أثار مقترح القانون بانتقال الحضانة من الأم إلي الأب جدلاً واسعاً الفترة الماضية والأصل في ترتيب الحضانة هو الأم ثم أم الأم ثم أم الأب.. ولكن القانون الجديد أعطي سلطة تقديرية للقاضي في حالة رأي أن من مصلحة الصغير انتقال الحضانة من الأم في حالة فقدانها شروط الحضانة إلي الأب مباشرة.. وبمجرد طرح القانون أثار غضباً عارماً بين الأمهات وجدلاً واسعاً بين مؤيد ومعارض للقضية وهذا ما دفعنا للتعرف علي تفاصيل القانون وطرحه للنقاش من الناحيتين القانونية والنفسية للطفل. في البداية تؤكد المحامية تغريد شمس الدين المختصة بقضايا الأحوال الشخصية أن هذا يحدث أصلاً دون تعديل قانوني مثلاً في حالة زواج الأم القاضي ينقل الحضانة لأم الأم مباشرة. وفي حالة إن أم الأم تعمل وغير متفرغة تنتقل الحضانة للأب. تري أن هذه المادة حتي لو طبقت لا يوجد تخوف منها لأنه ببساطة ليس فرضاً علي القاضي نقل الحضانة فهو تقديري له وفي حالة إثبات أن الطفل في حاجة إلي رعاية سيدة وليس رجلاً فلا ينقل الحضانة للأب. مع الأمهات تقول ناريمان عبدالله موظفة: للأسف هذا القانون سيعمل علي تشجيع أصحاب النفوس المريضة أن يثبتوا بشتي الطرق عدم صلاحية الأم سواء عن طريق تشويه سمعتها أو افتعال مشكلة لإثبات عدم صلاحية الأم.. كل هذا من أجل الهروب من دفع النفقة التي لا تغني ولا تسمن من جوع. تقول هدي مصطفي محاسبة بإحدي الشركات الخاصة: نحن كسيدات نطالب بإسقاط الحضانة عن الأب في حالة زواجه وانصرافه عن بيته وأسرته. مني محمود ليسانس آداب جامعة القاهرة: أنها تزوجت منذ عامين وبعد إنجابها طفلها الوحيد.. تم الطلاق وقضية الحضانة والنفقة منظورة أمام المحاكم.. وتشير إلي أنه في حالة صدور هذا القانون يعتبر كارثة بكل المقاييس فعلاً. اعترضت ماجدة البهنساوي مدرسة بإحدي المدارس الخاصة بشدة علي القانون وقالت ما معني أن أم الأم تعمل وهذا الأب أيضاً يعمل كيف يكون هذا مبرراً؟! أشارت ألم يكف أن الأم لا تتزوج وتكرس كل حياتها لأولادها وهي في ريعان شبابها وتقدم كل سبل التضحية من أجلهم سواء من وقتها وصحتها ولو فكرت في الزواج.. ينسحب منها أولادها.. وتتساءل أليس هذا كافياً في أن تصبح خاسرة لكل حقوقها المادية بالتحايل علي القانون!! تضيف آمال منصور ربة بيت: الطفل سيفقد أهم وأحلي شيء في حياته لأنه لن يجد الحنان و العطف إلا من خلال أمه وخاصة في فترة طفولته والحماية والأمان والرعاية لحظة بلحظة واحتوائه سواء في حياته. ومذاكرته لدروسه.. وأشياء كثيرة تصبح الأم فيها أماً وأباً في وقت واحد. تضيف أمنية سعيد موظفة بالشهر العقاري أن القانون الجديد ينقل الحضانة إلي الأب في حالة زواج الأم هل يعني ذلك أن الأب سيقوم بحماية ابنه وتلبية رغباته أم أنه سيوفر له مديرة منزل لرعايته وهو أساساً يهرب من الانفاق عليه. تضيف سهير عبدالعزيز موظفة بإحدي المولات: تعرضت للطلاق بعد مرور خمس سنوات من زواجي وزوجي كان يملك محلاً للموبايلات وتعرض لأزمة مالية صعبة وتم بيع المحل.. ولدي 3 أولاد.. وأنه ترك كل شيء حتي الأولاد لكي انفق عليهم وأن هذا القانون لا يفرق معه شيئاً.. المهم لديه هو الانفاق علي أولاده دون النظر من يقوم بتلك المهمة. تري جميلة سعيد موظفة أن القانون الجديد لا يري سوي مصلحة الأم والأب فقط دون النظر لمصلحة الطفل بمعني أن الأم إذا تزوجت تنتقل الحضانة للأب وأيضاً الأب يصبح متزوجاً.. وفي هذه الحالة تؤول الرعاية لزوجة الأب التي في أوقات كثيرة تقوم بتعذيبه.. لابد من وضع قانون يضمن حق الطفل في الأمان والاستقرار النفسي. تضيف الدكتورة إيمان بيبرس رئيس جمعية نهوض وتنمية المرأة: أن الجمعية استقبلت سيدات كثيرات تعرضن لخطف أطفالهم من قبل الآباء غير الحاضنين وذلك خلال فترة حضانة الأم لهؤلاء الأطفال نكاية في الزوجة لا أكثر وقيام هؤلاء الآباء بحرمان الأم من رؤية الطفل أو الطفلة كما يقومون بالسفر بالنشء ضاربين بسيادة القانون عرض الحائط. تتساءل د.بيبرس هل زوجة الأب أحق بتربية الأبناء أكثر من الأم لكي تؤول الحضانة إلي الأب مباشرة عقب زواج الأم فمن المفترض أن نتبع ترتيب الحضانة المتعارف عليه في الشرع أن تذهب إلي والدة الأم ثم والدة الأب وذلك عند سحب الحضانة من الأم وأن الدراسات التي أجرتها الجمعية بأن 63% ممن كانوا في حضانة الآباء تعرضوا للضرب والإهانة من الأب وزوجة الأب. كما كان هناك تفرقة في المعاملة بينهم وبين الأبناء من الزوجة الثانية. أوضحت أن كثيراً من هؤلاء الآباء هدفهم في مسألة الحضانة نزع مسكن الزوجية من الأم الحاضنة وخفض نفقة الأبناء رغم أنهم لا يقومون من الأساس بدفعها!! تقول الدكتورة سميحة نصر أستاذ علم النفس بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية: إن الطفل في مراحله العمرية الأولي لاشك أن وجود الأم هو الأول والأهم في حياته وتحت أي ظروف ليس من مصلحة الطفل أن يعيش بعيداً عن أمه بصرف النظر عن القوانين و من الأفضل أن تتم دراسة أي قوانين طبقاً للمصلحة النفسية والصحية للطفل وأن يدركوا أن وجود الأم في حياته لا يعوضه أي شيء. توضح أن أغلب حالات الأطفال التي تتعرض لمشاكل نفسية تكون بسبب غياب الأم.