في هذا العام فرضت أحداث كثيرة ومتتالية نفسها لتحتل المساحة الأكبر علي كل وسائل الإعلام. فلم تحظ مناسبة عيد الأم بالاهتمام والاحتفال والحفاوة التي كانت تستحوذ عليها من قبل في برامج الإذاعة والتليفزيون. ويرجع ذلك لإعلان نبأ وفاة البابا شنودة في نفس التوقيت. فتغيرت خريطة البرامج. وتحولت مشاعر كل المصريين لتعيش حالة حزن وبكاء لرجل أحب الوطن. فأحبه المواطنون. مات البابا وستبقي أقواله وأفعاله وحكمته وسماحته ومواقفه الوطنية التي ستظل خالدة في نفوس وقلوب كل أبناء مصر الذين يقدرون للفقيد مشاركته. وهو مريض لإنشاء بيت العيلة المصري الذي دعا إليه فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر ليكون بيتاً يجمع كل المصريين يناقشون قضاياهم بروح الحب والتعاون والود والترابط والوفاء. وسبحان الله.. الدنيا مليئة بالمتناقضات. فيها المناسبات السعيدة. والمناسبات الحزينة.. الفرح والحزن.. الكراهية والحب.. السعادة والشقاء.. الأصدقاء والأعداء.. الهدم والتخريب.. والبناء والتعمير.. الانضباط والفوضي. هكذا خلق الله الدنيا.. لا تدوم علي حال.. إلا قلب الأبوين. فهما لا يتغيران.. فإذا ضحكت للأبناء الدنيا. فهما معهم.. وإذا ضاقت بهم الدنيا. وابتعد عنهم الأهل والأصدقاء فلا يجدون إلا حضن الأم. ولهفة ورعاية الأب.. فقد خلق الله الحب والرحمة والحنان والتضحية ووضعهم في قلب كل أم وكل أب. نصيحة لكل أبناء هذا الجيل.. عليكم أن تسعوا إلي رضاء الله في رضا الوالدين بالاهتمام والرعاية والتقدير والاحترام.. وفي كل أيام السنة.. وعلي من فقد أمه أو أباه. ألا ينساهما وأن يترحم عليهم. لن يشعر الابن بقيمة وقدر الأب إلا بعد أن يصبح أباً. ليعرف أنهما السند في الحياة. وبحبهما وحنانهما تحلو الدنيا. وبنظرة صفاء تهون الصعاب والمصائب. يا رب تقبل مني دعواتي لوالديَّ بالرحمة.. وفي عيد الأسرة.. كل التحية والتقدير والتكريم لكل الآباء والأمهات وخاصة آباء وأمهات وأسر شهداء مصر العظيمة.