تكلمت عنك كثيرا حتي أحسست بأن صديقاتي ورفقائي قد عرفوا عنك كل شيء من كثرة حديثي عنك.. حدثت عنك الليالي الطويلة والتي كنت فيها قبلك وحيدة مقهورة حدثت عنك بساتين كثيرة كنت أرتادها لأتكلم عن حبيب في خيالي ولم أجده بعد وبحثت عنك بين الأشجار وفروع الأزهار لعلني أجدك مختبئا بينها. وأخذت اشتم عطر الفل والياسمين لعله يدلني عن مكان وجودك في هذه الحياة فأجري اليك مسرعة وأنا متلهفة لأنني كنت أشعر وأحس بعطرك قبل ان تقتحم حياتي وتدخلها عنوة. لا.. لا أسفة ليس عنوة.. ولكن بكامل رغبتي ولهفتي وسنين عمري التي كنت أبحث فيها عنك ياضي العين وبعد ان وجدتك تركت الليالي السقيمة والسهر الطويل واصبحت اتكلم عنك كثيرا.. صرت في مجالسي لابد لي ان انطق اسمك عدة مرات.. صار حديثي عنك هو متعتي في وقت غيابك عني.. ولكن حينما تأتيني ونلتقي صار الصمت هو هاجسي لأن التطلع إليك يصير هو مذهبي وصلاتي وتضرعي وخشوعي وسكوني.. حتي أنك في بعض الأحيان تسألني لماذا هكذا تصمتين فأرد عليك وأقول من كثرة حديثي عنك وأنت بعيد عني أهوي وأنا بجانبك الصمت لأ تأملك أكثر وأكثر واستمتع برنين صوتك أيضا أكثر وأكثر لكي اتحدث عنك بعد ذلك كثيرا كثيرا.. لا تغضب من صمتي ولا تزهق من سكوني واستماعي لك لأنني أحبك. لا أتذكر حياتي السابقة قبل دخولك فيها يا أغلي الناس.. كنت قبلك اسمع الأصدقاء يتحدثون عن الحب بكل وله فأسمعهم ولكني كنت اعذرهم وأقول بيني وبين نفسي أنهم مجانين كيف لإنسان ما مهما ان يحول حياة انسان آخر من حالة هدوء وسكينة وملل الي حياة كلها فرحة وسعادة وهناء.. حتي جئتني أنت فضاع وهمي وأحسست بالنشوة تعتريني وتؤججني والفرحة تعربد بأجزاء جسدي كله وأجدك يا حبيبي صرت محور حياتي وقد أهديتني القيد الحريري الذي يقيدني بك علي مر الزمان قيد حبك انني أترك قيدك دائما يكبل معصمي وأرجوك لا تعطني حريتي.. لأن أجمل حرية عندي هي أنك سجاني الذي يسجنني في قلبه وبين ضلوعه لأن حبك صار لي هو زادي وزوادي.. كنت قبل أن أراك مجرد امرأة وبعد ان عرفتك وأحببتني وألبستني في أصبعي خاتما به اسمك صرت ملكة متوجة ينظر الي الرفاق بكل حسد وغيرة حتي أنني اسمع حكايتنا يرددها القاصي والداني. أتذكر الآن حينما اقترب مني عشقك الجميل وقتها تعانقت كل الخيوط بداخلي وربطت بشدة علي عنقي العليل واحسست بعطر الياسمين حاملا معه شوقك الكثير فتنفس وقتها صدري العليل وارتخي الخيط المربوط علي عنقي وشعرت بك وبيديك الحانيتين تلبسني عقدا مجدولا بالحب والحنان والوعد بالأمان.. ووقتها فككت كل الخيوط التي كانت ستزهق روحي وصرت بين يديك مثل العجينة اللينة تشكلها كما تريد وصرت لا أزهق ولا أغضب من تشكيلك الجديد لنظام حياتي كلها من جديد.. حبيبي لا تتركني أبدا كنت في اشتياق كثير لمن له نفسي ليفعل بها ما يشاء..يا ضي العين لا تنسي حينما تراني في كل مرة ان تضمني اليك بشدة لأنني في أشد الحالات الي هذه الضمات التي تعيد الي روحي توازنها. لم أسألك متي سيضمنا سويا العش السعيد لأني أعرف ان الدنيا كلها هي بيتنا الكبير وعشنا السعيد لذلك أنا لا استعجلك في ان يضمنا عش واحد لأني أشعر بك داخل ذاتي وهو يوجد أكثر من الذات والجسد عش لتعيش فيه معي وننعم به سويا.. هل تعلم يا حبيبي انني حبست نفسي داخلك ولا استطيع الفكاك والهرب ولا الإفلات من بين براثن هذا العشق الطاغي الذي يغمرني وأنت سراج حياتي تنيرها وتصول وتجول فيها حيثما تشاء وترغب حتي انني فيك قلت الشعر وسردت النثر ومعك سأقضي بقية العمر أكتب الكلمات وسأراقب عمري الذي صنعته أنت وبيديك نسجته وضعتني في سجن أيامي معك علي الدوام.. السجن الذهبي المجدول بعمدان من الزمرد والياقوت ومعلق به نجف من الكريستال والزبرجد والبللور ومزين بفصوص من الماس واللؤلؤ.. أما أنفاسك به فإنني أشمها وكأنها بخور من المسك والعنبر التي تفوح به فتنعش حياتي كلها!! همسة في أذنك: لقد أردت.. أنت ان أحبك بشدة فصدقت ذلك.. وصرنا حبيبين..!!