امل علام .... وصلتنى هذة الرساله من اخت غاليه صديقه مقربه جدا .... اختى امل الله يجزيك خير انا ارمله كما تعلمين وعندى خمسة اولاد ثلاثة منهم تزوجوا والحمد لله واثنان لم يكملوا تعليمهم بعد الحياة صعبة جدا والاثنين اللى فاضلين من جيل الايام دى لابيسمعوا كلام ولابيقدروا مصارف وتعبت واول مره استغيث..... عندما اقرأ مثل هذة الرسائل لا اتذكر الا نفسى وامى وابى رحمه الله واسكنه فسيح جناته وكم عانوا معنا فى تربيتنا وتحصيننا لنتحمل مصاعب الحياة ...لن انكر اننى كنت على درجه عاليه من الدلع والرفاهيه من ابى ..لم اكن اشعر بهذة المتعه وهذا الامان الا بعد ان تركنى ورحل ...كم افتقد امانه وحبه واحتضانه الذى لا يشبهه اى امان اخر ..رحمه الله عليه وجعل مثواة الجنه ..وامد الله فى عمر امى وجعلنى لها دائما مهما كبرت مصدر ساعدتها ورضاها .... لا اعلم ماذا اقول فالكلمات لا تسعفنى كى اشرح مقدار ما يعانيه المرء بعد الاب والام فهما المصدر الوحيد واقولها عن جد المصدر الوحيد للحب والسعادة والثقه والامان فى الدنيا ادعوكم اولادى ان تستمتعوا بهم بالطاعه وتهيئه الحياة الهادئه فى رحابهم لانكم عن جد لن تروا سعادة مثل ما تروها فى كنف الاب والام ...ويا سعادته وههناءة من اطال الله له فى عمر امه فكم هى ممتعه ان تستيقظ فى الفجر لتجد يداها الطاهرتين تدعو لكم من خالص قلبها وجوارحها بالامان والسعادة ...لن تشعروا بهذا للاسف الا بعد ان يتركونا بغير ارادتنا وينهوا رحلتهم بغير ارادتهم ويتركوكم فرادى للدنيا والزمن ..كم هو مؤلم افتقاد قلب لا شك ولو للحظه انهم احب الناس الينا واخلصهم واكثر من يتفانوا فى عطاءهم لنا كابناء ...لقد تعديت الخمسه والاربعون من عمرى وامام امى اشعر براحه لم ولن اشعر بها الا عند سماع دعاءها لى فى صلاة الفجر ...بل طول عمرها ...ادام الله لى عمرك ودعاءك امى وجعلنى دائما تحت قدميكى اتوسل الرضا .....يا له من احساس لا يماثله اى احساس اخر ... ليتكم تشاركونى هذا الاحساس وتستمتعوا برضى امهاتكم قبل ان يزول فجأة ودون مقدمات لنصبح ايتام ليس لنا بعدهم قلب يرعانا دون اى هدف سوا اننا من قلوبهم نرتوى عن رضا منهم وقلب منشرح ... الى كل ابنه وابن اسرعوا لرضا امهاتكم واباءكم اطال الله لكم فى اعمارهم وحبهم وحنانهم الذى لا يشبهه اى حب مهما كان ... اتقوا الله فى اباءكم لان الامر كله سلف ودين وما تفعله اليوم سوف تراة فى اولادك ايضا فان كنت تنسى ما فعلته مع والديك الله حى لا ينسى ولا يغفل ستراة وسترى مدى المه فى نفسك وسوف تتذكر ما فعلته مع والديك وكم هو متطابق بما يفعله ابناءك معك .... دعوة لكسب الوقت والاستمتاع بهذة النعمه والخوف من ما يختزنه الله لك من سيئات مع والديك ستستشعرها مع ابناءك فلا شيئ يضيع عند الله ... قيل لبعض السلف رحمه الله: كيف كان بر ابنك بك؟ قال: ما مشينا نهارًا قط إلا مشى خلفي، ولا مشى أمامي ولا رقَا سطحًا وأنا تحته. وعن ابن عون أن أمه نادته فأجابها، فَعَلا صوته صوتَها، فأعتق رقبتين. وقيل لعلي بن الحسين رضي الله عنهما: أنت من أبر الناس ولا تأكل مع أمك؟! فقال: أخاف أن تسبق يدي إلى ما قد سبقت إليه عينها، فأكون قد عققتها. وهكذا فإن البر لا يكون في الكلام، وإنما هو اطمئنان في النفس واعتراف بالفضل ونكران للذات، عرف رحمه الله أن البر بالأم أن يشعر الولد بشعورها ويدرك بحَدسِه ما يجول في نفسها ويفهم من نظراتها مرادها، فإذا فقد هذه المعاني فقد حقيقة البر. مرّ ابن عمر رضي الله عنهما وهو يطوف برجل يماني يطوف بالبيت، وتَرَحَّلَ أمه على ظهره وهو يقول: إني لها بعيرها المذلّل إن ذعرت ركابها لم أذعر ثم قال: يا ابن عمر، أتراني جازيتها؟! قال: لا، ولا بزفرة واحدة. ولما ماتت أم إياس بن معاوية جعل يبكي فقيل: ما يبكيك؟ قال: كان لي بابان مفتوحان إلى الجنة، وغلق أحدهما. أما بعد موتهما فلا أنساهما يوميًا من صدقة ولا من الدعاء كل صلاة، وأحب من كان يحبان، وأصل أهل ودهما. أيها الأبناء : من كان له أبوان فليهنأ بهما، وليحرص عليهما، وليسعَ جهده في إرضائهما، لأنه أوتي سعادة الدنيا والآخرة، والوالدان تاج لا يراه إلا الأيتام، ومن فقد أحدهما فقد خسر نصف السعادة، فليحرص على نصفها الآخر قبل أن يزول، ومن فجعه الدهر بهما فلا ينساهما من صلاته ودعواته، ومن أصبح منكم أبًا يدرك هذا، ومن لم يصبح فعمَّا قريب، وبروا آباءكم تبركم أبناؤكم، والحياة دين ووفاء، ونعوذ بالله من العقوق والجفاء، ويوم تبلى السرائر ويبعثر ما في القبور ويحصّل ما في الصدور، حينها سيرى أهل العقوق غِبَّ عقوقهم، وسيرى أهل البر حسن العاقبة، وطوبى لمن لقي الله ووالداه عنه راضيان. لقد علم سلف الأمة فضل الوالدين، فعاملوهم بالبر والإحسان، وبالغوا في إكرامهم وطاعتهم، اعترافاً منهم بالجميل، وحذراً من غضب الربِّ الجليل، ومما يروى عنهم في ذلك رحمهم الله ... ضعي قدمك على خدي كان محمد بن المنكر يضع خذّه على الأرض ثم يقول لأمه: "قومي ضعي قدمك على خدّي" ليس من البر .. قال عروة بن الزبير: "ما برّ والده من شد الطرف إليه" برّ عمر بن ذر بأبيه ... لما مات عمر بن ذر قالوا لأبيه ذر: "كيف كانت عشرته معك؟ قال: ما مشى معي قطّ في ليلٍ إلا كان أمامي، ولا مشى معي في نهار قط إلا كان ورائي، ولا ارتقى سطحاً قطُّ كنت تحته" يخشى أن يأكل مع أمه روى عن علي بن الحسين رضي الله عنه أنه كان يخشى أن يأكل مع أمه على مائدة، فقيل له في ذلك فقال: "أخاف أن تسبق يدي إلى ما سبقت إليه عينها، فأكون قد عققتُها" يُطعم أمه بيده ... عن محمد بن سيرين: بلغت النخلة في عهد عثمان بن عفان ألف درهم، فعمد أسامة إلى نخلة فعقرها فأخرج جمارها-فأطعمه أمه، فقالوا له: "ما يحملك على هذا، وأنت ترى النخلة قد بلغت ألف درهم؟ قال: إن أمي سألتنيه ولا تسألني شيئاً أقدر عليه إلا أعطيتها" أبرّ هذه الأمة .. قالت عائشة رضي الله عنها: "كان رجلان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أبرّ من كانا في هذه الأمة بأمهما: عثمان بن عفان، وحارثة بن النعمان رضي الله عنهما، فأما عثمان فإنه قال: ما قدرت أن أتأمل أمي منذ أسلمت. وأما حارثة، فإنه كان يفلي رأس أمه، ويطعمها بيده، ولم يستفهمها كلاماً قط تأمر به، حتى يسأل من عندها بعد أن يخرج، ما أرادت أمي؟!" أيهما أفضل؟ قال محمد بن المنكدر: "بات أخي يصلي، وبتُّ أغمز قدم أمي، وما أحبُّ أن ليلتي بليلته!!" . إمام يطعم الدجاج كان حيوة بن شريح- وهو أحد أئمة المسلمين- يقعد في حلقته يعلم الناس، فتقول له أمه: "قم يا حيوة، فألق الشعير للدجاج، فيقوم ويترك المجلس ويفعل ما أمرته أمه!!" إمام لا يرفع طرفه إلى أمه عن بكر بن عباس قال: "ربما كنت مع منصور في مجلسه جالساً، فتصيح به أمه- وكانت فظة غليظة- فتقول: يا منصور! يريدك ابن هبيرة على القضاء فتأبى؟ وهو واضع لحيته على صدره، ما يرفع طرفه إليها" اعتق رقبتين عن عون بن عبدالله أنه نادته أمه فأجابها، فعلا صوته، فأعتق رقبتين!! يظل واقفاً حتى تستيقظ أمه ... استسقت أم مسعر ماءً منه بعض الليل، فذهب فجاء بقربة ماء، فوجدها قد غلبها النوم، فثبت في مكانه والشربة في يده حتى أصبح. قال بعض العلماء: "من وقّر أباه طال عمره، ومن وقّر أمه رأى ما يسرّه، ومن أحدَّ النظر إلى والديه عقهما" أدب أبي هريرة مع أمه عن أبي هريرة رضي الله عنه: أنه كان إذا أراد أن يخرج من بيته وقف على باب أمه فقال: السلام عليك يا أماه ورحمة الله وبركاته فتقول: وعليك السلام يا ولدي ورحمة الله وبركاته فيقول: رحمكِ الله كما ربيتني صغيرا فتقول: رحمك الله كما بررتني كبيرة َ وإذا أراد أن يدخل صنع مثل ذلك. وكان يلي حمل أمه إلى المرفق- بيت الخلاء- وينزلها عنه، وكانت مكفوفة. هذه أحوال السلف مع الوالدين، فكيف هي أحوالنا نحن مع أباءئنا وأمهاتنا؟! نسأل الله ألا يمقتنا. بروا ابائكم تبركم ابنائكم .. فالسعيد السعيد من وفق بعد تقوى الله عز وجل لبر والديه – أحياءً وأمواتاً – والإحسان إليهما، والشقي التعيس من عقَّ والديه وعصاهما وأساء إليهما ولم يرع حقوقهما، فبر الوالدين سبب من أسباب دخول الجنة، وعقوقهما من أقوى أسباب دخول النار: "الوالد أوسط أبواب الجنة، فإن شئت فأضع ذلك الباب أواحفظه .. وفقنا الله لطاعته ومرضاته وجعلنا ممن يسابق إلي البر والعطف والإحسان على أبائنا وأمهاتنا فبهم السعاده والنوور فرحمهم الله كما ربونا صغارا ....