إذا كانت التنظيمات الارهابية التي فرضت نفسها في السنوات الأخيرة علي الساحة العربية. قد تشكلت أساسا للدفاع عن الاسلام. ونصرة المسلمين ضد الغزو الخارجي. والخيانة والعمالة داخل الأقطار العربية.. فلماذا لا تتجه خارج الحدود. بل الي داخل الحدود. فترد عن الشعب الفلسطيني ما يواجهه من عدوان الكيان الصهيوني؟ السؤال حتي الآن بلا اجابة. بل ان قادة الغرب الذين وجدوا في تلك التنظيمات سرطانا يجب استئصاله. لم يشيروا الي الأيدي التي تمول التنظيمات. وتحركها. وتعد لها استراتيجياتها التي تعني بالاستيلاء علي المواقع الاقتصادية المهمة. استنزافا للقدرات العربية. وضمانا لتنامي الموارد التي تتيح لها الانفاق علي عملياتها الارهابية. كل شيء كما تري محسوب بدقة. بحيث يصعب التصور انها مجرد تشكيلات يغلب عليها التعصب والتطرف. والاقدام علي التصرفات التي تنشر المذابح بين المسلمين. وتشوه صورة الاسلام. ظني أن النظرة الموضوعية لتطورات الأحداث. واقتصار المعارك الشريرة علي أقطار الوطن العربي. وقتل وتشريد مئات الألوف. واستنزاف الموارد والطاقات العربية. وتدمير البنية الأساسية.. ذلك كله يبدو لغزا في مواجهة قوي الاستعمار والاستيطان التي جعلت من العدوان علي الوطن العربي. واستلابه. هدفا ثابتا عبر عشرات السنين. التآمر والمخططات التدميرية والقتل والافناء أبعاد أساسية في سياسة الكيان الصهيوني داخل الوطن العربي. حتي بعد أن تحول الي دولة لها مؤسساتها المدنية. فانه يشكل تواصلا مع أساليب عصابات شتيرن والهاجاناه والفيلق اليهودي وغيرها. ومع المخططات التي لا ترتدع عن أحط عمليات التصفية الجسدية. وتحويل مدن العالم حتي في الدول الصديقة للكيان الصهيوني. أو التي أسهمت في صنعه ساحات لعملياته الارهابية. عصابة في اطارة دولة! التنديد بجرائم الارهاب يجب أن يسبقه. ويرافقه. استقصاء للجهة التي تقف وراء ذلك كله. وهي جهة يسهل التعرف اليها من النظرة المتأملة لعمليات داعش والتنظيمات المتطرفة داخل أقطار الوطن العربي. وغيابها عن الأرض الفلسطينية المحتلة. واللافت أن كل الأقطار العربية عدا قطر تعاني تهديدات تلك التنظيمات. الميديا الغربية تحرص علي التمويه. واخفاء الحقائق. ترفض وصل النتائج بالمسببات. والفاعل بالمحرض.. هل نكتفي في مواجهة توالي الأحداث الشريرة بالصمت. واعتبار الأمر كأنه يخص ناساً آخرين؟!