* عندما يدرك المعتدي أنه سيعاقب علي جرائمه . فسيطول تردده قبل أن يكرر عدوانه . لكن الكيان الصهيوني لم يدفع تعويضاً ما عن الدمار الذي ألحقه بقطاع غزة . في مشهد تكرر . مرة كل عامين. * تؤلمني المبادرات العربية عقب كل اعتداء إسرائيلي علي القطاع بتقديم المساعدات المادية التي تعيد العمران . الأقطار العربية ليست مصارف ولا مؤسسات اجتماعية تعني بتعويض الفلسطينيين عن الأضرار التي تحيق بهم . الفعل الإسرائيلي يجب - بمساندة إيجابية من المنظمات الدولية - أن يواجه بعقوبات صارمة . بعيداً عن المنطق العبثي الذي يتعامل به قادة الكيان الصهيوني مع الإرادة العربية : نحن ندمر . وأنتم تعوضون! * قد لايعرف الكثيرون أن الحكومة العراقية تدفع - حتي الآن - تعويضات أقرها مجلس الأمن ضد العراق عقب غزو صدام حسين للكويت . وهو ما أفاد منه المواطنون الكويتيون . والعاملون العرب والأجانب الذين أضيروا بالغزو . لكن الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة علي الفلسطينيين . وعلي الأقطار العربية الأخري . ترفض حتي كلمات الاعتذار . إنها تقتل وتدمر وتفني . وتواجه إدانة الرأي العام العالمي باستهانة غريبة . كأن السطو والاستلاب والتقتيل حقوق أعطتها لنفسها . وتجد في التصرفات السلبية المقابلة للمنظمات العربية والدولية ما يدفعها إلي مواصلة اعتداءاتها السافرة دون خشية من مساءلة ولا عقاب. المرة الوحيدة التي تمازج فيها الاعتذار بدفع التعويضات حين أصرت الحكومة التركية علي مطلبها بالتعويض والاعتذار . عقب الهجوم الإسرائيلي علي الباخرة التركية مرمرة . التي كانت تحمل طعاماً ومواد إغاثة للمحاصرين في غزة . وهو تصرف يسهل فهمه في ضوء العلاقات القديمة بين إسرائيل وتركيا . والإرادة التي تملكها تركيا قياساً إلي التخاذل العربي! لماذا لانسمي الأشياء بمسمياتها . فنواجه الجرائم الإسرائيلية باعتبارها مثلاً لجرائم العصابات المسلحة التي ابتلي بها وطننا العربي في العقود الأخيرة؟ نحن ندين . ونسعي إلي تصفية العصابات التي تلتهم الأخضر واليابس . وتعيد عمليات التنمية والبناء إلي نقطة الصفر . تحت دعاوي دينية مكذوبة .. لماذا لا نتجه " بالإرادة نفسها" إلي تصرفات الكيان الصهيوني . فلا يظل علي تصوره بأن تعاظم أفعاله في الأرض العربية . لن يجد ما ينتسب إلي معني الردع؟! هدد أبو مازن " في مرات كثيرة" باللجوء إلي محكمة الجنايات الدولية . فما يمنعه من أن يحيل التهديد إلي تصرف فعلي يحصل من خلاله علي حكم بالإدانة . وتعويضات . بحيث تعيد إسرائيل حساباتها قبل الخطو نحو أي عدوان جديد. لو أن إسرائيل دفعت تعويضاً عن الدمار الذي ألحقته بقطاع غزة عبر السنين الماضية . بالإضافة - طبعاً - إلي قتل آلاف المواطنين الفلسطينيين .. لو أنها فعلت ذلك . فلا شك أنها كانت ستوقف جرائمها ضد القطاع . أو تراجع مخططاتها . فلا يصبح العدوان المسلح مشهداً يتجدد كل عامين . يتبعه تقديم بعض الأقطار العربية مساعدات مادية لإعادة تعمير القطاع.