محاولة التعرف إلي المشكلة. وتقصي أسبابها. والتوصل إلي أبعادها الحقيقية. هي ما يجب أن نعني به لمعالجة قضايانا.. تبسيط المشكلة قد يفضي إلي تشابكها وتعقيدها. والانتهاء إلي عكس النتائج المرجوة. نحن نعيش مشكلات عربية عربية. أي مشكلات بين أقطار الوطن الواحد. بحيث يتجه قطر بالعداء إلي أقطار أخري. أو بين الجماعات المتطرفة والأقطار التي تنتسب إليها. الإرهاب هو أخطر المشكلات التي تفرض تأثيراتها المفزعة علي الوطن العربي.. عمليات اغتيال وإعدام وتدمير. تدعي فصائل مجهولة الهوية نسبتها إلي الإسلام. وعمليات الذبح التي يزعم مرتكبوها أنها للدفاع عن العدالة والحرية. هذه هي الصورة الظاهرة: مساحة بامتداد الوطن العربي تخضع لسطوة الإرهاب. يكاد يقتصر اهتمامها علي إيقاف عملياته.ومنع انتشاره. الثابت- باعتراف استراتيجي الغرب أنفسهم- ان الجماعات الإرهابية من صنع الغرب. لكنها أعادت إلي حياتنا حكاية العفريت الذي أخرجه صاحبه من القمقم. ثم عجز عن إعادته.. المثل الذي يحضرني جماعة القاعدة التي أعدها البنتاجون. ومولها. لمواجهة الوجود السوفيتي في أفغانستان. وطبيعي أن يصر التنظيم المتطرف- عقب الخروج السوفيتي- علي أفعال التطرف التي بلغت ذروتها في تدمير برج التجارة العالمي بنيويورك. ليعلن أنه لن يعود إلي القمقم الأمريكي. وأن السحر قد انقلب علي الساحر. لكن الاقتصار علي تحديد المشكلة علي هذا النحو تبسيط يقلل من خطورتها. ومن نتائجها التي تنعكس بالسلب علي الأمة العربية. بتعدد أقطارها. وطوائفها.ومذاهبها. ما يعانيه الجزء تمتد تأثيراته الي الكل. تعلو الأسئلة: ما أدلة التخوين والتكفير التي تمارس من خلالها التنظيمات المتطرفة عملياتها البشعة؟ ولماذا تقتصر العمليات علي الأرض العربية؟ ومن وراء تجنيد العملاء في دول الغرب الأوروبي؟ وما طبيعة الفكر الذي رفع السيف باعتباره أداة الإسلام في الدفاع عن الحرية؟ وإذا كذبنا حكاية اعتماد التنظيم في إنفاقاته علي بيع البترول. وهي حكاية كاذبة تماماً. فما الجهة التي تحرض وترعي وتمول؟! مارس تنظيم داعش عملياته داخل أقطار في الوطن العربي. ذبح واغتال ودمر وأحرق. وأحال الملايين من المواطنين البسطاء إلي لاجئين ومشردين. وحين علت التساؤلات المستغربة حول ابتعاد عمليات التنظيم عن الكيان الصهيوني. كهدف مشروع لعمليات المقاومة. فإن إرهابيي التنظيم اكتفوا بذبح مجموعة من عرب فلسطين داخل الوطن المحتل. بتهمة التجسس لصالح العدو الصهيوني!