لم تكن جمعة تصحيح مسار.. لكنها تخريب وانحراف وعودة للوراء أعادت للأذهان مشاهد البلطجة والتخريب التي عشناها في الأيام الاولي للثورة وجميعها يسيء لسمعة مصر وهيبتها.. وكلها أحداث مفتعلة غير مبررة أصابتنا جميعا بالصدمة وخيبة الأمل.. ونحن علي أبواب الأمل والديمقراطية وبناء دولة حديثة متقدمة.. وأوشكنا حسم ملفات الألم والوجيعة لنظام خان وباع وخرب البلاد واقتربت رؤوس الفساد من مقصلة »عشماوي« نتيجة لاعترافات اثنين من رجال الشرطة الشرفاء أبيا ألا يُباعا أو يُشتريا ويقبضيا ثمنا لأرواح الشهداء!. أكثر من جبهة داخلية وأجنبية ومصلحجية متهمون في جمعة 9 سبتمبر الحزينة.. تلك الليلة التي لم تنم فيها عيون المصريين.. ويبقي الخوف من تكرارها وارتفاع إيقاعها كلما اقتربنا من وضع نهاية لمملكة مبارك وحاشيته.. وهو مايحتاج لقبضة حديدية. ففي زمن الأفاعي لا تعيش الملائكة والحمائم وفي عالم الديناصورات علينا ان نصبح وحوشا لها أنياب. لا يوجد بيننا من سيقبل تكرار تلك المشاهد أو إثارة الشغب والإضرار بالأمن القومي المصري أو أي محاولة جديدة لنشر البلطجة والفوضي والشائعات الكاذبة أو النيل من الشرطة وسمعة البلاد.. فكلها خطوط حمراء غير قابلة للمداولة أو النقاش حتي لو كان الثمن تفعيل المجلس العسكري لقانون الطوارئ وإحالة المتهمين لمحاكم أمن دولة وإضافة مواد جديدة تضمن إعادة الانضباط للشارع وللإعلام رشده ومصداقيته. فلا داعي إذن للغضب وتحميل القرار لأي أبعاد وتفسيرات خبيثة.. فإما فوضي وبلطجة وخراب أو أمن وعمل واستقرار!