تدين إسرائيل للعديد من العوامل التي أسهمت في قيامها.. أهم تلك العوامل مساندة الولاياتالمتحدة وأوروبا والإرهاب الذي تكون لفاعلياته العديد من المنظمات الإرهابية الصهيونية بل ان معظم القيادات الإسرائيلية كانوا - لفترات في حياتهم - أعضاء في تلك المنظمات الإرهابية ومنها شتيرن والهاجاناه. بعد أن تحولت إسرائيل إلي دولة عضو في المنظمات الدولية فإن الإرهاب ظل بعداً مهماً في سياستها وهو ما يتضخ في قياسات الرأي العام العالمي حيث أكدت ان إسرائيل هي الدولة الإرهابية الأولي في العالم. مع ذلك فإن الإرهاب هو التهمة التي تحرص إسرائيل علي إلصاقها بالدول التي تحاول الاستخدام السلمي للطاقة الذرية في مقابل أكثر من مائتي قنبلة نووية تحتفظ بها في مخازنها والإرهاب أيضا هو الصفة التي تحاول إسرائيل إلصاقها بمنظمات المقاومة الفلسطينية. المفروض ان تمثل ثورات الربيع العربي رادعاً لقادة إسرائيل بحيث تختفي - أو تقل - ظاهرة هدم البنايات تحسبا لردود الأفعال.. لكن انشغال ثورة الربيع بأوضاع الداخل وغلبة الفوضي علي الكثير من الأقطار العربية مثل دافعا لنهازي الفرص في الكيان الصهيوني حتي يسرعوا في عمليات الهدم والمحو والتبديل لفرض واقع جديد بديل للمقدسات الإسلامية في القدس. حين يظهر وزير السياحة الإسرائيلي في صورة تليفزيونية لقبة الصخرة تتهاوي من خلفه تعبيرا عن إزالة المسجد الأقصي وملحقاتها فإن تهمة الإرهاب تطرح نفسها بشدة تشير إلي ثبات العقلية الصهيونية علي جعل الإرهاب بعدا ثابتا في سياستها الداخلية بالنسبة لعرب فلسطين بل ضد الأقليات الوافدة مثل الفلاشا وغيرها. الصورة التي وقف فيها الوزير الإسرائيلي شاهدا علي تصور انهيار قبة الصخرة بداية تنفيذ مخطط لإخفاء مسجد قبة الصخرة خلف بناء من أربعة طوابق يضم مركزا للشرطة ومتحفا وصالات استقبال. والحق ان الإقصاء والإلغاء والمحو للديانات السماوية الأخري لا يقتصر علي مخططات تقويض الأقصي فقد حولت إسرائيل العديد من الكنائس والمساجد والمزارات الإسلامية والمسيحية إلي غير أهدافها. لقد طمأن موشي ديان دول الغرب علي انتفاضة العالم الإسلامي - في أواخر الستينيات - ضد محاولة احراق الأقصي بأن المسلمين يهبون ثم يهدأون.. فهل يكون هذا هو الموقف من مسئول إسرائيلي يتحدث - بالصور الشارحة - عن هدم الأقصي لتقام - في موضعه - منشآت إسرائيلية؟!