الذي يحدث علي هامش المليونيات وآخرها مليونية تصحيح المسار.. ولا أدري أي مسار يريدون تصحيحه. هل التصحيح أن تنتشر أعمال البلطجة والتعدي علي رجال الأمن والمواطنين المسالمين. إن ما نشهده هذه الأيام يعيد إلي الأذهان مشاهد التعدي علي المواطنين من البلطجية والهاربين من السجون في الأيام الأولي للثورة. وما يحدث من تجاوزات وممارسات وجرائم مستحدثة علي مجتمعنا وأعمال شغب وتدمير وفوضي علي هامش المليونيات. يسيء لسمعة مصر وهيبتها ويصيب المواطنين بالصدمة وخيبة الأمل في عدم قدرة الدولة علي الردع وتحقيق الأمن والانضباط في الشارع المصري. لمصلحة مَن الاعتداء علي مديرية أمن الجيزة ووزارة الداخلية وحرق 16 سيارة شرطة من أموال الشعب؟!.. ومَن شجع حرامي سيارة المطافئ؟!.. مَن حرض الصبية للاعتداء علي المنشآت العامة والخاصة واستغلالهم في أعمال التخريب والدمار وإشعال النار في كل مكان وهم لا يدركون ما يحيط بالوطن من أخطار؟! إن شباب مصر النقي الواعي الذي فجر الثورة التي أعادت للمصريين حريتهم وكرامتهم ومعهم الملايين من أبناء الشعب المصري لا تقبل هذا العبث وتلك المشاهد والإضرار بسمعة مصر وثورتها التي كانت محل إعجاب وتقدير معظم شعوب ودول العالم.. ملايين المصريين يرفضون ما يحدث من انفلات وشغب من المنحرفين والمأجورين المندسين علي هامش المليونيات التي حققت معظم مطالبها ولكن خرج بها راكب موجة الثورة عن الأهداف النبيلة التي تقام من أجلها. أصبح ما يقع علي الشعب من أضرار وعلي الاقتصاد من انهيار وعلي المواطنين من الإحساس بعدم الأمن والأمان والاستقرار وعلي الوطن والأمن القومي من مخاطر.. يفرض علي كل الشرفاء الذين يحبون مصر أن يكونوا دائماً في حالة يقظة لمواجهة المتآمرين علي هذا البلد سواء في الداخل أو الخارج. وأن ينتبهوا لما يدبر لمصر من أصحاب المصالح لإجهاض الثورة وعدم استمرارها. وأن ينتبه الجميع لسموم الخبثاء من رواد الفضائيات الذين يشجعون علي الضغط علي المجلس العسكري والحكومة وزرع الفتن والشائعات للنيل من سمعتهم. وعدم قدرة من يديرون البلاد في هذه المرحلة الحرجة. وهز الثقة بين الجيش والشعب. لذلك مطلوب الردع. والضرب بيد من حديد واعتبار أمن المواطن وهيبة الدولة والتطاول علي رجال القوات المسلحة والشرطة وتعطيل عجلة الإنتاج وهز الاستقرار.. خطوط حمراء غير قابلة للمداولة أو الحوارات المشجعة علي الانفلات.. حتي لو كان الثمن تفعيل قانون الطوارئ. حتي نضمن إعادة الانضباط للشارع وللدولة ولرجال الشرطة هيبتهم وللإعلام رشده ومصداقيته حتي يتم تصحيح المسار.