحضور، ووصل معدل الحضور المدرسى إلى 87 ٪، وهى نسبة غير مسبوقة فى السنوات الأخيرة، مع استمرار الجولات الميدانية للقيادات التعليمية، التى شملت أكثر من 550 مدرسة خلال العامين الدراسيين الماضى والحالى؛ لضمان متابعة انتظام العملية التعليمية، كما تم التوسع فى تنفيذ البرنامج الوطنى لمحو الأمية ليشمل 20 محافظة، واستفاد منه نحو مليون متعلم. معالجة العجز ورفع الكفاءة تم التعامل مع عجز عدد المعلمين وتعزيز جودة التعليم بشكل منهجى وفنى، عبر إعادة التوزيع اعتمادًا على البيانات والتوظيف المستهدف فى جميع المراحل التعليمية، مع إطلاق برامج تدريبية مكثفة للمعلمين على أساليب التعليم الحديثة، والبرمجة والذكاء الاصطناعى، وطرق التعليم اليابانية، ونظم التقييم الجديدة. مدارس جديدة شهد العام الدراسى 2025 توسعًا كبيرًا فى البنية التحتية للمدارس؛ حيث تم تسريع بناء مدارس جديدة وإعادة تأهيل القائمة وتطويرها، والتوسع فى المدارس المصرية اليابانية ليصل عددها إلى 69 مدرسة، منها 14 مدرسة جديدة افتُتحت خلال العام الدراسى الحالى، وافتتاح أول مدرسة ضمن مشروع المدارس المصرية الألمانية بمدينة 6 أكتوبر، مع التوسع فى مدارس التكنولوجيا التطبيقية ضمن شراكات دولية لتعزيز التعليم الفنى والمهنى. التعليم الفنى تم خلال العام تعزيز الشراكات الدولية لتطوير التعليم الفنى وربطه بسوق العمل، وإدخال مفاهيم البرمجة والذكاء الاصطناعى تدريجيًا ضمن برامج التعليم الفنى، بهدف تجهيز الطلاب لمتطلبات الوظائف المستقبلية، وتوسيع مدارس التكنولوجيا التطبيقية المتخصّصة بالشراكة مع مؤسّسات دولية. رعاية ذوى الاحتياجات الخاصة وشهد العام أيضًا تطوير ورفع كفاءة مركز ريادة المصرى الدولى لتمكين ذوى الاحتياجات الخاصة بالعاشر من رمضان، وتعزيز التعاون مع مؤسّسات المجتمع المدنى لتجهيز وتشغيل غرف مصادر تعليمية لخدمة الطلاب من ذوى الإعاقات البسيطة، بما يضمن دمجهم فى العملية التعليمية. شراكات دولية شهد عام 2025 توسعًا كبيرًا فى التعاون الدولى، وتمثل ذلك فى تطوير المناهج والبرمجة والمدارس اليابانية، وتطوير مناهج التربية الفكرية للأطفال، ودعم الفئات المحرومة بالتعاون مع اليونيسيف، وتطوير قدرات المعلمين وتحسين المناهج الوطنية بالتعاون مع اليونسكو، بالإضافة إلى شراكات ألمانية ودولية أخرى لتعزيز جودة التعليم الفنى والتكنولوجى، مع تعزيز إجراءات الحضور والانضباط والعدالة التعليمية، وتوزيع الكتب المدرسية لجميع الطلاب دون قيود أو تأخير، وإعداد ونشر أسئلة امتحانات الثانوية لجميع المواد فى مواعيدها الرسمية لضمان انتظام العملية التعليمية، وتكريم الطلاب المتفوقين فى شهادة الثانوية العامة لتحفيز الأداء المتميز، وتوسيع برامج دعم الطلاب فى المناطق المحرومة عبر شراكات مع اليونيسف، ومؤسّسات أخرى لضمان عدالة تعليمية شاملة. شَكّل عام 2025 علامة فارقة فى تطوير التعليم فى مصر، مع خطوات شاملة لتحسين جودة التعليم فى جميع مراحله، وإدخال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعى فى المدارس، وتحديث المناهج بالتعاون الدولى، وإعادة هيكلة الثانوية العامة عبر نظام البكالوريا المصرية.. كما شهد العام توسعًا غير مسبوق فى بناء المدارس، وتطوير التعليم الفنى، وتعزيز مهارات الطلاب، وضمان دمج ذوى الاحتياجات الخاصة.. وهى إنجازات تؤكد أن مصر تخطو بثبات نحو مدرسة ذكية وحديثة، قادرة على تجهيز جيل متعلم ومؤهل لمتطلبات المستقبل، مع الحرص على العدالة والشمولية فى التعليم.