لا تزال التطورات العسكرية في اليمن تعيش على وقع تحديات صعبة؛ فمع التحولات التي يعيشها التحالف العربي في موقفه من القوات الجنوبية، يبحث تنظيم القاعدة الإرهابي، عن فرصة للتوغل من جديد في محافظة حضرموت، وفقا لفضائية سكاي نيوز. وأوضحت الفضائية أنه في آخر التطورات العسكرية، نفذت قوات النخبة الحضرمية، التابعة للقوات المسلحة الحكومية الجنوبية 28 ديسمبر 2025، عمليات عسكرية نوعية ضد عناصر تنظيم القاعدة والميليشيات المتمردة الموالية ل"بن حبريش" في مدينة الشحر وضواحيها، والتي أسفرت حتى الآن عن تحقيق تقدم ميداني ملحوظ، حيث استسلم العشرات من العناصر الإرهابية وسلموا أنفسهم للقوات الحكومية تمهيداً للتحقيق معهم، في حين لا تزال الاشتباكات مستمرة في عدة جبهات لتعقب الفارين وتطهير المناطق. وتلجأ هذه المجاميع حسب ذات المصدر، في محاولة يائسة منها لإعاقة تقدم القوات النظامية، إلى أساليب إجرامية تتمثل في استخدام منازل المدنيين دروعًا بشرية، وتحويلها إلى مناطق اشتباك، وهذا التصرف المنافي للأخلاق والقانون الدولي والإنساني يعكس طبيعتها الإرهابية التي لا تتحرج من تعريض حياة المواطنين الآمنين وممتلكاتهم للخطر، بهدف تحقيق مكاسب تكتيكية محضة". وخلال عملية تمشيط أمنية نفذتها قوات النخبة الحضرمية وقوات الدعم الأمني لاستهداف جيوب العناصر المتمردة والإرهابية في منطقة غيل بن يمين بمحافظة حضرموت، لقي القيادي في تنظيم القاعدة، رويس الرويمي، مصرعه مع عدد من مرافقيه، وأشارت تقارير، إلى أن العملية الأمنية جاءت ضمن حملة أمنية واسعة لتطهير المنطقة من العناصر الإرهابية والمسلحين المتمردين ، حيث تمكنت قوات النخبة الحضرمية من توجيه ضربات موجعة لتلك العناصر التخريبية والإرهابية وإفشال مخططاتها الإجرامية. في غضون ذلك، نوهت الفضائية بأنه غادر عدد كبير من أفراد تنظيم القاعدة الذين كانوا في أبين وشبوة، إلى وادي حضرموت بعد سيطرة القوات الجنوبية على عاصمة شبوة ومدن بأبين، وكان التنظيم مسيطرًا على محافظة حضرموت سنة 2015، وتحديدا مدينة المكلا، حيث استولى على موارد مالية كبيرة من عائدات النفط والموانئ، قبل أن تطرده القوات الإماراتية، وزرع التنظيم خلايا في المحافظة، بحثا عن عودة محتملة، لكن توحد القوات الجنوبية، قضت على ذلك الأمل، وطاردتهم في منطقة وادي حضرموت. ولفتت إلى أن حضرموت تعد من أهم محافظات اليمن، وتضم سبعة قطاعات منتجة وأكثر من 110 حقول نفطية ونحو 1500 بئر، مع احتياطي تقديري يصل إلى عشرات المليارات من البراميل، ما يجعلها محور صراع اقتصادي وأمني في آن واحد، ويبحث التنظيم عن السيطرة عليها للاستفادة من مواردها، مستفيدا من التصعيد الأخير، والطبيعة الجغرافية الوعرة لوادي حضرموت، واحتدام الخلافات. ويحذّر خبراء أمنيون من أن سقوط المحافظة في حالة فوضى قد يحوّلها مجددًا إلى منصة لتهديد الملاحة الدولية وطرق التجارة العالمية، في وقت تعاني فيه الأسواق أصلًا من توترات جيوسياسية متصاعدة. وتشير تقديرات غير رسمية إلى أن الممر الملاحي الممتد من بحر العرب مرورًا بخليج عدن وباب المندب وصولًا إلى قناة السويس، يشهد عبور كميات كبيرة من النفط والغاز الموجهة إلى أوروبا وآسيا، ما يجعل أي اضطراب أمني فيه عامل ضغط مباشر على أسعار التأمين البحري وكلفة الشحن وسلاسل الإمداد، ومن هنا جاءت "عملية المستقبل الواعد"، لتجفيف منابع قوى والإرهاب والإخوان في المنطقة العسكرية الأولى، من أجل استعادة الاستقرار الأمني، ودقطع خطوط الإمداد والإرهاب، وحققت العملية، نتائج كبيرة، إذ مكنت من تأمين المنطقة، ونجحت في تأمين تنقّل الأفراد بين المحافظات، إذ كان تأمين المنطقة، مطلبا شعبيا لأبناء الجنوب. وقال ملازم أول حسين الذييبي، إن عملية المستقبل الواعد لم تكتفِ بتثبيت الأمن؛ بل أعادت رسم ميزان القوى، ووضعت حضرموت على طريق سياسي مختلف، عنوانه أن الجنوب العربي لا يقبل أن يُدار أمنه إلا بقراره، وأن الوادي والصحراء جزء لا يتجزأ من مشروع الدولة المنشودة، وأن المرحلة المقبلة ستقوم على ترسيخ حضور القوة المؤسسية الجنوبية في كل منطقة تحتاج إلى حماية واستقرار". واختتمت بأنه مع هذه التطورات العسكرية المتلاحقة، شنت مقاتلات حربية تابعة لسلاح الجو السعودي أمس الجمعة غارات جوية على معسكر تسيطر عليه قوات المجلس الانتقالي الجنوبي في محافظة حضرموت شرقي اليمن.