شددت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، اليوم الثلاثاء، على أن انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي يمثل ضمانًا أساسيًا للسلام والأمن في القارة الأوروبية، مؤكدًة أن دعم أوكرانيا وضمها للاتحاد يعزز استقرار المنطقة ويُقوّي القدرات الأمنية المشتركة للدول الأعضاء. جاء ذلك خلال اجتماع عقده قادة الاتحاد الأوروبي لمناقشة جهود السلام في أوكرانيا، ومتابعة آخر التطورات المتعلقة بالصراع المستمر في شرق البلاد، إضافة إلى البحث في سبل دعم الإصلاحات الاقتصادية والسياسية وتعزيز التعاون العسكري والمدني مع كييف. وقالت فون دير لاين: "إن الطريق نحو عضوية الاتحاد الأوروبي ليس مجرد خيار سياسي، بل هو استثمار في السلام والاستقرار لكل أوروبا. أوكرانيا تستحق الدعم الكامل، وعضويتها ستشكل ضمانًا ضد أي تهديدات مستقبلية، سواء كانت عسكرية أو اقتصادية." وأوضحت رئيسة المفوضية أن مبادئ الاتحاد الأوروبي القائمة على الديمقراطية وسيادة القانون وحقوق الإنسان تمثل الإطار الذي من خلاله يمكن لأوكرانيا الاندماج بشكل كامل، مؤكدًة أن التزام كييف بالإصلاحات والسياسات الأوروبية سيكون عاملًا رئيسيًا لتسريع عملية الانضمام. من جانبه، رحب عدد من القادة الأوروبيين بدور الاتحاد في دعم أوكرانيا، مؤكدين أن تعزيز الشراكة الاستراتيجية مع كييف لا يقتصر على الجانب الأمني فقط، بل يشمل التعاون الاقتصادي والتنموي والمجالات الإنسانية، بما يعزز قدرة البلاد على مواجهة التحديات الداخلية والخارجية. وأشار خبراء السياسة الأوروبية إلى أن عضوية أوكرانيا في الاتحاد الأوروبي ستسهم في تحقيق توازن استراتيجي مع القوى الإقليمية الأخرى، وتوفير حماية قانونية وسياسية لمصالح أوكرانيا، مع تمكين الاتحاد من تعزيز نفوذه في المنطقة الشرقية. ويأتي هذا التأكيد من المفوضية الأوروبية في وقت تشهد فيه أوكرانيا تحديات كبيرة على الصعيدين العسكري والاقتصادي، بما في ذلك الجهود الرامية لإعادة الإعمار بعد الدمار الناتج عن النزاعات، وتطوير البنية التحتية، وتعزيز الاقتصاد الوطني، فضلًا عن مواجهة المخاطر الأمنية. وعلى الصعيد الداخلي للاتحاد الأوروبي، يُنظر إلى عضوية أوكرانيا كخطوة لتعزيز التكامل الأوروبي وتعميق التضامن بين الدول الأعضاء، وهو ما يعكس سياسة الاتحاد في مواجهة التهديدات الإقليمية والدولية وحماية قيمه الأساسية. كما شددت فون دير لاين على ضرورة استمرار الدعم السياسي والمالي والأمني لأوكرانيا، مشيرة إلى أن الاتحاد سيواصل العمل مع الشركاء الدوليين لتوفير المساعدة الضرورية التي تُمكّن أوكرانيا من تعزيز سيادتها واستقرارها الداخلي والخارجي، بما يخدم السلام طويل الأمد في أوروبا.