ظني أن أشد المتشائمين لم يكن يتوقع التطورات السلبية الأخيرة في العراق بدا ما يحدث جزءا من لعبة طائفية التي نتابع تصاعدها في دول عربية وإسلامية. يخطط لها حكام ومسئولون. وتسعي إلي التنفيذ تنظيمات تابعة ألغت العقل. وامتهنت الجسد الإنساني. في حين يدفع الثمن دوماً مواطنون بسطاء لا حيلة لهم في أي شيء. ولا يرون من نتائج اللعبة إلا التقتيل والتدمير والإفناء. كنا نعيب علي الأوضاع في العراق إسرافها في عمليات الإعدام. بتهم تتصل بالعمل ضد نظام الحكم لصاحبه المعلم نور المالكي. الذي تصور نفسه حامياً للمذهب الشيعي. حتي من بعض المعتنقين للمذهب.. وبلغت أحكام الإعدام التي جري تنفيذها في محاكم المالكي- في يوم واحد - أكثر من خمسين. وظلت الساقية تدور. ومع أن الرجل خسر الانتخابات نتيجة تصلبه الغريب. فإنه أصر علي البقاء في الحكم. من خلال تحالفات مع بعض الأحزاب الصغيرة التي تجانسه مذهبياً. هل يخطر في بال أحد أن يقتل تنظيم آخر. يدعي التشدد سنياً ما يبلغ 1500 مواطن عراقي في عملية إعدام واحدة؟! ماذا جري؟ هل أجادت واشنطن نسج المؤامرة فلم تترك العراق إلا بعد أن هيأته لمجازر ومذابح؟ هل فقدت المقاومة العراقية قدرتها علي التصدي للمؤامرات التي تستهدف أمن العراق وسلامة المواطنين العراقيين أيا تكن الجهات التي دبرت تلك المؤامرات. ومولتها. وأشرفت علي تنفيذها؟ هل الصراع ديني. أم الدين واجهة لإذكاء نيران الطائفية؟ هل صارت الساحة العراقية مجالاً للصراعات الدولية والإقليمية في بلد كانت أهم ملامحه - في عز نظام صدام - أنه وعاء لكل الأديان والمذاهب. حتي ما يتسب إلي ما قبل الأديان السماوية؟! وهل تنازلت الغالبية السنية عن استقلالها الوطني لمجرد تصور الحماية في داعش وغيرها من الجماعات المتطرفة؟! وما صحة الاتهامات التي يقذف بها كل طرف إقليمي في وجه أطراف أخري؟ هل تعددت الاتهامات فنالت الجميع؟ تبقي الأسئلة الأهم: هل بدأ تنفيذ المخطط الذي طال الإعداد له. بتقسيم العراق إلي دويلات سنية وشيعية وكردستانية؟ وهل يواصل المخطط اتساعه فيشمل دولاً عربية أخري. وفق التصنيفات التي تحرض علي التجزئة والتفتيت؟ وما موقف القوي الوطنية من ذلك كله؟ ألم تدرك أن الخطر لن يقف عند نقطة محددة وإنما سيواصل التوسع إلي غاية لا نعرفها. وإن عرفها واضعو المخططات جيداً. الأحاديث لا تنتهي عن منطق المؤامرة. إذا لم يكن ما نراه تعبيراً عن مؤامرة فما المؤامرة إذن؟!