من المستحيل تصور أن يكون الدفاع عن الإسلام بمحاولات تشويهه. وإذا كانت الدلائل تشي بالمصدر. فإن كل الدلائل تبين الجهة التي حرضت. ومولت. ما تناثر علي الساحة العربية من تنظيمات ترتكب - باسم الإسلام - أفظع الجرائم وأحقرها! القرآن الكريم ينهي عن قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق. وهو ما يغيب تماماً. ولعلنا نجد الضد. في ممارسات الجماعات المتطرفة من إحراق للبشر. وذبحهم. وتدمير كل ما ينتسب إلي الحضارة العربية والإسلامية. حين بدأ العرب المعاصرون عهد الاستنارة. كان في مقدمة ما عني به المفكرون والساسة محاولة الإفادة من تقدم الغرب الأوروبي في مجالات العلم والتكنولوجيا. ثمة كتابات الكواكبي ومحمد عبده وجرجي زيدان وفرح أنطون وشبلي شميل وعشرات غيرهم. تركزت - في مجموعها - علي سبل الاستنارة والتقدم. بحيث تنفض المنطقة العربية عنها غبار التخلف. وتحاول اللحاق بالخطوات التي قطعها العالم نحو التقدم. ولعلنا نذكر مقولة أمين الريحاني: أنا الشرق. عندي فلسفات. فمن يعطيني - بدلاً منها - طائرات؟ ولأن بقايا عقدة ملوك الطوائف ظلت في نفوس الحكام العرب. فقد تعددت المسارب التي سعي الغرب لأن ينفذ منها إلي حياتنا العربية. نحن نجد ذروة التآمر الغربي في زرع إسرائيل داخل الوطن العربي. الولاياتالمتحدة والاتحاد السوفيتي وبريطانيا وفرنسا وغيرها من دول الغرب والشرق الأوروبي. أسهمت جميعها في اختراع الدولة الوليدة. وفي تمويلها بالأموال والسلاح والكفاءات العسكرية. حتي تخلي العرب - مرغمين - عن صفة الزعم التي أطلقوها - لسنوات - علي الكيان الصهيوني. بصرف النظر عن صواب وجهة نظر الأستاذ هيكل أو خطئها في تطورات الصراع العربي الإسرائيلي. فإن المتغيرات الدولية تشي بساحات أخري. قد تدور فيها الصراعات مستقبلاً. ولأن المقاومة الفلسطينية لم تحقق نبوءة بن جوريون بأن يموت الآباء. وينسي الأبناء.. فإن مخططات الغرب تجد الحل النهائي في تصفية القضية الفلسطينية. وتحويل الأقطار العربية إلي دويلات. ضمن منطقة تقع إسرائيل في قلبها. فضلاً عن تفوقها المادي بما يتيح لها السيادة علي المنطقة. أكتفي - لظروف المساحة - بالتأكيد علي أن دور داعش وأخواتها من المنظمات المتناثرة في الوطن العربي. بلا مجرد أصداء خارج الحدود. يحاول الإفادة من الصراعات القديمة لدول الطوائف. إلي جانب وضع الإسلام موضع الإدانة. في نظر العالم. وفي نفوس أبنائه. بحيث تتشكل دويلات تخضع - في النهاية - لإرادة العدو الصهيوني. ولنتأمل المسميات الكثيرة. بدءاً بأنصار الله الحوثيين. وانتهاء بدولة داعش الإسلامية! وليرحمنا الله!