يبدو أن دهاء الدبلوماسية غاب عن رئيس أركان حرب الجيش الأمريكي في تصريح أخير له أن الأوضاع في العراق محتدمة. بحيث يصعب التوصل إلي حل بعيداً عن تقسيم العراق إلي دولتين سنية وشيعية! علي الرغم من رفض البنتاجون لهذا التصريح. وأنه لا يعبر عن رأي الولاياتالمتحدة. فإن سياسة واشنطن من قبل تدخلها المسلح في العراق بزعم السلاح الكيماوي الذي اعترف جورج بوش فيما بعد بأنه لم يكن صحيحاً. وبدعوي استعادة حرية الشعب العراقي من حكم ديكتاتوري فاسد.. هذه السياسة لم تجاوز المخطط الاستعماري الذي تبين ملامحة وقسماته منذ عقود في أقطارنا العربية. كان أول القرارات التي أصدرها الحاكم العسكري الأمريكي للعراق فور انتزاعه السلطة حل الجيش العراقي. بما أفسح المجال لنشوء النزاعات والصراعات الطائفية التي يعيش الشعب العراقي ويلاتها هذه الأيام وامتد المخطط التآمري إلي أقطار أخري في الوطن العربي. نشأت مشكلات لم تكن قائمة. ومقحمة علي أقطارنا العربية: انفصل جنوب السودان عن شماله. وقامت الحرب الأهلية في سوريا. ونشأ النزاع القبلي. أو الطائفي. في اليمن. وتعددت المظاهرات الطائفية في البحرين. وتحولت ليبيا في قول زعمائها إلي لا دولة. تداخلت تكوينات المشهد. أبطاله أكثر من حكومة. والكثير من الفصائل المسلحة التي نشرت خيمة من الرعب والإرهاب علي المدن الليبية. أضاف إلي المشهد دخول تنظيمات غريبة ومشبوهة تدعي الإسلام. وتمارس ما يرفضه الدين الإسلامي. وكل الأديان السماوية. ويرفضه حتي الشعور الإنساني العام. من ذبح وتقتيل وتدمير. المؤامرة واضحة. لم تقتصر ملامحها علي ما عرضت له دراسات أجنبية. محايدة ومغرضة. وإنما شهدت ولا تزال تطبيقات في امتداد الوطن العربي وكما نري فإن تدخل الوسطاء الأجانب زاد النيران اشتعالاً. يذكرنا بتدخلات وسطاء أوروبيين في صراعات قبائل الهنود الحمر. انتهت باستيلاء الأوروبيين علي أراضي أصحاب البلاد. الأمر الذي يحتاج إلي وقفة متأملة في العمليات الإرهابية التي تشنها الجماعات التي ترفع شعار نصرة الإسلام ضد أبنائه. هي ابتعادها عن العدو الذي كان يجب لو صحت شعاراتها أن تتجه إليه بعملياتها. لماذا الاقتصار علي العالم الإسلامي إن لم يكن الهدف من تلك العمليات استهداف تقويضه وإفنائه تحت مسميات مشبوهة مثل القاعدة وداعش وطالبان وبوكو حرام وغيرها من جماعات القتل؟!