أصدر مجلس الشوري بيانا حول حادث كنيسة القديسين بالإسكندرية.. أكد فيه ان جماهير مصر أجهضت المخطط الإجرامي بوعيها وتلاحمها.. وانتفضت ضد الحادث الغادر الذي أراد النيل من مصر ووحدتها الوطنية. أكد المجلس في بيانه ضرورة نشر روح التسامح والوسطية لحرمان المتآمرين من جني ثمار عملهم.. موضحاً ان ردود الفعل الغاضبة يجب ان تنصرف إلي مواجهة المخطط وضربه في مهده. وفيما يلي نص بيان مجلس الشوري الذي ألقاه الدكتور مصطفي الفقي رئيس لجنة الشئون العربية والخارجية والامن القومي أمام جلسة المجلس: "ان الارهاب الذي يجتاح مناطق مختلفة ودولا متعددة من عالمنا المعاصر يحاول ان يطل بوجهه القبيح علي أرضنا الطيبة فقد روعت مصر وأمتها العربية والاسلامية والعالم اجمع بتلك الجريمة الارهابية النكراء التي تعرضت لها احدي دور العبادة في مصر وهي كنيسة "القديسين" بمدينة الاسكندرية حيث سعي المجرمون الي تنفيذ مخطط آثم يحاول ان يغتال استقرار مصر وامن شعبها وزرع بذور الفرقة بين ابنائها ولكن الجماهير المصرية اجهضت ذلك المخطط الاجرامي من بدايته وانتفض المسلمون قبل المسيحيين رفضا لهذه الجريمة البشعة وشجبا لذلك الحادث الغادر الذي استهدف الابرياء وهم يؤدون صلواتهم في ليلة آمنة تفصل بين عامين. ان مجلس الشوري الذي اجتمعت لجنته للشئون العربية والخارجية والامن القومي يوم "امس" بتوجيه من السيد رئيس المجلس وبحضوره إنما يعبر بكل اعضائه دون استثناء وبكافة الاتجاهات السياسية والحزبية عن تأييده لكلمة السيد الرئيس حسني مبارك والتي ألقاها الي الأمة حول هذا الحادث الاليم ويؤكد المجلس علي ما يلي: أولا : ضرورة اعلاء ثقافة الدولة المدنية وقيمة المواطنة ونشر روح التسامح الانساني والوسطية التي عرفت بها مصر عبر التاريخ لأن هذه المفردات هي مكون اساسي لهوية المصريين الذين يظهر معدنهم الاصيل في الظروف الصعبة أمام الشدائد وذلك حتي نحرم مخططي الحادث من جني ثمار عملهم الارهابي. ثانيا : ان دولة القانون في مواجهة مشعلي الفتنة هي القادرة علي ردع كل من تسول له نفسه ان ينال من استقرارنا ووحدتنا الوطنية ونحن نطالب بتغليظ العقوبة في الجرائم الارهابية والاحداث الطائفية ونهيب بالاعلام وخصوصا الصحافة المصرية العريقة وبعض الفضائيات الكف عن عمليات الشحن الطائفي التي تبغي الاثارة علي حساب المصلحة العليا للوطن. ثالثا : اننا ندعو المفكرين والمثقفين الي ضرورة تعبئة جماهير شعبنا نحو الوعي المصري الكامل وصحوة ضمائرنا لنؤكد ان هذا النمط غير المسبوق من الجريمة المنظمة انما هو عمل ارهابي وليس جريمة طائفية. رابعا : ان المجلس يوجه رسالة الي كل من يعتلي منبرا في مسجد أو كنيسة بأن يراعي روح الاخوة التي تربط أبناء الشعب الواحد مع الكف عن التراشق الديني الذي يمس العقائد التي نزلت بها الشرائع السماوية ويحترمها جميع المصريين. ويدعو المجلس الي العمل علي حسم القضايا العالقة التي تشغل ابناء الوطن والتي من شأن تحقيقها تعزيز قيم المواطنة ونشر روح الصفاء في المجتمع. خامسا : يهيب المجلس بالمواطنين المصريين الشرفاء توخي الحذر والتقدم بأي معلومات لمساندة الامن المصري الذي يتحمل عبئا كبيرا في الحفاظ علي الوطن وسلامة ابنائه ونؤكد هنا ان احترام الاجهزة الامنية هو جزء لايتجزأ من هيبة الدولة كما ان ردود الفعل الغاضبة يجب ان تنصرف الي مواجهة المخطط وضربه في مهده. سادسا : ان كلمة الرئيس مبارك بعد ساعات معدودة من الجريمة البشعة هي نبراس يحتاج الي قراءة متأنية ومتابعة مستمرة بل إننا نراه امتدادا لكلماته القوية عن الوحدة الوطنية في خطابه الاخير أمام مجلسي الشعب والشوري عند افتتاح الدورة البرلمانية الجديدة. سابعا : ان التعليم والمعلم المصري تحديدا يتحمل مسئولية تاريخية امام وطنه وضميره في صنع المكون الصحيح داخل وجدان الاجيال القادمة كما ان الثقافة والاعلام هما رافدان اساسيان في تكوين العقل المصري المعاصر بالاضافة الي المؤسستين الدينيتين علي الجانبين ودورهما الخطير في نشر روح التعايش المشترك واحترام الدولة المدنية التي بدأت ملامحها تكتمل علي أرض مصر. ثامنا : يحذر المجلس القومي قوي الظلام التي تحاول ان تعبث بسلامة ارض مصر مهد الحضارات وملتقي الثقافات وموئل الديانات من ان المصريين قادرون علي قطع اليد التي تمتد بالعدوان عليهم وتعقب الجناة المجرمين من اعداء الحياة والدين. تاسعا : ان تماسك جبهتنا الداخلية والتحلي بروح اليقظة وسد الثغرات في حياتنا اليومية هي أمور يطالب المجلس بالالتزام بها خصوصا وان المعدن المصري لايصدأ كما ان ضمير هذا الشعب لايموت ابدا. عاشرا : يدعو المجلس المصريين جميعا مسلمين ومسيحيين الي مواصلة الوقفة الصلبة التي شعرنا بها بعد ذلك الحادث الاجرامي البغيض. ولتدق أجراس الكنائس في عيد الميلاد المجيد وترتفع نداءات المآذن مرددة "الله اكبر" علي كل معتد أثيم. عاشت مصر كنانة الله في أرضه من أرادها بسوء قسم الله ظهره فهي أرض الحضارة الخالدة. وصانعة التاريخ الطويل. ودرة العلاء في مفرق الشرق والغرب علي السواء.