كالذي دخل حانة تقدم لروادها الخمر. بات محكوماً بقانون المكان. أصبحت الجماعات الدينية التي استهوتها السياسة. محكومة بقواعد اللعبة القذرة. ترفض ممارستها بنزاهة ونظافة أوحتي لوجه الله. وإن شئت أن تتأكد فاسأل عن موقف جماعة الإخوان المسلمين من الأزمة في سوريا ودورهم في الدماء التي تراق هناك؟! والسؤال: من يتحمل المسئولية الإنسانية والوطنية والأخلاقية والأدبية والدينية والتاريخية لهذه الدماء التي تراق في سوريا الآن؟! ومن الذين يقفون في وجه أي حل سياسي للأزمة ولماذا الإصرار علي تمزيق سوريا واستنزافها إلي آخر قطرة دم وآخر مليم بالمصري وليرة بالسوري؟! نظام الأسد لا يتحمل وحده هذه المسئولية. هناك أطراف عربية وغربية وداخلية تتحمل النصيب الأعظم من تلك الدماء. ولا نعرف لمصلحة من يجري هدم الدولة السورية ويعلن معظم الأشقاء العرب تخليهم عنها؟! وهل وصول الإخوان لسدة الحكم هناك تساوي كل هذه الدماء؟! ولماذا هم في عجلة من أمرهم؟! بإمكان جماعة الإخوان أن تحقق أهدافها بقليل من التريث والصبر. فالوقت في صالحهم الآن أكثر من أي وقت مضي. ولو وصلوا للحكم في ظل وجود حقيقي للدولة ومؤسساتها سيكون أفضل بكثير من الوصول لسدة الحكم علي أنقاض دولة تحتاج سنوات طويلة لبنائها من جديد! الإخوان رفضوا اقتراحاً قدمته إيران. باشراكهم في السلطة مع نظام الأسد. وأن يكون لهم دور ريادي في حكومة وحدة وطنية شريطة تخليهم عن المطالبة بتنحي الأسد. الإخوان إذن لا يقبلون بأقل من تزعم الموقف والانفراد كلية بالحكم ولو كان البديل مزيداً من إراقة الدماء وسقوط المزيد من الضحايا الذين يصرخون ليل نهار لإنقاذهم بينما يستخدمونهم ورقة ضغط لتشكيل رأي عام داخلي وخارجي وعالمي لتبرير التدخل الخارجي! لا يوجد سند من الدين يعزز هذا الموقف الذي تتبناه جماعة الإخوان في سوريا ولا من يحرضونهم عليه من خارجها. الأغرب أن مصر قررت سحب سفيرها من دمشق. ولا نعرف علي أي أساس بيننا هذا القرار. هل بسبب احترام مصر للاجماع العربي أم إرضاء لبعض الدول. أم أننا اكتشفنا فجأة أن الجبهة السورية لا تمثل أهمية في أي مواجهة محتملة مع إسرائيل؟! لقد جاء القرار متسرعاً مثل سلق البيض!!