· مازلت ضد التوريث.. ومبارك ليس طرفاً في الإفراج عني ! · أنا عضو في "كفاية" وسأشارك في إئتلاف التغيير · أمريكا تقايض كثيراً من المبادئ مقابل القليل من المصالح تصوير : عيد خليل بعد أن تنفس عبير الحرية خارج أسوار سجون مبارك الذي ظل خلفها 4 سنوات كاملة لا لجريمة إلا لأنه حاول أن يمارس حقه الطبيعي الذي كفله له القانون والدستور وصدق المسرحية الديمقراطية التي نعيشها فكان جزاؤه إعدامه معنوياً وسياسياً وتلفيق التهم التي ساقوه بها إلي غياهب السجون، رفضوا المطالبات الشعبية بل حتي لم يأخذوا في الاعتبار حالته الصحية التي كانت تقتضي الإفراج عنه ولو من باب الإنسانية.. ولكن منذ متي والأنظمة الديمقراطية ترعي الإنسانية في بطشها بالشعوب «صوت الأمة» التقت أيمن نور زعيم حزب الغد عقب الإفراج عنه مباشرة وكان هذا الحوار: بعد 4 سنوات داخل سجون النظام وتقديمك لأكثر من 2000 بلاغ للنائب العام للمطالبة بالإفراج الصحي دون استجابة ماذا يعني قرار الإفراج الصحي عنك في مثل هذا التوقيت؟ هذا القرار كان متوقعاً منذ سجني وكانت له أسباب قائمة، ومازالت قائمة ولكني لا أعرف لماذا تمت الاستجابة لمطلبي بالإفراج الصحي حالياً، قد يكون ذلك بسبب أن حالتي الصحية ساءت جداً وأنا غير «متنبه» لذلك، وقد يكون السبب أن مشاعر أصحاب القرار «رقت» فجأة، كل هذا وارد، وأنا لا يوجد عندي مبرر لأسباب الإفراج عني، ولكني أرحب بالقرار، وهو يعني بالنسبة لي اختصاراً للوقت المتبقي في العقوبة والتي تقدر بأربعة أشهر فقط، حيث كان سيتم الإفراج عني في 22 يوليو المقبل، ولا تفرق معي أن أنتظر 4 أشهر أخري، بعدما مكثت في السجن 4 سنوات كاملة، وأرجو أن يتم الإفراج عن جميع سجناء الرأي بسبب حالتهم الصحية السيئة مثل قيادات الإخوان. تطالب بالإفراج عن قيادات الإخوان مثلما تم الإفراج الصحي عنك رغم عدم مطالبة أو مساندة مكتب إرشاد جماعة الإخوان لك في سجنك؟ أنا لا انتظر وقوف الإخوان معي أو عدم وقوفهم لأن ذلك مبدأ المقايضة الذي أرفضه، وهو أن يقفوا معي حتي أقف معهم، ولا أستطيع القول بأن جماعة الإخوان لم تقف معي، كما لا استطيع القول بأنهم ساندوني، وهناك بعض القيادات من جماعة الإخوان ساندوني، مثل الدكتور عصام العريان. ما تعليقك علي التقرير الذي نشرته الواشنطن بوست الأمريكية والتي أكدت فيها أن الإدارة الأمريكيةالجديدة بقيادة أوباما أشترطت لمقابلة مبارك أن يتم الإفراج عنك؟ فهل ينوي النظام إقامة علاقات جديدة مع أمريكا بتنفيذه قرار الإفراج عنك؟ أنا لست منشغلاً كثيراً بهذه التصريحات التي صدرت عن الإدارة الأمريكية قبيل الإفراج عني، لأن هناك تصريحات أكثر حدة صدرت عن الإدارة الأمريكية السابقة، ومع ذلك لم يتم الإفراج عني، كذلك كانت هناك مواقف ونداءات دولية أخري صدرت عن البرلمان والاتحاد الأوروبي للإفراج عني، وكل ذلك لم يتم الاستجابة له، ولذلك ليس عندي ما يؤكد أن النظام استجاب لمطالب الإدارة الأمريكيةالجديدة، وقد يكون ذلك محتملاً ولكن ليس مؤكداً. هل معني ذلك أن مسببات الإفراج غير معلومة لديك حتي الآن؟ بالنسبة لي غير معلومة تماماً، وقد فوجئت بقرار الإفراج الصحي، ولم أعلمه إلا قبل ساعة من الإفراج، ولم يتم الإفراج عني نتيجة ضغوط قضائية أو حتي بسبب ضغوط طبية نتيجة سوء حالتي الصحية، ولا أعرف أسباب الإفراج حتي الآن. البعض فسر سبب الإفراج بأن مبارك يفرج فقط عن المعارض الأكثر شراسة بعد عقابه، ليظهر بأنه الذي يسمح للمعارضة أن تعارضه، وهو الذي يمنع، ويعطي انطباعاً بفكرة «المن» السياسي للمعارضين في مصر؟ فما تعليقك؟ أعتقد أن هناك مباراة سياسية وقانونية طويلة، وأخذت كارت طرد من هذه المباراة بعد الانتخابات الرئاسية مباشرة، وتم إعدامي معنوياً وخطف الحزب في إطار مجموعة تنفذ أجندة أمنية، وكان ذلك مؤلماً لدرجة قاسية جداً وقدمت 2012 بلاغاً للنائب العام للإفراج عني، لم يتم تحريك بلاغ واحد منها، وبعد 4 سنوات من سجني محاولة إضعاف الحزب، اعتقد أن هدف النظام في القضاء علي الحزب لم يتم تحقيقه، بل علي العكس، جميع الضربات التي تلقاها الحزب خلال تلك المدة، كانت سبباً في تقويته، واستطاع الحزب أن يوظف قوة ضعفه توظيفاً لصالحه، وهذا بفضل شباب الحزب،وقيادات الحزب وزوجتي وأسرتي، وشباب الحزب اعطوا قبلة حياة للحزب في 6 أبريل الماضي، وهو ما ساعد الحزب علي الصمود ومواصلة مشواره السياسي. تصريحاتك عقب خروجك من السجن بأنك لن تنوي الهتاف ضد أشخاص، ألا تخشي أن يفهم من ذلك أنه تراجع عن مشروعك في التغيير الذي كنت تتحدث عنه قبل سجنك؟ الناس اعتادت علي أيمن نور قبل دخوله السجن، وكان ذلك في إبان المعركة الانتخابية وكانت تقتضي الحديث بطريقة جذرية، أما الآن فنحن لسنا في معركة ولكن إذا حدثت أمور تستدعي أن نكون أكثر حدة وهوما نتوقعه فسيجدنا الناس كما اعتادوا علينا ويجب أن يكون السياسي في لحظات هجوم ولحظات سكون أيضاً. أفهم من حديثك أن هذه التصريحات الهادئة التي صرحت بها عقب خروجك من السجن لا تعتبر هدنة ولو مؤقتة بينك وبين النظام؟ لقد قضيت في السجن أربع سنوات، ومن يدخل السجن يوماً واحداً لا يخشي شيئاً، ولا يوجد شيء يبقي عليه، لأن من يدخل السجن يوماً واحداً يأخذ حصانة السجن إذا صح التعبير، ومرحلة السجن قوت إيماني جداً بالله عز وجل. هل فكرت في السجن ودعتك السنوات الأربع خلف السجون أن تغير بعض أفكارك وآلياتك في التعامل مع النظام.. وهل راجعت بعض أفكارك وقدمت علي تغييرها؟ نعم راجعت أفكاراً كثيرة داخل السجن، وأهم هذه الأفكار التي راجعتها هو مراجعة الهدف من عمل حزب الغد، ولذلك سألت نفسي هل هدفي أن أقوم بعمل حزب لأيمن نور، أم الهدف هو حزب لجيل بأكمله منهم أيمن نور، ولذلك تصورت أن هذا هو مشروعنا، هو إعداد جيل لما بعد أيمن نور، ومشروع بهذا الحجم هو صناعة ثقيلة يحتاج لمعدات ثقيلة جداً، وهو أن يكون لدينا الخامات السياسية، لإعدادها ككوادر سياسية، ولذلك فإن هذا الهدف يختلف عن الهدف الذي كان يتبناه الحزب عند تأسيسه، والذي كان يتمثل في سلسلة من المظاهرات والمسيرات المناهضة للنظام، وهذا ليس عملاً سياسياً، ولكنها إحدي آليات العمل السياسي وليست كل العمل السياسي، ولذلك فإن الاحتجاج جزء من كل، وللأسف يوجد في مصر ثقافة خوف ترسخت داخل المجتمع المصري، وتختلف درجات الخوف من شخص لآخر، ولذلك لابد من احترام مشاعر الناس، الذين يغلقهم الخوف أحياناً، وذلك عن طريق توفير آليات سياسية تسمح لهم بممارسة العمل السياسي دون التعرض لأي نوع من أنواع القمع أو السجن. هل اختيارك أن تكون مشرفاً علي لجنة العضوية بالحزب، جاء لتنقية كشوف العضوية ممن علي شاكله جبهة موسي مصطفي موسي لأنك تخشي تكرار تجربة الانشقاق؟ وهل ذلك جزء من مراجعة بعض أفكارك التي راجعتها داخل سجنك؟ عندنا منهجان في التنقية، أولهام الفرز بالتصنيف عن طريق تصنيف الأشخاص وهذه أسوأ طريقة في التصنيف بأن يتم الحكم علي شخص بأنه أمني، وآخر بأن له ميولاً يسارية وآخر ماركسي، وهذه الطريقة لم ولن أتبعها، أما الطريقة الثانية في التنقية والتي أفضل تطبيقها رغم مخاطرها فهي حماية الحزب بتوسيع المشاركة، وأنا أفترض أن الأصل في المصريين أنهم طيبون وأسوياء، وأن هذا هو العدد الأكبر، ولذلك لن أخشي من تكرار تجربة الانشقاق لأنني أثق في أن توسيع قاعدة المشاركة في الحزب ستقضي علي الأقلية العميلة إن وجدت في الحزب دون أن يحتاج ذلك أن أفتش في نوايا الناس. لكن بهذه النظرية والنهج الذي سوف تتبعه في توسيع قاعدة المشاركة، ألا تعتقد في أن ينضم للحزب شخصية مثل موسي ورجب هلال حميدة ليقضوا علي الحزب؟ أنا لا أحاسب الناس علي أسمائهم ولكن أحاسبهم علي أفعالهم، وموسي لم يكن يبدو عليه أي علامات علي الانقلاب علي الحزب وكذلك جميع المفصولين. ولكن موسي له شقيق يدعي علي في لجنة أمانة السياسات بالحزب الوطني، ألم يكف هذا السبب لعدم قبوله في الحزب عند تأسيسه؟ أنا لا أحاسب الناس علي أساس آبائها وأخواتها ولكن أحاسبه علي فعله، وإذا كان موسي له شقيق في لجنة السياسيات، فإن والده كان رجلاً محترماً وكان جزءاً من الطريقة الوفدية، وربنا لا يحاسب الناس علي أفعال أخواتها. وصلت لك دعوة بالائتلاف الوطني من أجل التغيير.. وأعلنت عن تأييدك لها؟ فهل ستدعم هذا الائتلاف؟ أولاً وثانياً وثالثاً أنا سأشارك في هذه الدعوة بوصفي عضواً في حركة كفاية، وبوصفي عضواً في الحركة المصرية من أجل التغيير وبوصفي عضواً في حزب الغد سأعرض الموضوع علي الحزب، وأتمني أن يشارك حزب الغد، وأعتقد أن الحزب سيوافق علي المشاركة في الائتلاف. يري البعض أن مناهضتك لمشروع توريث الحكم لجمال مبارك كان سبباً رئيسياً في سجنك لأنك كنت المنافس الجدي له.. فهل ستستمر في رفضك لما كان السبب في سجنك؟ وما هي آلياتك في التصدي لتوريث الحكم وأنت عضو عادي حالياً في الحزب؟ أنا مازلت ضد توريث الحكم، ومواجهة التوريث لن تتم برفع شعار لا للتوريث فقط، ولكن الآليات أن نوصل بدائل كثيرة لجمال مبارك، ودائماً كنت ومازلت علي قناعة بأنني لم أكن أفضل من يترشح للانتخابات الرئاسية ولكني قلت إنني أفضل المرشحين، وهذا معناه، أن مصر لديها كفاءات كثيرة وكوادر، وأنا حاولت فقط في الانتخابات الرئاسية الماضية، أن نكسر حاجز الخوف أن تترشح أمام الرئيس أو أمام نجله، والنظام دائماً يضعنا أمام خيارين فقط، إما أن نقبل الإرهاب والترهيب أو أن نقبل التوريث، ولذلك حاولت أن أقول بترشيحي في الانتخابات الرئاسية، إنني لست إرهابياً ولست أيضاً مع التوريث وأن هناك بدائل لهذا النظام وأنا لست أيضاً ضد جمال مبارك بصفة شخصية، ولكني ضد المبدأ الذي يريد النظام إقناع العالم والشعب به، وهو إما أن نقبل التوريث لصالح جمال مبارك أو نقبل الإرهاب. البعض يتحدث حالياً عن صفقة تتم بين النظام والأحزاب بزيادة عدد مقاعد الأحزاب بمجلس الشعب، مقابل تمرير مشروع التوريث، فهل يقبل حزب الغد أن يكون جزءاً من هذه الصفقة؟ لن نكون جزءاً من أي صفقة، ولكن حزب الغد سيدعو إلي حوار وطني لنصل إلي قناعات مشتركة بين الأحزاب، ولكن لن أقبل بعقد حوار وطني علي أساس التسليم بقبول ما يفرضه الحزب الوطني ويقرره قبل عقد الحوار، ويكون الحوار عبارة عن شكل وديكور ومسرحية مثلما حدث عام 2005، عندما تم التصويت علي آلية الانتخابات بالقائمة أم الفردي، وتم التصويت وجاءت النتيجة هو تصويت 13 حزباً علي نظام القائمة في الانتخابات مقابل صوتين فقط للفردي وكان حزبياً الوطني والأحرار اللذان صوتا للفردي، والأغلبية وكنت معهم صوتوا للقائمة، ومع ذلك أعلن الحزب الوطني أن الانتخابات ستكون فردي، الأمر الذي شبهته وقتها بأنه «حمار» وليس حوار، ورشح فكرة أن الحزب الوطني يوجد عنده مشكلة في الحساب. هل أراد مبارك أن يكسب شعبية بقرار الإفراج عنك وتقليل شعبيتك في الوقت نفسه لاعتقاد مبارك بأنه «من» عليك رغم عدائك وخصومتك له، أم أن العكس هو الصحيح، أي أن قرار الإفراج سيزيد شعبيتك ويضعف شعبية مبارك؟ مبارك ليس طرفاً في مسألة الإفراج عني، لأن قرار الإفراج صدر من النائب العام، وأنا أعتقد أن شعبيتي اكتسبتها من المصداقية التي ناديت بها قبل وبعد سجني، ولن يؤثر قرار الإفراج الصحي عني، علي شعبيتي سواء بالتقليل أو بالزيادة. البعض يري أن حريق حزب الغد الذي قامت به مجموعة موسي هو الذي جعل الدولة تتخلي عن مساندتهم بعد أن ورطوا النظام في هذا الحريق، ولذلك جاء قرار الإفراج عنك بعد أن أصبح موسي وجبهته كارتاً محروقاً للنظام أكثر مما يستفاد منه في إضعاف جبهتك؟ لا أظن أن النظام سيعاقب موسي بحريق مكتبي، بأنه يفرج عني، هذا فرض مركب، لكنه مبني علي احتمالية ظنية أكثر من ضمانات حقيقية واقعية، وإذا كان خطأ ما حدث في حريق حزب الغد الذي يعتبر جريمة، فلماذا لم تتخذ الدولة رفع الحصانة البرلمانية لمعاقبة بعض الأشخاص الذين تورطوا في الحريق إذا كانت غاضبة من هذه الجريمة. ولكن الدولة تخلت بالفعل عن جبهة موسي، وأكبر دليل علي ذلك حكم محكمة القضاء الإداري الأخير الذي أقر عدم الاعتداد بموسي رئيساً للحزب والاعتداد بإيهاب الخولي رئيساً؟ هذا الحكم يدل علي أن في مصر قضاة شرفاء، وليس بالضرورة أن يكون كل حكم يساوي السماح أو الممانعة من الدولة. ما تقييمك للضغوط الأمريكية التي مورست علي النظام أثناء فترة سجنك؟ وحديثك الدائم عن المبادئ والمصالح، فهل تري أن أمريكا تقايض المبادئ بالمصالح؟ أمريكا تقايض كثيراً من المبادئ مقابل القليل من المصالح، ووجودي في السجن لم يتح لي الفرصة أن أقبل أو أرفض دعوات الإفراج، لأنها في النهاية دعوات تضامنية خاصة تلك التي صدرت من برلمانات مثل البرلمان الدولي والأوروبي، وكثيراً من برلمانات العالم، فمثل هذه النداءات كنت أنظر إليها علي أنها تأكيد علي أن حقوق الإنسان والحريات هي مبادئ عامة وعالمية وليست قضايا محلية، وكنت أنظر إليها علي أساس أنها تضامن مع شخص برلماني وشعبي ولكنها ليست مساندة من إدارات، ولم يكن لدي الفرصة لكي أرفض لوجودي بالسجن، وأنا شخصياً أعتبر أنه إذا كان هذا التضامن من الشعوب فأنا أرحب به تماماً، أما إذا كان من الإدارات فلنا نقييم آخر للموقف. تصريحك عقب خروجك من السجن بأنك لست أمير انتقام هل يفهم منه بأنك قررت العفو عن النظام وليس هو الذي عفا عنك؟ ولن تدخل في معارك عنيفة كما فعلت قبل سجنك؟ هناك مثل فرنسي يعجبني يقول: «الانتقام طبق لا يؤكل إلا بارداً»، وأنا تعودت أن يكون الانتقام لحقوقي المهدرة بأن يكون ذلك عبر صناديق الانتخابات، أو الدعاء لله عز وجل حتي أري فيهم العجب، وهذا حدث بالفعل مع شخص انتقدني بشدة قبل ذلك فدعوت الله عليه، وأراني الله فيه عقابه وبرد ناري.. دعوت إلي مصالحة وطنية مع جميع الأحزاب والقوي السياسية بما فيها الحزب الوطني.. فهل لو افترضنا جدلاً أن الحزب الوطني يدعوك للمصالحة معه.. فهل ستقبل؟ أنا لم أكن في خناقة مع الحزب الوطني، ولم نكن مختلفين علي ميراث شخص، ولكننا مختلفون علي مبادئ وإذا حدثت مواجهة للفساد ومعالجة العديد من الأمور من الحزب الوطني، فما الضرر من الحوار والمصالحة مع الحزب الوطني. حتي مع الرئيس مبارك وعائلته ستقبل المصالحة؟ داية من الرئيس مبارك، فلسنا في نزاع شخصي معه، وأقبل أيضاً أن أتسامح في العديد من الأمور لمصلحة مصر، وهذا ليس ضعفاً أو خوفاً أو تسامحاً، ولكن هذا قوة من نوع خاص، وهي قوتك في الفصل بين مشاعرك الشخصية، ومواقفك السياسية، بالرغم مما تعرضت له داخل سجني، وبالرغم من الاغتيال المعنوي الذي تعرضت له، سأقبل المصالحة، وسأقدم تكنيكاً مختلفاً في التعامل مع النظام. ما هي الرسالة التي تريد توجيهها إلي الرئيس مبارك ونجل الرئيس مبارك؟ الرسالة أن مصر تحتاج إلي رؤية جديدة وروح جديدة إذا كان الرئيس مبارك هو المخاطب في الرسالة فأقول له هذه مسئوليتك، أما إذا كان جمال مبارك فأقول له: هذه هي المسئولية التي تسعي إليها. ما تعليقك علي عدم صدور قرار من لجنة شئون الأحزاب بالاعتداد بإيهاب الخولي رئيساً للحزب بعد صدور حكم محكمة القضاء الإداري الأخير؟ هل تعتبر ذلك مماطلة من صفوت الشريف؟ صفوت الشريف قال إنه سينفذ الحكم، وأعتقد أنه سينفذه. ولكن ما تعليقك علي قيام جبهة موسي برفع دعوي استشكال للحكم الأخير الذي اعترف بإيهاب الخولي ورفعه دعوي مخاصمة القاضي؟ هل تلك الدعويان سوف توقفان تنفيذ الحكم؟ موسي ليس ذو صفة لرفعه مثل هذه الدعاوي، كما أن الاستشكال لا يوقف التنفيذ. البعض يري أن النظام قام بالإفراج عنك، لأنه يبحث عن «كومبارس حقيقي» يلعب دور المنافس أمام جمال مبارك في الانتخابات المقبلة، حتي لو لم تكن أنت المرشح، فوجودك ودعمك لمرشح من الغد يعطي للمسرحية ثقلاً؟ يعني النظام يريد كومبارس، وأفرج عني لاكون «لبيساً» لهذا الكومبارس؟! يعني كمان أنا مش كومبارس وبلعب دور لبيس الكومبارس، هذا احتمال وارد وأنا لا أعلم سبب الإفراج عني كما قلت وليس لدي دليل علي أن نية النظام تتجه نحو توظيفي لموقع لبيس الكومبارس، لا استطيع أن أقول لك نعم أو لا.. ولا أتوقع ذلك، ولن أقبله، وهذا الكلام لم أقبله قبل ذلك، ولو شعرت بذلك في أي لحظة سيكون لدي موقف اتخذه. تعلم أنك تحتاج لست سنوات لرفع دعوي رد اعتبار لتستطيع ممارسة حقوقك السياسية، معني ذلك أنك لن تتمكن من الترشيح في الانتخابات الرئاسية المقبلة، فمن هم كوادر الحزب الذين تري أنهم يستطيعون الترشيح، هل جميلة إسماعيل أم غيرها مثل إيهاب الخولي؟ اللي هيختاروا الحزب هو الذي سيترشح، وأنا لا يوجد عندي مشكلة في ترشيح سيدة لانتخابات الرئاسة، ولكني عندي مشكلة في ترشيح جميلة في الانتخابات، وأنا كزوج أقول لها لأ، وكفي علي جميلة نضالها من أجلي، ولا أعرف إذا كان الحزب سيرشح الخولي أو غيره، هذا يرجع لمن سيرشحه الحزب. ما أسوأ ما تعرضت له في السجن؟ أسوأ شيء كان في التعليمات، وكل شيء كنت محروماً منه حتي الصلاة والأكل والدواء وكل شيء. ما تعليقك علي تصريحات موسي مصطفي التي صرح بها عقب صدور حكم محكمة القضاء الإداري بعدم الاعتداد به رئيساً للحزب عندما صرح بأن القاضي الذي أصدر الحكم متحيز ومتعاطف مع جبهة الخولي؟ هذه جريمة يجب أن يعاقب عليها.