9 يونيو عام 1967 و11 فبراير 2011 تاريخان سيظلان عالقان في أذهان المصريين .. الأول هو اليوم الذي أعلن فيه الرئيس الراحل جمال عبدالناصر تنحيه عن رئاسة الجمهورية بعد تحمله مسئولية الهزيمة في حرب 1967 وقد خرج الشعب رافضاً لهذا القرار لحبه لهذا الرئيس الخالد في قلوب كل المصريين .. والثاني هو الخطاب الذي أعلن فيه عمر سليمان تنحي الرئيس مبارك وقد خرج الشعب فرحاً بهذا القرار بعد أن ذاق القهر والظلم والطغيان. نص الخطاب الأول: لقد اتخذت قراراً أريدكم جميعاً أن تساعدوني عليه : لقد قررت أن أتنحي تماماً ونهائياً عن أي منصب رسمي وأي دور سياسي. وأن أعود إلي صفوف الجماهير. أؤدي واجبي معها كأي مواطن آخر. نص الخطاب الثاني : بسم الله الرحمن الرحيم أيها المواطنون في ظل هذه الظروف العصيبة التي تمر بها البلاد قرر الرئيس محمد حسني مبارك تخليه عن منصب رئيس الجمهورية" بعد هذا الخطاب انفجر طوفان الفرحة في ميدان التحرير وكأنها صرخات طفل بعد ولادة قيصرية استمرت ثمانية عشر يوماً ونسي الثوار في الميدان ما من أحداث قتل وضرب واعتداءات وإقامة دائمة في الميدان وانطلقت السعادة والبهجة في جميع الشوارع والميادين احتفالاً بسقوط نظام رسخ الفساد في كل مؤسسات الدولة وهمش كل من له قيمة. وتعد الذكري الأولي لسقوط نظام الرئيس حسني مبارك بمثابة عيد لكل المصريين بعد أن تخلصوا من نظاماً جثم علي صدور المصريين طيلة ثلاثين عاماً لم يذق خلالها الشعب المصري طعم الحرية الحقيقية .. واعتبر المصريون هذا اليوم مكافأة إلهية علي كفاحهم وثورتهم المجيدة ضد هذا النظام علي مدار ثمانية عشر يوماً فأكثر المتفائلين قبل هذا الخطاب لم يكن يتخيل أو يتوقع أن يأتي اليوم الذي يزول فيه هذا الكابوس من أحلام كل المصريين. والذي سقط من بعده جميع أطراف الخلية المتشابكة في مناصب مصر. فبسقوط المخلوع سقط معه كل رموز الفساد من وزراء ورجال أعمال كان يهيمنان علي مقاليد الحكم في مصر.