نعم آسفين يا عالم.. العالم الذي اقصده هنا عالم متعدد.. أوله ذلك العالم بغربه وشرقه الذي وقف منبهراً بثورة 25 يناير المجيدة وظل يتابعها لحظة بلحظة وهو غير مصدق عظمة هذا الشعب الذي استطاع بثورة سلمية مائة في المائة قام بها شبابه ان يقف في وجه نظام طاغية فاسد مستبد.. هذه الثورة التي جعلت رؤساء وقادة دول العالم وفي مقدمتم الرئيس الأمريكي أوباما لا ينام ويعقد الاجتماعات المتتالية لمجلس الأمن القومي الأمريكي للمتابعة والتقييم وجعلته في النهاية ينحاز إلي جانب الشعب المصري مجبراً ويتخلي عن حليفه الاستراتيجي وكنز إسرائيل المخلوع حسني مبارك.. ونفس موقف أوباما كان موقف قادة العالم الآخرين في روسيا وفرنسا وبريطانيا وأسبانيا وبلجيكا وغيرها.. العالم الذي اقصدة يمتد إلي العالم العربي شعوباً لا قادة.. الشعوب التي أعلنت عن افتخارها وسعادتها بالشعب المصري الذي ثار وقدم نموذجاً يحتذي به في الثورة وكيفية الإطاحة بالحكام الطغاة بثورة شعبية سلمية كان في طليعتها الشباب الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل نجاح تلك الثورة التي جعلت تلك الشعوب يتولد لديها الأمل في إمكانية تكرار النموذج في بلادها ولما لا ومصر الرائدة والقدوة. العالم الذي اقصدة يصل إلي العالم الإسلامي الذي راهن علي ان وصول التيار الإسلامي إلي الحكم في مصر والذي بدأ بسيطرة هذا التيار علي البرلمان "الشعب والشوري" سيكون فرصة طيبة لإثبات أن هذا التيار قادر علي تقديم النموذج لكيفية بناء دولة حديثة متقدمة. العالم الذي اقصدة يدخل ضمنه جيراننا في أفريقيا السمراء التي رأت في ثورتنا نموذجاً لمصير الحكام الدبكتاتوريين الذين ينهبون ثروات بلادهم ولا يعملون علي رفعة شأن أوطانهم. العالم الذي اقصدة قبل وبعد كل هذا العالم هو عالم الشباب المصري الذي ثار وضحي وقضي الأيام والليالي في الميادين والشوارع يتصدي بصدره وبجسده الأعزل للمدرعات والرصاص وكسر حجارة السيراميك والخيول والجمال حتي تخيل ان ثورته انتصرت. العالم الذي اقصده عالم أبنائنا الذين تخيلوا ان هناك مستقبلاً أفضل ينتظرهم بعد هذه الثورة. العالم الذي أقصدة هو عالم كل الحالمين والذين عاشوا أحلاماً كبيرة ورائعة وصدقوا إمكانية تحقيقها علي أرض الواقع. لكل هذا العالم أقول آسفين.. يا عالم.